ربما يكون مُغلقًا
أصوات عالية بالخارج تشبه أصوات جرافات ودبابات العدو. إنها بالفعل أصوات الجرافات والدبابات المتوحشة، تهدم وتدمر كل شيء فى طريقها بلا عقل تماما مثل من يقودها ومن يسوق من يقودها.
الام: استيقظ يابنى كم الساعة الآن يابنى؟!
ينظر سعيد فى ساعة الموبايل
ـ إنها السادسة صباحا يا أمى
ـ ما هذا يا أمى؟!
ـ إنه اهتزاز شديد فى جدار بيتنا ياأمى
ـ ماذا يحدث بالخارج؟!
ـ هذا غير معقول!
ترد عليه الأم: إنهم الصهاينة الملاعين يا بنى ينفذون ما هددوا به سوف يهدمون البيت على رؤسنا
صوت يصدر من مكبر للصوت يقول فى بجاحة وصلف: اخرجوا من المنزل حافظوا على حياتكم!
سوف نهدم المنزل سواء خرجتم أم لا
الأم: اتصل بأخيك فى مصر
يحاول الاتصال
يرد عليه الهاتف: ربما يكون مُغلقًا
ويحاول الاتصال مرة أخرى
ويرد الهاتف المحمول نفس الرد
الجرافات الإسرائيلية تتقدم وتهدم سور البيت الأمامى
الأم: اتصل يابنى بأخيك فى المملكة
يحاول الاتصال
جرس يا أمى يقولها وهو يبتسم، ويتمنى أن يسمعه أحد ويعرف ما يقع له، بعد قليل يصمت الجرس على الطرف الآخر، يحاول الاتصال ثانية. إنه الأمل فى الحياة.
إنه الرجاء من الأخ الشقيق، فى هذه المرة أيضا يرد الهاتف ربما يكون مُغلقًا.
الجرافات الاسرائيلية وصلت لباب البيت، حطمت الباب ودخلت مخالبها الحديدية الطويلة فى صدر البيت، الأم جلست على كرسى، كأنما تنظر إلي ملك الموت القادم من بعيد، من خلف الجبل ومعه الملائكة البيض الوجوه.
يا بنى حاول الاتصال. حاولت يا أمى، حاولت كثيرا
الجرافات المتوحشة تدخل بمخالبها وتهدم سقف الصالة.
الأم: تقول: حاول يابنى
ـ أخوك فى مصر، أخوك فى المملكة
ـ الابن حاولت يا أمى
ـ حاول يا بنى لقد حاصرونا ياأمى
السقف يسقط .....
ويحاول سعيد الاتصال بالأخوة، كالغريق المتلق بقشة، لكن حتى القشة ضنوا بها على سعيد وأمه، وأخيرا يرد الهاتف
على سعيد المتلهف لمن يغيثه، فى زمن خلى من المعتصم، لقد نفد رصيدكم، فينقطع أمله بأهل الأرض جميعا
ويتعلق بالباقى القادر، تدخل الجرافات بمخابلها المسنونة فى الأجساد الطاهرة، ويخرج ملك الموت ومعه ارواح الشهداء وما زالت هواتف الأخوة مغلقة.
ــــــــــــــــ
منشورة على موقع نادى القصة المصرى
منشورة على موقع ديوان العرب
التعليقات (0)