مواضيع اليوم

قصقصة ريش مصر !!

هشام صالح

2009-04-30 21:02:27

0

رغم التشابه بين الألعاب الكروية المبنية علي الركلات وبين الألعاب السياسية المبنية علي الكلمات هناك كثير من الاختلافات بينهما.. فالهدف الكروي إذا تأخر ثم جاء في الوقت الضائع زاد فرحه وأدي غرضه، أما الأهداف السياسية إذا تأخرت وغابت فتؤدي إلي غياب الدور وتحجيمه وانهيار المكانة وتقزيمها وضياع الحق والأرض.. فمادام سلام الاستسلام قائماً فمن البجاحة أن نطالب بالأرض فبعد أن كانت الأرض مقابل السلام أصبحت الثقافة ومعها الرياضة هي الآن لغة السلام حتي وصلنا إلي مرحلة مؤتمرات المشي من أجل السلام!! فالخيار ـ والباذنجان ـ الاستراتيجي للسلام لا ينبت أصلاً في الأرض الجرداء الجدباء ومع هذا ففي كل مؤتمر جديد لسلام الاستسلام يقول قادتنا وحكماؤنا ـ وما أكثرهم ـ إن الكرة الآن في ملعب إسرائيل مع أنهم يعلمون أنهم مشلولون.. والمشلولون بالكرات لا يقذفون!! وإذا كان مرسي الزناتي اتهزم يا رجالة في المسرحية، فها هو السيد عمرو موسي يعلنها صريحة مدوية أنه قد انضحك علي الأمة العربية فمن ضحك علي حكام الأمة وحكمائها؟! بالتأكيد الرئيس السادات عندما أعلن عن مقولتين صغيرتين تكشفان ما نحن فيه الآن فالحرب والسلام لا يقومان إلا بوجود طرفين أو أكثر لكن الرئيس الراحل لم يكتف بجعل لعبة السلام بيد أمريكا وحدها ولكنه أيضاً بشرنا بأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب وتركها إلي ما لا نهاية، أي أنه حكم علي نفسه وعلي غيره فإذا كان السادات قد ضمن الشعب المصري ورؤساءه فهل ضمن إسرائيل من أنها لن تحاربنا في المستقبل؟! ومازلت مصر تسير علي الطريق الذي رسمه دون أن يدري الرئيس الراحل حتي يتم فرض هذه المقولات إجباريا علي من يأتي بعده فبدأت عمليات الانفتاح السداح مداح حتي وصلنا لعمليات الخصخصة لقصقصة ريش مصر ومقدرات الوطن فلقد تحمل الشعب بفلاحيه وعماله وقطاعه العام أربع حروب خاضتها مصر في ربع قرن وكان في استطاعتهم تحمل المزيد.. فلو فرضت حرب علي مصر فمن يا تري سيتحملها؟! هل سيتحملها القطاع الخاص ورجال أعمال قال عنهم الأستاذ عادل حمودة من قبل ـ إنهم مثل فئران السفينة هم أول من يهربون منها إذا مالت للغرق ـ وأين دور ومكانة مصر التي كانت إذا قالت سمعوا لها، إنه يسير في اتجاه واحد وهو للخلف در برغم العمليات التجميلية السيليكونية التلميعية الإعلامية فإذا كان قد انضحك علينا في عملية السلام فهل سنصحو ذات يوم علي مسئول آخر ليقول انضحك علينا وحرب أكتوبر ليست آخر الحروب ولكن بعد أن تقع فأس إسرائيل للمرة الرابعة في رأس مصر!!

ومع هذا فمازال زارعو الخيار والباذنجان الاستراتيجي للسلام ومعهم الطبالون والزمارون ومن قبلهم الكامب ديفيديون ينقنقون بأعلي أصواتهم للإشادة برؤية قادتنا المستقبلية لأنهم علي ما يبدو مكشوف عنهم الحجاب فتأخذ رؤيتهم صفة الحتمية لأنها رؤية إجبارية.. هم يقولون رؤية وأنا أقول إنها إرادة وبفرض حسن النية أقول رؤية السادات كانت إرادة وقتية حتي تعود سيناء وبعدها بالتأكيد كان سيقوم بثورة أخري تصحيحية ـ حقيقية ـ فليس ذنباً للسادات أننا حولنا إرادته الوقتية إلي إرادة حقيقية! وكمان ـ مستقبلية ـ رحم الله الرئيس الراحل الذي كرهته صغيراً لا أدري   لماذا وألتمس له الأعذار كبيراً!!

15/1/2007




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !