مواضيع اليوم

قصة حب عراقية مثقوبة .. هكذا احرقت نار العاطفة صاحبها بقرار!

علي جبار عطية

2009-03-03 13:40:59

0

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي

لاتعشق عقربا وان عشقت، لان العاقبة وخيمة.
هذه خلاصة تجربة عاشها اناس ادى بهم الحب الى الى القتل لان الطاغية مسخ كل شيء حتى هذه العاطفة النبيلة، هلاهل العراقيين واعراسهم التي تكمن خلال شهري محرم وصفر لتنطلق في شهور ربيع الاول تهيج الذكريات.
قالت لي المحامية (نبراس موسى جعفر) ان نحو ثلاثين عقد زواج يجري يوميا في محكمة الكرادة لعدة اسباب منها الغاء الخدمة السكرية الالزامية ورفع الكثير من العوائق والموافقات الامنية وتحسن الوضع الاقتصادي.
ساذكر قصتين من قصص الحب عرفتهما لاعطاء صورة عن صنائع الطاغية في تخريب النفوس.
القصة الاولى بطلها طالب في كلية الصيدلة/ جامعة بغداد، احب طالبة معه وقد نصحه زملائه بالابتعاد عنها لان عين المحب عن كل عيب كليلة والذي يراقب لاعبي الشطرنج  يكون احيانا امهر من اللاعبين في معرفة النقلة المناسبة.
لم يسمع صاحبنا لنصائح الزملاء واصر على الزواج وفرضت الحبيبة مهرا باهضا.
بعد شهر من منالزواج القي القبض على طالب الصيدلة بتهمة الانتماء الى حركة سياسية دينية وكانت  ادلة الاتهام وجود كتب دينية ممنوعة في بيته!
يقول صاحبنا: فوجئت في المعتقل بضابط امن شريف، يستدعيني ويخبرني بالحقيقة الا وهي ان زوجتي هي التي وشت بي وابلغني انه يعرف مثل هذه الدعاوى الكيدية ثم نصحني هو بطلاقها على اني قوم هو باغلاق القضية!
ويضيف انه تأكد من صحة هذه المعلومات بع خروجه من مديرية الامن بايم حين اصرت زوجته على الطلاق بعد دفع المهر المؤجل كاملا فضطررت للاستدانة لاخلص منها وحمدت الله على نجاتي واتمنى لمن يقترن بها الرفاه والبنين!
القصة الثانية رواها لي المناضل (كامل صبار جبار) الذي عايش صاحبها في زنزانة في مديرية الامن العامة عام 1986، يقول كنا نعتقد اننا سنوت لذلك حرص كل واحد منا على قص قصته لتوثيقها واخبار اهله بمصيره حتى لايبقوا معلقين باكل كاذب كما يحصل الان فمازال الكثير من الناس تجهل مصير ابنائها.
بطل القصة هو شاب وسيم واسمه (مؤيد عبد الحسين البدراني) سامرائي من اهل الكرادة حكايته ان كان طالبا في كلية الزراعة/ جامعة بغداد، وقد شدت وسامته وضخامة جسمه زميلة له تدرس في صفه.
احبته هذه الزميلة وبادلها الحب لكنه عرف فيما بعد ان اباها عقيد في جهاز المخابرات! شعر بالحرج الشديد فصارحها يوما انه لايستطيع الزواج منها لوجود تناقض فكري بين العائلتين! لكنه تذكر بعد ايام انه اخبر حبيبته ذات يوم ومن باب التباهي بين المحبين انه الشاب الذي مطلع الثمانينيات المركز الاعلامي لدول الخليج في نفق الشرطة، هذا الشاب الذي اعدم وقتها قد بات عند عند مؤيد البدراني ليلة قبل تنفيذ العملية!
يقول البدراني: هرعت اليها متذكرا هذه المعلومة وجددت نيتي في الزواج منها الا انها اجابتني قائلة: لقد فات الاوان فقد سلمت المسألة لابي!
بعد ستة اشهر من اعتقال مؤيد البدراني صدر بحقه حكم الاعدام على هذه القضية ونفذ الحكم في (25/1/1986) وكان اعدامه بطوليا اذ انه استقبل الموت بشجاعة وهتف ضد النظام.
لاتعشق عقربا فكيف اذا كان ابوها عقربا!؟
نطل بعد سني الخربا على النفوس المهشمة لاعنين الطغيان والعاجزين عن الحب والذي لايجدون في الحياة غير سفك الدماء.
نترحم على شهدائنا لاذين زرعوا فاكلنا ونزرع فياكلون.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !