مواضيع اليوم

قصف و إرهاب و مخدرات

نزار جاف

2011-08-06 07:43:39

0

إعتاد رجل على الاعتياش من سرقة أکفان الموتى بعد دفنهم بفترة قصيرة، وذات يوم و بعد أن بلغ من الکبر عتيا توجس ريبة من أن يلعنه الناس بعد موته، ولذلك طلب من أبنه أن يقدم على أمر ينسيهم فعله المشين، وعندما قضى الرجل، طفق أبنه بعد أن يسلب الموتى أکفانهم يقوم أيضا ببتر أياديهم و أرجلهم و إلقائها بعيدا عن المقبرة، وهو مادعى بالناس أن يترحموا على سارق الاکفان!
هذه الحکاية جديرة بأن يستحضرها المرء و هو يقارن بين نظام الشاه و بين نظام الديني المتطرف في إيران، حيث أن نظام الشاه و على الرغم من السطوة و الرهبة التي کانت تحيط به ومع کل ذلك الدعم الدولي و الاقليمي الذي کان يتمتع به، فإن الاضرار و الانعکاسات السلبية الناجمة عن سياساته کانت محدودة و لها سقف معين لم تتجاوزه، بل کان يلعب ضمن قواعد و قوانين في غاية الرصانة و الرزانة، أما نظام الشاهات المعممين، فکما توضح و يتوضح لحد هذا اليوم، ليس بإمکان أي اوساط سياسية او استخبارية وکذلك ليس بمقدور أي مراقب او محلل سياسي أن يضع سقفا محددا للأضرار و العواقب السيئة من جراء السياسات المتطرفة و العدوانية التي يلجأ إليها هذا النظام المتطرف، فلا يمر عام او فصل او شهر إلا و کانت هنالك(منقبة)سوء و ضرر لملالي طهران، فتارة يلقى القبض على زمرة تابعة لهم أقدمت على عمل إرهابي او تفجيري في أمريکا اللاتينية او بلدان اوربا، وتارة أخرى يلقى القبض على عصابة تجسس عائدة لهم في إحدى بلدان المنطقة أو على مجموعة تقوم بتوريد المخدرات لدول مجاورة، ومرة أخرى تضبط سفينة أو طائرة أو قطار يحمل متفجرات او اسلحة او أموال مغسولة، وحينا آخر تجدهم يقدمون على قصف مناطق آهلة بالسکان بمدفعية(جيش الامام المهدي)، والمثير للسخرية التامة أن هذا النظام الموغل في العدوانية و التطرف، يتبرأ دائما من کل أعماله وکأنه الشيطان نفسه، إذ أن الشيطان وبعد أن يدفع الانسان الى إرتکاب أشنع الاعمال و اسوأها يتبرأ الى الله من تلك الاعمال.
النظام الايراني الذي يبدو أنه قد صار اليوم قاب قوسين او ادنى من نهايته المحتومة و بات ينتظر ساعة رحيله غير مأسوف عليه، يسلك کل السبل المتاحة و غير المتاحة من أجل بقائه في السلطة الى إشعار آخر، ولعل مساعيه الخائبة و المشينة بدعم و اسناد النظام الدکتاتوري في سوريا و مساعيه لزعزعة الامن و النظام في دول الجوار ناهيك عن تدخلاته المفضوحة و مساعيه لزعزعة الامن و النظام في دول الجوار ناهيك عن تدخلاته المفضوحة في الشؤون الداخلية في العراق و لبنان و البحرين و اليمن و دول أخرى، لاتبدو في واقع الامر إلا کرفسات الذبيح، ذلك أن هذا النظام و على الرغم من کل مظاهر القوة و الجبروت التي يحيط نفسه بها، فإنه في الحقيقة ليس إلا کميت حي، والجميع يعلمون أن ساعات هذا النظام قد أزفت و ان سقوط الدکتاتور بشار الاسد و سحب البساط من تحت أقدام(الحزب ـ الدولة)التابع لهم في لبنان ستعلن للعالم کله العد التنازلي لرحيل المعممين المستبدين او عودة(غير الدموي منهم)الى المسجد او الحسينية و ترکه لأمر لايعنيه.
بالامس عندما سقط نظام الشاه تنفست کل شعوب المنطقة الصعداء و لم تأسف عليه، و اليوم او غدا عندما سيسقط هذا النظام المتطرف المتسربل بالدين، فإن کل شعوب المنطقة و العالم سترحب بذلك أيما ترحيب، والحق أن المنطقة و العالم کله أفضل من دون هذا النظام!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات