مواضيع اليوم

قصص عجيبة .. وحوادث نادرة


في ربيع الأول من عام 87هـ أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بتكليف عمر بن عبد العزيز ( أبواه عبد العزيز بن مروان بن الحكم وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ) بإمارة المدينة المنورة، ثم ضمَّ إليه ولاية الطائف سنة 91هـ، وبذلك صار واليًا على الحجاز كلهااشترط عمر لتوليته الإمارة شروطًا:
الشرط الأول: أن يعمل في الناس بالحق والعدل، ولا يظلم أحدًا، ولا يجور على أحدٍ في أخذ ما على الناس من حقوق لبيت المال، ويترتب على ذلك أن يَقِلَّ ما يرفع للخليفة من الأموال من المدينة.
الشرط الثاني: أن يسمح له بالحج في أول سنة؛ لأن عمر كان في ذلك الوقت لم يحج.
الشرط الثالث: أن يُسمح له بالعطاء أن يخرجه للناس في المدينة، فوافق الوليد على هذه الشروط، وباشر عمر بن عبد العزيز عمله بالمدينة، وفرح الناس به فرحًا شديدًا.
من أبرز الأعمال التي قام بها عمر بن عبد العزيز:

تكوينه لمجلس الشورى بالمدينة:
فدعا بعشرة من فقهاء المدينة وهم: عروة بن الزبير، وعبيد الله بن عتبة، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو بكر بن سليمان بن أبي خيثمة، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأخوه عبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد بن ثابت، فدخلوا عليه فجلسوا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:
( إني دعوتكم لأمر تُؤجَرون عليه وتكونون فيه أعوانًا على الحق، إني لا أريد أن أقطع أمرًا إلا برأيكم، أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحدًا يتعدَّى أو بلغكم عن عامل لي ظلامة، فأحرِّج اللهَ على من بلغه ذلك إلا أبلغني ) .
وحدد صلاحيات مجلس الشورى بأمرين:
1- أنهم أصحاب الحق في تقرير الرأي، وأنه لا يقطع أمرًا إلا برأيهم، وبذلك يكون الأمير قد تخلى عن اختصاصاته إلى هذا المجلس.
2- أنه جعلهم مفتشين على العمال، ورقباء فإذا ما اتصل بعلمهم أو بعلم أحدهم أن عاملاً ارتكب ظلامة فعليهم أن

بعد وفاة الخليفة سليمان بن عبد الملك عام 99 ، تولى عمر بن عبد العزيز ، الخليفة الأموي خلافة المسلمين ،
ومما يسجله التاريخ بحروف من ذهب عن القائد الرائد الخليفة المؤمن ، انه كان متواضعا عادلا خائفا من الله ، متقشفا في الحياة زاهدا فيها ، تقيا ورعا ، نظيف اليد واللسان .
ومما يروى عنه رحمه الله :
رأته زوجته فاطمة حزينا باكيا ، قالت له ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟
قال عمر : فكرت في سؤال الله عن الفقير الجائع في بلاد المسلمين ، فخفت من السؤال ، وعطفت على الفقير ، فأشفقت على نفسي ، فدمعت عيني .
ومما يروى عنه أنه قال لزوجته فاطمة، ابنة الخليفة التي أورثها أبوها الحلي والذهب :
( اختاري إمّا أن تردّي حليك إلى بيت المال وإمّا أن تأذني لي في فراقك". فقالت: "بل أختارك") .

وكان قد جرّد بني أمية من امتيازاتهم الخاصة، فطلبوا منه إعادتها فرفض. فدسّوا له السم وهو في دير سمعان من أرض المعرة، فأرسل له ملك الروم رئيس أساقفته ليعالجه، فرفض ذلك، واستدعى المتّهم بسمه، وسأله:
"ما حملك على ما صنعت"؟ قال:
"خُدِعْتُ وغرِّرْتُ" فقال عمر:
"خُدعَ وغُرَّ... خَلُّوه"، وتركه حراً .

ومات عمر بن عبد العزيز، وقد حكم مدة سنتين وأربعة أشهر وعدة أيام...

ومما يذكر عن حالة العباد في البلاد الإسلامية : انه أرسل عامله يحيى بن سعيد إلى أفريقيا ، ليوزع الصدقات من أموال بيت المال على الفقراء ، فيقول يحيى بن سعيد :
بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات أفريقيا ، فاقتضيتها ، وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد بها فقيرا ، ولم نجد من يأخذها منهم ، فقد أغنى عمر عبد العزيز الناس ، فاشتريت بها رقابا فأعتقتهم .

ملاحظة : الغريب في الأمر انه ليس انه لم يجد فقراء فذلك ربما يحدث في كثير من البلاد ، ولكن الغريب انه لم يكن هناك طمع عند الناس ليأخذوا فوق ما عندهم وقد عرض عليهم . فما الذي رباهم على هذا ، وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه ، وما بالنا نأكل فلا نشبع ، ونأخذ فلا نقنع ، وننادى فلا نسمع ؟

ومن أخباره أيضا : انه خرج رضي الله عنه متفقدا أخبار البلاد والعباد ، فوجد رجلا سائرا من المدينة فسأله عمر بن عبد العزيز :
كيف تركت المدينة ؟
فقال الرجل : أني تركت المدينة والظالم بها مقهور ، والمظلوم بها منصور ، والغني موفور ، والعائل محبور ، فسر عمر بن عبد العزيز بذلك كثيرا وقال قولته المشهورة :
والله لأن تكون كلها على هذه الصفة أحب ألي مما طلعت عليه الشمس .
وللحديث بقية إن شاء الله
 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !