أحد الضباط ...آمن (بضرورة) طلب العلم والتطور ، فدخل إحدى الكليات ....ولأنه ضابط ، فقد تعين عليه الحضور لامتحان (البكالوريوس) في نهاية السنة فقط ، وفي قاعة الامتحان ، انتبهت المراقبة إلى رداءة خط هذا الضابط الطالب ، فقالت له :- (أشو خطك ردئ جداً ..وغير مفهوم !!) فأجابها بانزلاقةِ لسان غبية ، وبكل سذاجة ...قائلاً :- (ست اعذريني ..تره صارلي سنة من تعلمت أقره وأكتب) .
سبايدر مان
سقط منه جواز سفره في إحدى السيطرات ، ولم ينتبه له ، ولكنه حين وصل البيت ، ولم يجد جواز سفره ، تذكر أنه ربما أسقطه في السيطرة ، وعاد إليها في اليوم التالي ، وفعلاً ، وجد الجواز بحوزة أحد المنتسبين ، ولكن هذا المنتسب ، ماطل كي يبادل الجواز بمبلغ (هدية) ، وحين يأس المواطن من إقناع المنتسب ، ذهب ليشتكيه عند الضابط ، هنا ، سمع الضابط القصة ، وجاء بكل هدوء إلى هذا المنتسب ، ووقف أمامه قليلاً وأخذ يدقق النظر فيه ، ثم فجأةً ... (صمطه بعجل معدل) كاد أهل المشرق والمغرب أن يسمعوه ، وصاح بالمنتسب غاضباً ، (كلب ابن الكلب !! رواتبكم صارت بالملايين وبعدكم حرامية ؟؟ جيب الجواز لا أحرك أبو أبوك هنا) فأخذ الجواز ، وأعطاه للمواطن ، واعتذر من المواطن قائلاً (أعذرنا أخوية ، هذا وأمثاله اللي طيّحوا حظ البلد ، وشوهوا سمعتنا) ...وخلوا (المرواني وغير المرواني) يحجون علينه .
بالمناسبة ، هذا المواطن لحد الآن (خايف) ، يقول :- (خاف هذا المنتسب يشوفني بوحدة من السيطرات ، ويرتبلي تهمة (إرهاب) ، وتالي منو يفيدني ؟)
الرزق الحلال
عاد رجل الأمن (المدكدك) من دوامه الرسمي ، وجلس في غرفة نومه ، وأخذ يعد ما درت عليه وقفته الشامخة في الـ (سيطرة) من رشاوى وهدايا و (أتاوات) قانونية ، وبعد أن رص الأوراق النقدية ، و (ضربها لاستيك) ، قبـّلها ، ووضعها على جبينه ، وقال :- (إي !! الحمد لله ... الله لا يعوزنه للبوك والتسليب والسوالف المكسرة مال قبل ..هذا رزق حلال وطيب وسهل ... وبالقانون هماتين) .
الله يدري لو ما يدري ؟
جمع الضابط منتسبيه ، وبدأ يتحدث إليهم قائلاً (إخواني ..لا تعتبروني ضابط ، اعتبروني أخوكم واسمعوا مني ، الله الله بالمواطنين ..تره والله العراقيين بيهم حوبه ، وعلى رأي القائل ، الله يدري لو ما يدري ؟) ، هنا انبرى لها أحد المراتب المعروفين بالارتشاء قائلاً :- (سيدي !! طبعاً الله يدري) ، فرد عليه الضابط قائلاً :- (إنته تنجب وتسكت ، الله يدري ، بس إنته ما تدري الله يدري ..... ويومك قريب ....لا تستعجل) .
أخاف من أعوفك ..بعد ما أشوفك
سيارة الأمن الواقفة على جانب الطريق ، أبوابها مفتحة ، والسائق يجلس خلف المقود ، ونصف جسمه خارج السيارة ، والضابط يتكئ على (جاملغ) السيارة ، يضع يده اليمنى تحت خده ، ويحمل بيده الأخرى (بطل) ماء معدني ...ارتشف منه قليلاً ..ثم التفت إلى السائق قائلاً :- (أف !! والله ضجنه ..شو كلشي ماكو ؟؟ يمعود !! ما تدكلنه باسم الكربلائي – مال أخاف من أعوفك - ...خلي نغير الجو شويـّه) .
