مواضيع اليوم

قصة صرف النظرة د صديق الحكيم

الدكتور صديق

2012-01-22 05:02:44

0

قصة صرف النظرة
"لا توجد في العالم كله وسادة أنعم من حضن الأم , ولا وردة أجمل من ثغرها " وليم شكسبير

"لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي" سقراط
أعلنت دار الإفتاء المصرية ثبوت رؤية هلال شوال وأن غدا هو أول أيام عيد الفطر المبارك عم بيتنا الفرح والتهليل وبدأت أمي تتلقي التهاني بالعيد وكانت التهاني في تلك الليلة مقصورة علي الجارات القريبات من المنزل وهن يقضين بذلك واجب الأحياء عليهن لأنهن في صباح العيد سيذهبن مبكرات إلي المقابر للزيارة والدعاء بالرحمة لموتاهم وتفريق الرحمة -وهي عبارة عن خبز بالعجوة والفاكهة - علي أرواحهم وهذا واجب الأموات في مثل هذا اليوم
وتدخل الجارات المقربات إلي بيتنا واحدة بعد الأخري فرادي أو جماعات يرددن التهنئة بنفس العبارة (يعود عليك كل سنة بخير)
وفي هذه الليلة أيضا تبدأ البروفة الأخيرة علي ملابس العيد الجديدة
واستكمال النواقص منها والتأكد أنها كاملة تماما ومكوية وجاهزة لتلبس مع أول صياح للديك معلنا طلوع الفجر وبداية يوم العيد السعيد وكانت أمي في تلك الساعات من مساء العيد في قمة النشاط والسرعة
ولكن --- وهذا هو العجب ظهور أمارات الغضب والشدة وأحيانا يتطور الأمر إلي السخط والصياح وربما الدعاء علينا لأتفه سبب
تعال يابنت يا مسلولة – روحي الحمام واستحمي
كل هذا والجارات الزائرات يراقبن المشهد ويعلو صوت الضحكات من أشداقهن و القهقهة في بعض الأحيان
وأمي تكمل الوصلة التراجدية في غضب وصياح : إن شا الله ما استحميت وإن شا الله ما لبست إن شا الله ما عيدت
وترد عليها واحدة من الجارات الجالسات (بعد الشر--- بعيد عن السامعين)
لم يرق لي مافعلته أمي فقررت أن أعترض ولكن علي طريقتي الخاصة فلم أستحم في هذه الليلة وفي الصباح تأخرت في النوم بالرغم من محاولاتي أمي المتكررة لإيقاظي وبعد أن يأست مني تركتني فاستيقظت والشمس قد سطعت وانتشرت أشعتها والناس قد عادوا من صلاة العيد فقمت من سريري وذهبت إلي بيت جدتي لأمي بملابس العيد السابق وكان يجتمع عندها كالعادة في مثل هذا اليوم أولاد وبنات أخوالي وخالاتي ليقدموا التهاني ويقبلوا الأيادي ليحصلوا في المقابل علي العيدية النقدية وأيضا علي القسط الوفير من الحلويات الشهية التي تبدع الجدة في صنعها
وعندما ظهرتُ أمامهم هرول بعض الأولاد للجدة وأخبرها أنني ألبس ملابس قديمة فدنوت من الجدة فقربتني إليها علي سريرها لأن لي معزة خاصة في قلبها يحسدني عليها باقي أطفال العائلة
وسألتني الجدة في شئ من اللهفة:مالخبر يابنيتي ؟ لماذا لم تلبسي ثيابك الجديدة؟ألم يحضروا لك ملابس جديدة؟
- بلي إنهم أحضروها لكنني رفضت أن ألبسها؟
فقالت الجدة في دهشة وماسبب ذلك ياحبيبتي ؟
لأن بنتك نوسة (وهذا تدليل متعارف عليه لاسم أمها) تشتمنا وتزعق فينا وتدعوا علينا
فابتسمت الجدة وهي تعرف بنتها جيدا وماكان من أخلاقها أن تفعل ذلك؟
وهي في الوقت نفسه تصدق حكايتي
وقالت في تعجب بنتي عملت فيكي ايه احكي ؟!
فأعدت عليها كلمات السخط التي أغضبتني من أمي فسألتني الجدة
هل كان أحد من الجارات عندكم في تلك الساعة؟
فظننت أنها تريد شهودا لروايتي وقلت لها:
كثيرات.... فلانة .....وفلانة و....
ولم تمهلني جدتي أن أكمل أسماء جاراتنا اللاتي كن شهوداًعلي الواقعة
وجعلت تربت علي كتفي وتقول :"وأنتي العاقلة والمدللة عند أمك يا عُلا تقولين هذا؟
إن أمك لاتبغضك ولا تدعو عليك
ولكنها تصرف النظرة
فقلت لها يا جدتي ومامعني "تصرف النظرة"
وبعد شرح قليل من الجدة فهمت معني "تصرف النظرة" خلاصتها أن رؤية الأم وسط أطفالها ليلة العيد وهم فرحين مهللين تفتح أعين الحاسدات
فإذا شهدن أمارات السخط والغضب بدلا من الفرح والرضا بطل الحسد وسلم الصغار وأمهم من عيون الحاسدات وبذلك تصرف النظرة
المسودة الأولي 20 يناير2012
المسودة الثالثة 22/1/2012




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !