استلمت الراتب الشهرى بالتمام والكمال، وعدت إلي البيت مزهوا وفخورا وجيبى مليان فلوس.
وقلت لنفسى اليوم أجيب كل اللى نفسى فيه، ويتكرر ما يحدث كل شهر عندما أقوم بدور ساعى البريد الذى ينقل الرسائل من المرسل إلي المستلم، وكنت أفعل مثله أنقل المرتب من الصراف إلي زوجتى بالتمام والكمال.
آن لى من الآن فصاعداً، أن أتخلص من هذه العادة الرزيلة، خلعت ملابسى وعلقتها على الشماعة، ومارست بعدها طقوس العودة من العمل، لبست ملابس البيت.
تناولت الغداء، واستراحة القيلولة، استيقظت من قيلولتى، فوجدت حرمنا المصون، وقد أمسكت ورقة وقلم، والمرتب الكل أمامها على الترابيزة، حاولت أن أباغتها بحركة خاطفة، وأمسك الفلوس لكنها كانت لماحة وفطنة.
حاولت أن أمسك بالورقة تركتها لى فى سلاسة،
فوجدت فيها قائمة المصروفات الشهرية المعتادة والمحفوظة.
من أول بند الإيجار، والبقال، والجزار، والنثريات، وحتى بند المنوعات، ثم باغتتنى بسؤال:
ـ المرتب ناقص خمسة جنيهات ليه؟!
فكرت قبل أن أجيب، وسارعت إلي ملابسى المعلقة على الشماعة، فوجدتها قد تم تفتيشها تفتيشا ذاتيا.
كررت زوجتى السؤال، لم أرد بجواب!
فقالت: على العموم هى مصاريفك هذا الأسبوع
وهكذا تبخرت الاحلام، وتكرر الحرمان
أن أحضر اللى نفسى فيه، وهو ليس بكثير، إنه قرص حلاوة مشبك دمياطى.
الآن تذكرت أين ذهبت الجنيهات الخمسة؟!!! خرجت كسلفة لزميل، يعانى مثلى، عنده زوجة مثل زوجتى.
الاثنتان وزراء مالية، فشر يوسف بطرس غالي فى زمانه، لكن صاحبى، عرف كيف يحقق أمنيته هذا الشهر!
وأرجأت أنا تحقيق أمنيتى للشهر القادم!
التعليقات (0)