قصة وادى القمر
بقلم د صديق الحكيم
اجتمع الأهل والأقارب والأحباب فى ليلة صيفية من ليالى الأسكندرية فى حفل خطبة عادل وهدى المقام على سطح العمارة التى يسكن فيها أهل هدى فى منطقة وادى القمر و هى منطقة فى غرب الأسكندرية وهى من اكثر المناطق تنظيما يحدها من جميع الجوانب شركات بترول وأسمنت و ملح بدأ الحفل بعد صعود هدى مع خطيبها على المسرح المكون من كنبتين عربى وعليهما وضع اثنين من كراسى أنتريه الدكتورة سلوى امتلأ السطح بالحضور واستمرت فقرات الحفل من غناء ورقص شرقى وتخلل فقرات الحفل فاصل من الزغاريد الطويلة والتى يتبارى مطلقوها فى طول الزغرودة ونوعيتها وخصوصا الزغرودة النوبى التى أطلقتها جدة العريس وكانت مثار إعجاب من الحاضرين وخصوصا النسوة اللاتى حاولن مراراً أن يقلدن الجدة ولكن دون جدوى
تلى فاصل الزغاريد دخول أم العريس وبيدها علبة قطيفة لونها أحمر وفى داخلها الشبكة المكونة من خاتم ومحبس ودبلتين إحدهما ذهب للعروسة والأخرى فضية للعريس
بدأت مراسم تلبيس الشبكة أم العريس وأم العروس تطلقان الزغاريد المدوية مع إخراج كل قطعة من داخل العلبة القطيفة ذات اللون الأحمر
يستلمها العريس ويمررها بيد مرتعشة بللها العرق على أصابع العروس وجاء الدور على العروس لتلبس العريس دبلته الفضية وعندما تنتهى المهمة تنطلق الزغاريد من كل ركن من أركان السطح
ويجلس الجميع للاستمتاع بالغناء والرقص الشعبى
وتسطع أضواء بارقة من فلاش الكاميرات التى راحت تلتقط صور للعروسين مع مجموعة تلو الأخرى من الحضور
ويكون العريس ببدلته السوداء وقميصه الأبيض وكرافته الحمراء والعروس بفستانها الوردى وتسريحة شعرها التى أبدعها مشط أم حسونة كوافيرة المنطقة
ويدها اليمنى الممتدة زهوا قاسماً مشتركا يظهر فى كل الصور
تقول العروس بلسان الحال لمشاهديها وخصوصا صواحبتها فى مستشفى القبارى ولواستطاعت لأخرجت لهن لسانها
ها أنا ذا قد سبقتكن جميعا بخطوات ثابتة نحو لقب مدام و أنتن ما زلتم محلك سر تحملن لقب آنسة فوق الخامسة والعشرين "عانس"
والذى أصبح بالنسبة لها من الماضى فقط منذ ساعة واحدة فقط
خطوة جاءت بعد كفاح مرير استغرق خمس سنوات من المحاولات الفاشلة لتحقيق الحلم الذى رفضه أهل هدى مرات ومرات وتمسك عادل بحلمه حتى تحقق وفاز بهدى التى تعرضت بدورها لضغوط جبارة لتتراجع عن حلمها لكن قوة ما تمنحها العزيمة والجلد للاستمرار فى المقاومة حتى يتحقق الحلم
يبتسم عادل لعروسه وترد عليه هدى البسمة بمثلها وتجول فى ذاكرتها قصائد الشعر المئتين والخمسين التى ألقاها عادل على مسامعها طوال خمس سنوات حينما يدعوهما داعى الشوق ويجتمعا كل ليلة خميس فى بيت هدى وفى كل مرة يختم عادل سهرته بأبيات من شعر فاروق جويدة
(يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون
يهون مع البعد جرح الأماني
ولكن حبك لا.. لا يهون )
كتبت المسودة الأولى فى مستوصف الزهور أمام نقطة المتراس
القبارى الأسكندرية بتاريخ 20 يوليو 2007
المسودة الثانية 3 يونيو2011
التعليقات (0)