مواضيع اليوم

قصة قصيرة بعنوان السنارة

فارس سعد

2009-05-13 17:03:18

0

السنارة                                         قصة قصيرة

                                              فارس سعد الدين السردار

 

 

 

تنفس الصباح. وتسربت إلى أذنيه حوارات طيور الماء ..عندما استفاق لاستلام واجبه، كان الليل قد أطبق. لكن قدميه كانتا قد اعتادتا هذه البقعة الطافية بين غابات القصب.

في يومه الأول تصور انه لن يمل هذه الجزيرة، فلن يجد أرضا بكرا مثلها.في زمن كهذا، لقد خرجت من أعماق التاريخ.منذ ما بدأ الغرين يحاور الإنسان ويحبب له البقاء.هو ألان في نفس المكان الذي انطلقت منه بدايات، الحرف،الحكمة، الحب ، القتل. ركل الأرض بقدمه لتنزاح طبقة رقيقة من الطين كاشفة طبقة متعفنة من البردي.

طوف إذن ؟ في هذا الهور الواسع، يمنعنا البلل.وفرصة العمل الى حين..

لكن صاحبه في الموضع كان اخبره. أن بعض الجثث تمر طافية ويمنحها الليل ووحيف البردي الحياة. فتبدوا بشعة، كمخلوقات أسطورية .تتسلل لتطلق أخر أمنياتها.

لا تستهين بها! فهي تمتلك قدرة على المباغتة ، تعجز عنها القطعات المعادية.

فيصبح الواجب مستحيلا..

كان بحاجة لمثل هذه الحكاية ، ليلجم استغراقاته التي تبدو بلا معنى . ألان بدأت الحافات القريبة للقصب تمنح نفسها للناظر.

انتهى الواجب.تمتم وتراخت عضلاته ، وتوجه للملجأ. أشعل (الجولة)،ووضع إبريق الشاي.وتسللت يده إلى صندوقه الخشبي حيث ترقد السنارة.

نثرت الشمس أشعتها المخضبة.اقترب منه صاحبه.

-كيف الفطور؟

_لا شيء بعد سوى نتر خفيف

_اعطني مكانك

_لا.. اعتقد أنها علقت.احضر شيئا..إنها تسحب بقوة. بدأـ تستجيب..إنها ثقيلة ..!

ضجت العصافير التي تتدلى على أعواد البردي لينحني تحت ثقلها العابث . ثم حوّمت في السماء..

تراجع صاحبه خطوات صارخا .

دعها ..قد تقطع الخيط

لا..لن ادعها تهزمني. لن تكون أكثر تمنعا من أنثى.اقتربت ، أكاد أراها.زارا..ما..هذا.!

بقايا جثة.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !