مواضيع اليوم

قصة من حديقة الحيوان الإنسان

مهندس سامي عسكر

2012-06-28 08:19:58

0

(زغدها) مثل كل صباح وهى ترقد بجانبه لكن هاله صمت شخيرها وتوقف أنفاسها ....خرجت الكلمات مختنقة من صدره ..لا إله إلا الله ...إنا لله وإنا إليه راجعون ...
نادى منصور ولده خالد مستفتحا الخبر بالتثبيت على الإيمان والدعوة بالهدوء
ساد البيت نوع من الوجوم على الشيخ منصور وولده خالد وزوجة ولده صالحة ...لقد غادرت نفيسة هذا العالم ورحلت حيث يرحل الناس رحلتهم الأخيرة....دارت في نفس منصور أفكار كأنها فيلم يدور وتذكر أيام أن أصابته جلطة ذهبت بقوته وأقعدت نصفه الأيمن بينما قامت نفيسة بمساندته كلما أراد أن يذهب أو يجيئ...
تذكر كيف كان (يزغدها أو تزغده) زغدة لها معني يقضيان بعدها وقتا يحدث فيه ما يحدث بين الأزواج وخجل من ورود هذه الفكرة على عقله في هذه الظروف...
 إذهب يا خالد إلى مسجد الشيخ الهمداني وأعلن وفاة المرحومة وشدد على أن العزاء قاصر...
سارت الجنازة والشيخ منصور يحاول رسم الحزن على وجهه ويستدر العبرات منعا للفضيحة...
دفنت نفيسة وعاد الأهل إلى البيت وبادر منصور بالقول يا صالحة جهزي لنا الإفطار فقد متنا من الجوع....
أكلوا وشربوا دون أن ينبس أحدهم إلا بكلمات العزاء والمواساة
مرت ساعات والقادمون للعزاء يتقاطرون حتى المساء على بيت الشيخ منصور ...
بعد نهاية السهرة دلف خالد إلى حجرته في الطابق الأعلى ومعه صالحة...واستلقيا على السرير وبينما هو شبه نائم زغد صالحة فقالت يا فضيحتي يا خالد جرالك إيه...أمك لسه ميته النهارده.
مرت دقائق لم ترد صالحة فيها أن تعصي الله هذه الليلة ولكنها قالت في نفسها (يخرب بيتك يا خالد دا إنت حيوان زي أبوك)
رقد منصور فريدا في سريره وأجهش بالبكاء فقد تيقن أن نفيسه لم تعد تملأ البيت بحنانها عليه وعلى أسرته الصغيرة وخرجت الآهة من قلبه ...وردد ألف مرة...رحمة الله عليك يا نفيسه ...رحمة الله عليك يا أم خالد...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !