مواضيع اليوم

قصيدة "العيد حل وقد قامت له العرب" للشيخ عائض القرني

حسن محمد لمعنقش

2012-06-24 05:58:17

0

"العيد حل وقد قامت له العرب"
د. عائض القرني

اعتاد الشعراء العرب مدح أو هجو الحاكم في بالد الإسلام والمسلمين، حسب المناسبة والداعي، وجادت قرائحهم بقصائد سارت بها الركبان ، مثل قصيدة المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي، والتي مطلعها:
عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى، أم لأمر فيك تجديد
ومثل قصيدته التي مطلعها:
مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ              أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ
غير أن المتنبي سبق له أن مدح "كافورا" بما هو أجود، كما في قوله :
ترَعْرَعَ الْمَلِكُ الأَسْتَاذُ مُكْتَهِـــلاً               قَبْلَ اكْتِهَالٍ أَدِيبًا قَبْلَ تَأْدِيـــــبِ
مُجَرَّبًا فَهَمًا مِنْ قَبْلِ تَجْرِبَــــــةٍ               مُهَذَّبًا كَرَمًا مِنْ غَيْرِ تَهْذِيـــــبِ
حَتَّى أَصَابَ مِنَ الدُّنيَا نِهَايَتَهَـــا              وَهَمُّهُ فِي ابْتِدَاءَاتٍ وَتَشْبِيـــــبِ
يُدَبِّرُ الْمُلْكَ مِنْ مِصْرٍ إِلَى عَدَنٍ               إِلَى العِرَاقِ فَأَرْضِ الرُّومِ فَالنُّوبِ
وكافور رحمه الله كان، كما يقول ابنُ كثير عنه في تاريخه "شهمًا شجاعًا، ذكيًّا، جيِّدَ السيرة"، لكن المتنبي عيره بما لايد له فيه، مثل قبحه ولونه الأسود. وهذا ليس غريبا من شاعر مدحه –في كثير منه – قيل للتكسب، وإلا فلسانه ينقلب يصبح من الألسنة "الحداد الأشحة على الخير".
ولئن كان المتنبي يمدح أو يهجو لأجل التكسب، فإن من الشعراء من ذم حكامنا العرب الذين سودت خياناتهم وظلمهم لشعوبهم صحائفهم، ولعل قصائد مظفر النواب وأحمد مطر من أروع ما قيل في هذا المجال .
إن مناسبة هذا الكلام قصيدة جادت بها قريحة العالم الشيخ عائض القرني حفظه الله حول الحكام المطرودين والمنبوذين من شعوبهم. والعالم الشيخ غني عن التعريف، ولذلك لا أطيل على الإخوة القراء في التعريف به، وأتركهم مع قصيدته:

 العيدُ حلَ وقدْ قامت لهُ العــــــــربُ          والبشر أقبلَ والأفراحُ والطربُ
  غابت وجوهُ ارادَ اللهُ ذِلتهــــــــــــا            كما تحطمت الأصنامُ والنصــبُ
مباركُ كُبلت في السجن ِقامتـــــــهُ           زينُ تونس أفني عُمرهُ الهربُ
 أما مُعمَّرٌ فالأبطالُ تطلبـــــــــــــــهُ           كأنهُ الفأرُغطىَ رأسه الذنــــــبُ
والشامُ تنصِب للسفاحِ مشنقـــــــة           بُشرى لبشارٍ فالساعاتُ تقتـربُ
وصالحُ أُحرقت بالنارِ طلعتـــــــــه         والشعبُ زمجرَ والتأريخ يلتهـبُ
 ما أجملَ العيدِ من غيرِ الطُغاةِ             وما ألذ أن تبصرَ الجلادَ ينتحــــــــبُ
عن موقع: "منتديات حراس العقيدة" على الرابط:
http://www.hurras.org/

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !