مواضيع اليوم

قصة رثاء الزوجات شعرا ...وقصيدة للاستاذ الاخ وجيه الأمين يرثي زوجته

عوني عارف ظاهر

2012-02-03 16:03:27

0

قصة رثاء الزوجات شعرا ...وقصيدة للاستاذ الاخ وجيه الأمين يرثي زوجته

بقلم عوني ظاهر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة ذاكرا فضل زوجته خديجة : (( والله ما أبدلني خيراً منها : آمنت بي حين كفر الناس ، وصدقتني إذا كذبني الناس ، وواستني بمالها إذا حرمني الناس ، ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء )) أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ..

ومنذ فجر التاريخ رثا الكثير من الشعراء زوجاتهم ومنهم امرؤ القيس في معلقته حيث يقول
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَ

ونمر ابن عدوان حيث يقول
البارحة يوم الخلايق نياما بيحت من كثر البكا كل مكنون
قمت اتوجد وانثرالماء على ما من موق عين ٍ دمعها كان مخزون
...

و الاستاذ والمربي الفاضل "وجيه ألامين" أبو فادي "

يعمل الان محاضرا في جامعة النجاح الوطنية ويسكن نابلس ، تقاعد منذ نصف عقد من الزمن وكان آخر منصب يشغله مديرا للتربية والتعليم في محافظة سلفيت، وقد تسلمها منذ 1/9/2001 ابتدأ عمله معلماً في مدرسة بيت امرين ألإعدادية منذ 1968 ثم انتقل إلى مدرسة قدري طوقان الثانوية ، مدرساً لمبحث اللغة العربية واللغة الإنجليزية في الفترة من 1977-1983 حيث انتقل بعدها مشرفاً تربوياً للغة العربية في مديرية نابلس قضى ثمان سنوات مشرفاً تربوياً وانتقل بعدها نائباً لمديرية التربية والتعليم في المجالين الإداري والفني "مساعد مدير للتربية والتعليم "ثم تحول بعدها إلى نائب إداري مدة ثمان سنوات حتى انتقل مديراً للتربية والتعليم لمحافظة سلفيت يحمل درجة الماجستير في الإدارة التربوية علماً بأنه تعين معلماً على دبلوم معهد المعلمين ثم حصل على البكالوريوس في اللغة العربية خلال الخدمة وبعدها حصل على دبلوم التربية العالي من جامعة النجاح.
وكنت قد زاملته وهو النائب الاداري في مديرية التربية والتعليم نابلس .
في 27/6/2011 فجع بوفاة زوجته المرحومة "رسمية يونس "عند ابنائها في مملكة السويد وقد كانت تعاني من امراضٍ مختلفة والفاجعة الاكبر انه لم يستطع احضارها لتدفن في ارض الوطن ودفنت هناك في السويد ، وها هو يرثيها شعرا حيث قال :
قالوا تَصبّر، ونِعمَ الصَبرُ يا "جمل "
واللهُ خيرُ معينٍ إنْ دنا الأجَلُ
الموتُ كأسٌ وكل الناس شاربُهُ
يبقى منَ العيشِ ذكرٌ زانهُ العَمَلُ
مَا كنتُ أحسبُ أنَّ الدَهرَ يفجَعُنا
بسرعة البَرق، لا لأيّ ولا مَهَلٌ
قالوا الغريبُ اذا قامت قيامتُهُ
فهو الشهيد بحقٍ ما بهِ جَدَلُ
كيفَ الوصولُ إلى لحدٍ بعاصمةٍ ؟
ودونها سُحُبٌ والبيد والجَبَلُ
أبكي رفيقاً شعارُ العفوِ ديدنهُ
والنفسُ طيبةٌ والخلقُ والعملُ
فالدارُ مقفرةٌ قد هالها جزعاً
فقدُ الحبيبِ وخلٍ ما له بَدَل
قد هزّني البومُ يبكي حالنا غسقا
يا ويح نفسي،حقيقا انه جَلل
يا "أم فادي "غُرابُ الَبيْن لازمنا
بعد الفراق،وسُدت دونَنا السُبلُ
يا "أم فادي "جزاكِ الله مغفرةً
وَجنّةً ملؤها الأمواهُ و الجذَلُ
في كل آنية بالدار صامتةٍ
تشدو بذكركِ،قد سالت بها المُقلُ
"فادي "و"مرسي"وعين الله تحرسهم
أدُوا الوصية ،لا بطءٌ ولا كَسَلُ
يا أملحَ الناسِ أخلاقاً ومكرمةً
نِعمَ الرفيقُ،وَنعم الدربُ والأهَل ُ

ورثاء الزوجات شعراً استمر عبر كل العصور، قشاعرنا محمد رجب البيومي نراه في ديوانه (حصاد الدمع) يذكر ذكرياته مع زوجته وطبائعها وأخلاقها، ويسرد ذكرياته المؤلمة ورحلتها مع المرض وسفرها معه وكيف عاد إلى أولاده دونها فيقول على لسان أولاده:
يقولون ماما كلما عنّ مشكل
وأولى بهم أن يسكتوا لو تعقلوا
يصيحون هلا قد ذهبت تعيدها
كأني بردّ الراحلين موكل
يقولون ماما من يلوم مقالهم
وقد غاب عنهم وجهها المتهلل
وهكذا كل قصائد ديوانه تؤكد لوعة فراقه ومدى مأساته واختلاج شوقه لزوجته. وقال في أبيات معبراً عن نار وجده وضنى فراقه:
رفيقه دربي كيف أقطعه وحدي
ومالي من حول وما بي من جهد
أراه طويلاً لا تني عثراته
تعرقل من خطوي وتثلم من حدي


ومن أبرز الذين رثوا زوجاتهم في العصر الحديث محمود سامي البارودي، الذي رثى زوجته بقصيدة تعد أطول قصيدة رثيت بها امرأة في الأدب، فقد بلغت أبياتها سبعة وستين بيتاً، وهي لا تمتاز بطولها عن غيرها فحسب، بل تمتاز بتعبيرها عن أحزان البارودي ونفسه المحطمة أصدق تعبير، فقد كان منفياً في جزيرة سرنديب يوم ورد إليه نعيها، فقد كانت زوجته زهرة حديقته التي كان يفوح شذاها في روضته فيئن لفراقها ويبكي وينوح، لأنه كان يظن أنها ستكون أول من يلقاه في وطنه بعد طول غيبته وأول من يضمه إلى صدره ويدفئه بحرارة شوقه، فكانت الفجيعة وحرقة الحزن التي اشتعلت في قلبه فقال:
لا لوعتي تدع الفؤاد ولا يدي
تقوى على رد الحبيب الغادي
يا دهر فيم فجعتني بحليلة..؟
كانت خلاصة عدتي وعتادي
إن كنت لم ترحم ضناي لبعدها
أفلا رحمت من الأسى أولادي
يبكين من وله الفراق حفية
كانت لهن كثيرة الإسعاد
فخددوهن من الدموع ندية
وقلوبهن من الهموم صوادي

الشاعر نمر السنحاتي يرثي زوجته


ومن الشعراء المحدثين الذين رثوا زوجاتهم في ديوان كامل «عزيز أباظة» ، فعزيز أباظة الذي صعق الحزن قلبه وسعر فؤاده فسكب الدموع وسرعان ما تحولت الدموع إلى ديوان شعر أسماه (أنات حائرة) وهي أنات نفس سعدت بالحياة الزوجية ثم ردت إلى جحيم الفراق وهو فراق أبوي، فمن قصيدته (ىوم ميلادي) التي يقول في مطلعها:
أقول والقلب في أضلاعه شرق
بالدمع لا عدت لي يا يوم ميلادي
نزلت بي ودخيل الحزن يعصف بي
وفادح البث ما ينفك معتادي
فقدتها خلة للنفس كافية
تكاد تغني غناء الماء والزاد
تحنو عليّ وترعاني وتبسط لي
في غمرة الرأي الناصح الهادي

فصيدة  رثاء لشاعر احمد لكليب


أما عبدالرحمن صدقي فيسمي ديوانه (من وحي المرأة) فلم تكن هذه المرأة شريكة حياته فحسب، بل كانت شريكة عقله ونفسه وقلبه، فاعتصر الحزن قلبه عليها فجاء ديوانه مليئاً بالألم والعذاب حمل يوماً إلى قبرها باقة زهر فقال:
أيا زهرتي في الترب بين المقابر
إليك حملت الزهر شاهت أزهاري
حملت إليك الزهر ترويه أدمعي
وتذوبه أنفاسي وحر زوافري
قدمت عليك اليوم أسوا مقدم
سواد بأثوابي سواد بخاطري
على قبرك المرموق أبكي وأرتمي
وأجأر بالشكوى تشق مرائي

نزار قباني بجبروت واستهزاء ممن قتلوا يرثي زوجنه بلقيس


هذه نماذج من شعر الرثاء العربي قديمه وحديثه، قد لا تعطي صورة كاملة عن هذا الفن الشعري المستقى من منابع العاطفة من القلب دون تزوير أو تلوين، لكنها تعطي لمحات متكاملة عن صور حزينة من صور النفس الإنسانية، وهذا غيض من فيض.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات