قصة حب شرقية جدا
سعيف علي الظريف
كان يذكر جيدا ذلك النهار الذي قرر أن يخبرها عنه. لم يسأل نفسه كثيرا لماذا فكر ان يجعل هذا الالتزام الثقيل حملا يحمله دون أن تسأله عنه. قد يكون ذلك انه اعتاد أن يصمت فلا يحدث أحدا إلا بما يجب ان يكون صورة مثلى كصورته التي تعرفها عنه و تشاهدها كلما جعل عينيه صوب عينيها العسليتين.
كان يجب أن تعرف انه لن يحدثها، لأنها كانت مشروع حياة و عقد مستقبل، أو لأنه أحب أن يقذف ما في نفسه .فلم يكن في تكوينه الربع شيء ليس راض عنه حين فعله، و لكنه أحب أن يتعرى و يدع نفسه للنسمة و دفق الطبيعة.
كان يحب أن تعرف بعض ما يعرف عن نفسه، و أن لا يفتح كالفاتحين أرضا غير الأرض و لكن أن يفتح أرضا له يكسوها بما لم يستطع من قبل. كان يقو ل في نفسه كلما رآها و أخذه جمال وجهها ، انه لن يحدثها عن شيء واحد، لكنه سيحدثها عن نفسه جميعا. ستعرف بعدها من هو.
كان عنيدا مرهقا بعاداته الشرقية .كان كتوما حيث لا يجب أن يكون كتوما .كان يحبها حقا لكنه لم يذكر لها أبدا انه يذوب في عينيها و يصرخ داخله حين تكلمه في جوارب صوته الخشن ...إني احبك...أني احبك. كان تملكه حتى حين لا تكون معه و تملكه حتى آخر رمق فيه. كان يصرخ في صمته و يغني كل الأغنيات و يرفرف عيه من السعادة ما يملأ حياته.
كان يذكر ذلك النهار الذي أراد أن يذكر نفسه عندها، و يمرر لها عنوانه الصحيح.دعاها إليه و نظرا ليها في عشق، لكنه لم يستطع أن يقول لها أحبك، ونسي أن يذكر لها شيئا عن نفسه . لكنه تذكر أن يقول لها انه يريد كشف الحر فاء. كان يحبها فعلا. ولا زال يذكر جيدا ذلك اليوم الذي قرر ان يخبرها عنه.
سعيف علي الظريف
التعليقات (0)