قصيدة " الفرسان " بقلم الشاعر المغربي: بوعلام الدخيسي

الفرســان

                                     الشاعربوعلام الدخيسي

حنانيك شعري إن همى الحبر مداحا = وغرد للعشق الذي قلبي اجتاحا
تمهل لتصطف الحروف خِلافـــنا = وننثر عطرا للترانيم فوّاحا
فليلاي لا قيس يوافي جمالها = ولا شاعر إن لم يك الصبر مفتاحا
تمهل ولا تفخر بوصفك شاعرا = فكم أعجزت أرباب شعر وشراحا
على بابها الغربي عند غروبها = تعذر لي المغنى وكسرت ألواحا
جلست أناجي في الزقاق أناسيا = أناشد من يغدو يناشد من راح
أقول لهم يا قوم إني متيم = أغالب أشجاني وأشجب أفراحا
خذوا بيدي إن الغرام تقلب = فيوم بيوم وامسحوا الدمع إن ساح
أجابوا أجل والحب يشغفنا معا = يكاد من التحنان يزهق أرواحا
نظرت إليهم نظرة فعذرتهم = تقاسيمهم تشكو هوىً بات سفاحا
فواحدة ليلى وألفٌ شداتها = وكلّ ٌُ جريح هام يطلب جرّاحا
وها أنا ذا قد جئت أودِع دمعتي = على صفحات الوُجد أوقِدُ مصباحا
نعم سبق العشاق لوْعي وشعرهم = ترنم مدحا للحبيبة وضّاحا
وجئت أخيرا في الصفوف لعلني = ألملم للفرسان في الزحف أرماحا
أنافح عن عشقي وكل وسيلتي = هوى من هويتم فاعذروا السيف إن طاح
فوجدة من نهوى وكل قصيدنا = ببحر عميق لا يطاوع سباحا
وقافية من كل حرف تضوعت = على قدر من نسقي لها الشعر أقداحا
أأمّ َ الشداة استكثري من مديحنا = فأنت التي أنجبت للمدح صُدّاحا
==============
فهذا الفقيد الحِبّ يسقي أثيرنا = حدائق شعر تغدق الروح والراح
ثلاثون حولا حوله الشعر ساقنا = يهدهد آلاما و يمسح أتراحا
وهاهو ذا ارتاح الهوينا وحينها = فؤادي الذي جاب الحدائق ما ارتاحا

وهذا الذي في أول الغيث أثمرت = دواوينه حبا و زهرا وتفاحا
وكيف بمُرِّ الطفل أدمع أعينا = إذا ما دعا الرحمن يجأر ملحاحا

وذا بلبل النبراس أضحى أميننا = ورابطة الأطيار تنصت إن صاح
يعلمنا الإيمان يرْفـُلُ مَنـْشـَدَا = وكيف يطوف الحرف في الأرض سواحا

وثالثهم من جاءه الغد باكرا = وساق بريد الشوق شهدا وأجباحا
وذاك منيب بورمي كذلكم = ترجل شعرا للحبيبة نضاحا
وذا بوعلي طير أحفير حبيبها = ومن مُزنها زاد الفصيحة إفصاحا

وذا عاصم ذو السبق يسرج خيله = وأنا تراءى العشب يبسط أجناحا
وبوحَجَر ٍ عبد السلام سفيرنا = إلى القدس لما وقع العقد نواحا
يغرد يُهدي البيت حق سلامه = ومن حَجَر ٍ في الكفر يزأر لواحا

وذلك ريّاحي فريدٌ ومفرد = وجمْعٌ إذا ما هبت الريح ما انزاح

كذالك تصطف الشواعر فاسمعوا = لفاطمة الخنساء تخبر من باح
كما أنتمو يحلو الترنم بيننا = قصيدا وها ألق الحليمة قد لاحا

وذلك يحيى والعمارة فنه = وذاك لـُقـَاح ٌ عرقه بات لـَقـّاحا

وذلك خيّاط ٌ يخيط لبوحه = وذا بدويّ ٌ يبذر الشعر لـُفـّاحا
وذا سامح درويشيُ النغم اقتفى = خطى اللحن صبّا ثابت العزم مِرْجاحا

وذلك شركيّ ٌ وبلبل منبر = خطيبٌ خصيبُ الحبر يملأ أنداحا

وذا سعيد ٌ هادف البوح ضيفنا = يجز خيوط الفصل ينسُجُ إصلاحا

وماجنُ من خلف الضباب يبثنا = مواويله للشوق ليلا وإصباحا

وذاك بخيت ٌ في جرادة صامد = يطارد عنها الموت يطرد أشباحا
وذلك وافي في الجنوب يصبها = حروفا تجوب الرمل تـُخـْـصِب صُفــّاحا

أوجدة دليني لأصدح مثلهم = فاُكتـَبَ بين القوم يا أخت مداحا
أنا الطفل أحذو في السفينة حذوهم = وما كنت يوما يا حبيبة ملاحا
==========
مع تحيات أخيكم :
بوعلام دخيسي
وتحياتي الخالصة لباقي الشعراء الشباب
في مدينة وجدة واحة الفنون والآداب وتحية خاصة للباحث القدير محمد يحيى القاسمي