قصة غريبة في بلاد الثلج حلقة أولي

في البداية تكون كلمة بريئة وكوب من الشاي أو فنجال من القهوة وبضع حبات من الشيكولاته الفاخرة ودعوة إلي الصداقة وإعجاب بشخصيتك ثم رحلة إلي وسط المدينة ودعوة إلي الغداء ولقاء بالليل في الكوفي شوب وكوب من عصير وقطعة من البيتزا وحبة من البانجو فوق الأرجيلة إذا كنت من هواتها ...وإفضاء بمشكلته مع النظام وفضح لأسرار بلده وما صنعه فلان وما اختلسه الآخر وسهرة في الديسكو ولقاء مع فتاة يتظاهر بإخلاص أنه لا يعرفها وتتقدم إليك الفتاة صارخة الجمال لتتعرف عليك وتبدأ بابتسامة لا تستطيع مقاومتها لا أنت ولا الراسخون في الحكمة والتعقل وتبث حولك من عطرها الفواح ما يدير رأسك عند قفاك وترميك في دلال بخصلة من شعرها المنساب كأسلاك الذهب ليداعب وجهك الدافئ وتشعر أنك أصبحت مالك هذا الجمال وفاتن هذه الرائعة الحسن ولا تزال تبث إليك قصتها مع الشباب الذي تودد إليها وأبعدته والذي أحبها ورفضت حبه لأنها تريد شرقيا وفيا متدينا وأنت تسألها في عجب: أتريدين متدينا وأنت لا تعترفين بدين؟ فيسيل لسانها العذب وصوتها الخفيض الناعم بمقالة شديدة التأثير أنها معجبة بأخلاق الشرقيين الكرام وتمسكهم بالمبادئ وهي تقدر المتمسكين بالمبادئ ثم تبدأ بالاعتراف بأنك متميز عن كل من رأته من أبناء بلدك والبلاد المجاورة لأنك شخص مختلف وآراؤك تمتلئ بالحكمة والعقل بعكس الكثيرين من الشرقيين الذين يأتون إلي بلدها للسياحة واللعب لكنك مختلف عنهم فأنت جاد ومحترم وهي أيضا من عائلة محافظة وليست ككل الفتيات في بلدها بل تعترف لك أن الشباب هنا يصفونها بالمعقدة ...تتعاطف أنت معها وفي عقلك الباطن تتمني أن تفوز بهذه الطاهرة الغريبة عن مجتمعها ويبدأ عقلك في البحث عن إنقاذ هده الجميلة البريئة من هذا المجتمع الذي يرفضها في حين أنها لو سارت في شارع العروبة في أول مدينتك لتبعها الشباب في شارع القومية في المدينة المجاورة كل هذا ينسيك صديقك الجالس علي نفس الطاولة متظاهرا بقراءة كتاب في تاريخ العرب للمستشرق بوب كارينجتون ...تفترقون بعد سهرة رائعة مع صديق مخلص وفتاة معجبة ...يسير هو شمالا وتذهب هي جنوبا حتي يختفيان وأنت لا تريد أن تترك هذا المكان الذي رأيت فيه هذه الحورية من الجنة ويذوب قلبك شوقا للقائها في الغد في نفس المكان كما وعدتك ولا تزال رائحة عطرها في أنفك وصورتها في عينك ثم تقرر الذهاب إلي سكنك بعد هذا اليوم الجميل وتنهض واقفا ثم ...إلي الحلقة القادمة من قصة غريبه