علي جبار عطية
الأربعاء 20-06-2012
انتبهت الى صوت الثلاجة وهي تناضل من اجل ان تبرد لنا ماءً في غرفة تبلغ حرارتها بعد التكييف نحو اربعين درجة!
كانت الثلاجة تطلق صوتا اشبه بصوت بقصف صاروخي متقطع لان المسكينة تبحث عن فولتية تتناسب مع قوة محركها وهذا غير ممكن فالتيار الكهربائي ضعيف خاصة ان صاحب المولدة يقتصد بالوقود بخفض الامبيرية !
تضطر الثلاجة الى ان تعلن انها غير قادرة على الايفاء بالتزامها برغم من اشتعال مصباحها !
انتظر النشرة الجوية فتخبرني ان درجة الحرارة في بغداد بلغت (48) درجة مئوية فاذا اضفنا اليها (15) درجة هي الفرق بين الحرارة في الظل والحرارة تحت الشمس تصبح النتيجة مرعبة وهو اننا نتعرض لقصف شمسي تجاوز الستين درجة مئوية وهذا يفسر حالات الاعياء والغثيان وعدم التركيز عند الكثير منا فضلاً عن حدوث موجات حر متكررة تنقلك مباشرة الى جهنم من دون افكار انتحارية!
انها حقاً محنة اسفرت عن انتحار المجمدة وتحولها الى صندوق لبعض الحاجات الزائدة وستلحقها الثلاجة ان لم نتدارك الامر وكاجراء اولي تحولنا الى آكلي اعشاب بدلاً من آكلي اللحوم لان اللحم لايصمد في الثلاجة (الكنتور) التي تعوي كعوي القطار ليلة الالتحاق الى الوحدة العسكرية ايام الحروب والامجاد الزائفة ! الاجراءات الاخرى اخذناها من كتب دليل الطبخ ولكِ ياسيدتي وكيف تكون ربة بيت ناجحة في خمسة ايام وذلك بالاعتماد وعلى الاساليب البدائية في الخزن من التلميح والتجفيف والتسكير ( من وضع السكر) فضلاً عن رفع شعار (الان الان وليس غداً) والاقتصار على شراء مايلزم ليوم واحد فقط! ويظل المرء يتساءل : كيف لانحترق ونحن نعيش وسط هذه الاجواء وكيف يصل المواطن الى المكان الذي يقصده وسط بطء السير والزحام الشديد وكثرة السيطرات ؟ وكيف نطالب هذا المواطن المسكين ان يتحلى بالصبر وينتظر تحقق الوعود بتحسن المناخ وان يحلم بغيمة ثلجية في يوم قائظ ؟
التعليقات (0)