حقد من نوع أبيض
(يا بوية !! شكد أكره هذا النقيب الـ منعول الوالدين .. لأن ططوة ابن ططوة ، وما يعرف يشتغل ، ومصدّك بالإسلام ، وكلهه عنده حرام بحرام ... لا ياخذ ، ولا يخلينه ناخذ ، وكاطع رزقنه ورزق عيالنه ، وانوب ما يروح يكعد بغرفته ويخلينه نسترزق ، بس يراقب بينه ، عيونه مثل عيون المطيرجي ......ولكم الله واكبر ، ماكو واحد يعلسه ؟ ينقله ؟ يدولبه ؟ يشوفله طركاعة يذبه بيها ويخلصنه منـّه ؟ والله طفرت رواحنه) ... قالها أحد الضباط (المنفيست) ، وهو يشير إلى نقيب (شاب) يقف معه في إحدى السيطرات على الطريق الخارجي .
أوقات الفراغ الليلية
تصورت أن (زفة) عرس تمر في الشارع ، في ساعة ليلية متأخرة ، ولكن ، تبين إنها سيارة رجال الأمن المصفحة ، يتراقص فوقها (منتسبان) على أنغام (صاخبة) وستريو ، لأغنية سيدة الطرب الغجري الجديدة (سارية الحواس) وهي تردد (بس اسمع مني ..ياللي مجنني ، آنة المتعذب ، وانته المتهني) ، بينما كان (المنتسبان) يردحان بقوة وعزيمة وشكيمة ، وسمعت أحدهما يشجع الآخر قائلاً (روح خالي روح ......) ، وعند مرورهم ، رمى أحدهما شيئاً من يده ، فأحدث صوتاً يشبه صوت علبة معدنية فارغة ترتطم بالرصيف ، وتتدحرج على الإسفلت ، لا أعرف لماذا أسأت الظن بهما ، وتصورتها علبة (بيرة) فارغة ، أعوذ بالله من سوء الظن ، فليس من العقول أن يقوم حماة القانون والأمن بالسكر والكبسلة (والطربكة) والرمي العشوائي ، بعد منتصف الليل ...(لا ما يسووها... شحدهم ؟) .
محنة مواطن
أشار (رجل الأمن) لسائق السيارة التي نركبها بالعبور ، رفع السائق يده شاكراً رجل الأمن على تعاونه وعدم تفتيشه ، ومر عبر السيطرة ، وفجأة صاح به رجل أمن آخر يرتدي زياً عسكرياً مختلفاً ، صاح به بصوت يشبه أصوات المطيرجية :- (( أوكف لك !!!) ، هنا توقف السائق ، وارتعدت فرائصه ، فتقدم إليه رجل الأمن الثاني ، وانتبهت الى الوشم على يده ، كان الوشم عبارة عن صورة لعقرب ، مكتوب تحتها (أطلع من السجن ...وأراويكم) .....المهم ، اتكأ رجل الأمن على نافذة السيارة ، وقال للسائق :- (ليش جنابك الكسيف ما تحترم السيطرة .. وما توكف ؟؟... إحنه مو بعينك ؟؟) فقال له السائق (لا يمعود !! على راسي ، بس ذاك الأخ – وأشار لرجل الأمن الأول - كال إطلع ..فطلعت) ، هنا ...فتح رجل الأمن باب السيارة ، وسحب السائق من (ياخته) وصاح به :- (إنزل !! وخلي ذاك الأخ يفيدك) ...عرفنا بعدها أن ثمة عداوة بين رجل الأمن الأول والثاني ، وثمة عداء بين دائرتيهما .....وعلى المواطن أن (يدفع) ..بالتي هي أحسن .
احترمْ ...تُحتـرَمْ
أزعجته زوجته الجالسه بقربه في السيارة ، وأخبرته بأن ابنه الكبير (مصخم الشرايع) ونتيجته في الإمتحانات النهائية الرسوب ، فانفعل الرجل ، و (صار عصبي) ، وصادف أنه سمع الخبر ، وصار عصبياً قريباً من إحدى السيطرات ، فانتبه رجل الأمن الى وجه المواطن (المعبـّس) فاستوقفه دوناً عن بقية السيارات ، وسأله :- (شبيك معبـّس ؟؟ شنو ما عاجبينك ؟؟) ، فرد عليه المواطن بأن المسألة شخصية ، بينه وبين زوجته ، فقال له رجل الأمن :- (من توصل للسيطرة ..احترم نفسك ..ولا تعبس وجهك بوجوهنا ، إحنه حكومة ...ومو نشتغل ببيتك) وحدث بينهما الكلام والرد ، فاختصر رجل الأمن الموضوع ، وألقى عصا الترحال ، وصاح بالضابط :- (سيدي !!! هذا المواطن شتمني ، وشتم السيد المالكي ووزير الداخلية ووزير الدفاع ، وما خله واحد ما شتمه ، ....وانوب ما يقبل نفتش سيارته) .....فأجابه الضابط بسرعة (نزلـوه) .
