تجلس على كرسي قديم ذو مقعد متهري وخشب يظهر بلون تستطيع تمييز مرور السنين عليه
تجلس وكانت تنتظر..... او ....لاتنتظر
امرأة قد اخذ الدهر منها ماخذ ومرور السنين بكل معانى الشقاء والعذاب فلم تكن تربت مع اهلها كمدللة ...بل كانت هي واخواتها يعملن في بيت ابيهن ...وكان عملهن يتطلب النهوض ليلا لتبدأ رحلة الشقاء مع رائحة الدم ولحم الابقار والاغنام
لااريد الاطالة في هذا الجزء من عمرها فهو ملئ برائحة الدم وطعم حرمان النوم وشقاء عمل رجالي بحت....
تزوجت وكماهو حال من في مجتمعها ....متقدمون للخطبة كثر فقد كانت جميلة ...صغيرة ...ففي كل الاحوال قبل ال18 كان يجب ان تكون في بيت الزوجية ....
في بيت الزوجية وبعيدا عن الحب حياة يملؤها اللؤم والرغبة في التعذيب والاستمتاع بالتعذيب ...كان هذا ملخص حياتها مع زوجها الحاقد على ابيها الغنى
الان هي في 48 من العمر لازلت اراها جميلة فهى ذات ملامح رائعة وعيون ساحرة وحنان وطيبة يفوح منها بمجرد الاقتراب منها ...ترتدى ملابسها البسيطة من لباس فضفاض وتستر شعرها بحجاب مع عباءة عراقية ..
تجلس الان على كرسيها والذي ربما يشهد على حياتها خلال الخمس او السبع سنين الاخيرة من عمرها ...
وبلغة الحوار مع النفس تسأل
هل انتهى عمري ليكون الانتظار
كانت جالسة تحمل بيدها صور ابناءها فهى قد تحملت من اجلهم الكثير
لم تتحمل بل انها افنت حياتها...
كان لها خيار ترك بيت العذاب والعودة الى عذاب الاب الاقل وطئة لكنها فضلت اولادها على نفسها ورضت بكل ماتعانيه المرارة في حياة وفي مجتمع وضروف كضرف العراق البائس
تتامل بصور ابنائها وقد قوى عودهم وكبرت اجنحتهم وشتدت بهم الدنيا فابوا الاان يستمروا بالعيش كماهي والا يرضوا بظلم دكتاتور اصغر
الكل هاجر وترك عشه وبيته الى غير رجعة وان عادوا فهم كضيوف
فالحياة ودواليبها لاتنتظر فهم يتسابقون للوصول ....
وتبقى المسكينة على كرسي الانتضار ....او ....الاانتظار
تجلس وهي تكلم نفسها مرارا وتكرارا
بماذا قضيت عمري .......؟؟؟
ولماذا اصبحت نهايتى على كرسي الانتظار ....او الا انتظار....
كنت انا ضيفة قد ممرت صدفة لاجدها تجلس على كرسيها في الباحة الامامية لمنزلها البسيط ...جلست معها فانتابني حزن وهي تحكي قصة حياة بلانهاية سعيدة
ان اكثر مااحزننى في القصة سؤالها عن عمرها الذي ذهب ..
التعليقات (0)