قصة سيول جدة ..
تركي الأكلبي
حينما يشهد ابتلاع الشوارع للسيارات على النهب بواسطة عقود
المقاولين ، وحينما " يصدح " المسؤول بتصريحاته حول :
الصرف و" التصريف !" ، وحينما تظل مدينة جدة من أقذر المدن في العالم مستشهدة بصهاريج نقل مياه الصرف غير الصحي ،
وحينما ( يجمّل ) أسم أقذر بحيرة في العالم بحروف " المسك " ، وحينما تكون جده رابع مدينة في العالم بها أعلى نسبة تلوث بيئي ، وحينما تستوطن جده الأوبئة وناقلاتها ، وحينما ينقطع التيار الكهربائي من أول ( رشة مطر ) ، وتقسّم شركة الكهرباء أحياء المدينة ( لا حظ أحياء وليست مؤسسات الحكومية أو شخصيات ) إلى أحياء لا ينقطع عنها التيار الكهربائي وأحياء ثانوية أو بالأصح غير مهمة لذلك لا بأس أن تأخر إصلاح الأعطال لساعات أو أيام بحسب ( الظروف !) حتى لو أضطر سكانها العيش بلا كهرباء لعدة أيام أخر !
..
هنا ينكشف عمق الخلل ليضع الكثير من علامات الاستفهام حول مصير مئات الملايين التي تنفقها الدولة في كل عام ثم لا يلمس الناس سوى التصريحات الجوفاء والنطيحة والمتردية والعرجاء !.
أما عمليات الإنقاذ فقد بذل رجال الدفاع المدني ما في وسعهم من جهد وطاقة بشرية وآلية ولكنهم لم يستطيعوا " ولن يستطيعوا " تغطية كل الأحياء المتضررة والمنكوبة معا وفي وقت واحد بسبب العدد المحدود للأفراد والمعدات .
وهنا تبرز جملة من التساؤلات : أين هم العاطلون عن العمل ؟ لماذا يواجه الراغبون في العمل بالدفاع المدني بـ " لا يوجد وظائف ؟ ولماذا العجز في الآليات أمام الحالات الطارئة والمتوقعة في وجود الإمكانيات المالية القادرة على توفير أفضل المعدات وآليات الإنقاذ في كل حي من أحياء المدينة استعدادا لأي طارئ لا سمح الله ؟ لماذا يضطر جهاز الدفاع المدني لوضع جدول للأولويات في الإنقاذ كما يقول أحد المسؤولين في الدفاع المدني
" نحن ننقذ ما نستطيع إنقاذه حسب الأولوية ؟
وأخيرا ، لماذا يضطر التلفزيون لقطع حديث المواطنين المتضررين عن عدم تمكن رجال الإنقاذ من إنقاذ كثيرين من المتضررين في الوقت المناسب مع أن ذلك ليس بسبب قصور في أداء رجال الدفاع المدني لواجبهم الوطني والإنساني ولكن بسبب محدودية إمكاناتهم من حيث عدد الأفراد والآليات ؟!
Turki2@yahoo.com
التعليقات (0)