خطة أمنيـّة
(عفية سعودي ليش مسوي ازدحام بالسيطرة ؟ ليش ما تسهل أمور الناس وتمشيهم ؟ .... مو إنته حتى تفتيش ما جاي تفتش؟) قالها شاب مدني لصديقه العسكري (سعودي) الذي يقف مؤدياً واجبه الأمني في إحدى السيطرات ، فأجابه سعودي قائلاً :- (أخوية أبو الزوز !! هاي فيكة إنته ما تعرفهه .. هذا الإزدحام كله علمود الآمر ، حتى من يجي ويشوف الازدحام يكول ذوله جاي يشتغلون ، وبعدين ، من يجي الآمر ، راح ينحصر بالإزدحام وما يوصلنه بسرعة ، حتى نلحك نلبس الجعب والخوذ) ، أبو الزوز سأله قائلاً :- (سعودي وهاي الناس شنو ذنبهه تنصمط بالحر والشمس؟) فأجابه سعودي بكل عفوية وبديهية :- (يمعود أبو الزوز ...حالهم حالنا ......قابل همه أحسن من عدنه ؟).
الدستور فوق الكل
داهموا بيته ، وقبل أن يطرقوا الباب ، كسروه ، ولم تستطع زوجته أو بناته أن يلبسن حجابهن ، أما هو ، فقد وقف كأي مواطن ، وسأل رجال الأمن قائلاً :- (رجاءً اخوان !! عدكم مذكرة تفتيش ؟؟) وما كاد ينهي كلامه ، حتى رفسه أحد رجال الأمن رفسه ...ألصقته بباب الغرفة ، وجعلته يعرف قيمة الدستور ، فاستدرك قائلاً :- (العفو اخوان !! ...براحتكم ... البيت بيتكم)
وثائق مزورة
في الباص ..في الطريق إلى سوريا ، جلس الشاب بجانب أخته ، وأمهما تجلس ورائهما ، وفي السيطرة ، صعد (أبو هدوم مرقطة) ، وجاء بالمباشر إلى هذا الشاب ، وطلب منه هويته ، فأخرج له الشاب (جواز سفره) باعتباره سلاح المسافر ووثيقته الأوحد في المغادرة ، فرفض رجل الأمن اعتماد الجواز كوثيقة ، وطلب (هوية الأحوال المدنية) ، قائلاً - (شمدريني !! يجوز جوازك مزور ؟) ، وهنا ، تدخل أحد الركاب وهو رجل كبير بالسن ، مخاطباً رجل الأمن :- إبني !! الجنسية تتزور بخمستالاف دينار ، بس الجواز يتزور بألف دولار ، خو الجنسية تزويرها أسهل) ، هنا ، التفت رجل الأمن إلى الرجل المسن قائلاً (احترم شيباتك وما عليك !!! ترة أنزلك هسه وياه ، وأبهذل أحوالك ..... لا تعلمنه شغلنه) ، وقام بسحب (حربته) من بسطاله ، وقام بإنزال الشاب (جراً) ، ونزلت (وراه) أخته ، ونزلت (وراه) أمه ، وأنزلوا الحقائب وفتشوها ، وبعثروها ، والشاب (يبجي) ، والأخت (تعيـّط) ، والأم تصيح (وين أهل الرحم؟) ، والركاب يتوسلون ، والسائق ضايج ، والشاب مجرور من (ياخة) قميصه ، ولم تحل المسألة إلا بعد ساعة من المفاوضات وتدخل الركاب ، ولكن ... بعد أن عاد الشاب إلى السيارة ، وتحركت السيارة ، (وصلى الركاب على محمد وآل محمد) وبعد أن قرأوا الفاتحة (لأم البنين) (تسهيل أمر) ، التفت الشاب إلى الوراء ، ومسح دموعه وقال : . حسبنا الله ونعم الوكيل...............
انتهى ماوصلني عبر الايميل من قصص سماها كاتبها بالداخلية .!!!لكن ومنذ ان قرأت هذه القصص وانا افكر بعدة اسئلة ...واسئلتي تدور حول محور علاقة السلطة والحكومة بالمواطن .! بغض النضر عن قصص الطارئيين على الجيش والشرطة !!! فالمهم من هذه العبر تساؤلاتي ....فكم من مواطن مر ببعض هذه المواقف ان لم يكن كلها ؟وهل ان كرامة المواطن العربي بصورة عامة والعراقي بصورة خاصة مستباحة منذ الازل وسيستمر الزمن باستباحتها على توالي الحكومات وتغير الرؤساء ؟ ام اننا كمجتمع شرقي ميؤس منه ! صار علينا ان نضع خطوطا حمراء على رغبتنا بالحصول على انسانيتنا وحقوقنا بالتعامل ...؟
هل سيمر يوما على العراق العظيم ونحكي هذه القصص لنضحك؟
التعليقات (0)