مواضيع اليوم

قصة اين كنا نعيش - الصفحة 11-

هاشم هاشم

2010-08-16 14:33:32

0

 

سر الانفجار

 

جاء الصباح وخرج جاسم ونسيبه ابو ناصر للعمل ويبدو ان جاسم اخذه الطمع فراح يترك المدرسة ويذهب للعمل لقاء الحصول على المال والطعام الشهي ..في نهاية الزقاق كانت هناك مجموعة من رجال السلطة بعضهم بزي عسكري واخرون بزي مدني واقفون لما شاهدوا ابو ناصر وجاسم قادمين صاحوا بهم –انتم عودوا من حيث ايتتم هيا لان اليوم منع التجوال ..


بلاكلام ولا ادنى شيء يرجع جاسم وابو ناصر لكن احد هؤلاء الرجال وهو سائق المسؤؤل الكبير ((كاظم تنك)) يعرفهم ويقول لهم انتم امضوا الى عملكم ...ويقول لمن حوله هؤلاء يعملون في البناية الجديدة بامر الاستاذ ابو نبيل ولا يجب التعرض لهم ..
يعمل جاسم مع العمال النهار بطوله وكما العادة الشراب المنعش والطعام الشهي والاجرة المغرية كانت بانتظارهم ... وكان شيء لم يحدث ..
عند العصر يرجع جاسم الى البيت ..كان اهل البيت منزعجين جدا لان اخو ابو ناصر واسمه مسعود وهو يعمل في احد محال البقالة لم يرجع لا ظهرا ولا عصرا .. وامه تبكي عليه واخواته يولون ويندبن الحظ العاثر الذي الم به ..
خرج ابو ناصر للبحث عنه ..


وجاسم صعد للغرفة للراحة ومطالعة دروسه ..صعدت اخته وقدمت له طعام العشاء لكنها ايضا اخذت تنهره وتزجره على تركه الدوام في المدرسة لهذا اليوم والذهاب للعمل وماذا ستقول لامهم ان رسب في المدرسة !!


وعدها جاسم على انه سوف لن يعمل الا ايام العطل فقط والجمعة ..لكنها طلبت منه ان يذهب غدا الى القرية كي يعطي امه الحصة التمونينة المقررة من قبل الحكومة وهي حصة مقننه لكل فرد ..وافق جاسم ووعد اخته ان يهتم بدراسته وسالها عن مسعود واين اصبح ؟ فقالت له ان علمت شيء سوف تخبره اولا ...وتركته وخرجت وتناول جاسم عشاؤه واكمل ترتيب غرفته وانبرى يراجع دروسه ..

 


عند ساعة متاخرة من الليل عاد ابو ناصر برفقة مسعود ودب الفرح والسرور والصلوات والتهليل لمقدمه ..ثم جاء غيث اخر فتعالت الصيحات في كل ارجاء البيت والبيوت المجاورة فرحة لعودة التيار الكهربائي من جديد بعد طول انقطاع ..
جاء مسعود الى غرفة جاسم ويبنما هو يطالع دروسه سلم عليه وجلس قربه ..


احس جاسم بفرحة كبيرة لمقدم مسعود اليه وانه سوف يروي ضما فضوله من معرفة اسرار حادثة البارحة ..
قال جاسم – اين كنت طوال اليوم .


مسعود – كنت ذاهب الى علوة الخضار فجرا ولم اللاحظ ان كمين لرجال السلطة في المكان فاخذوني وشدوا وثقاني ثم احجزوني في مكان في مقر الحاكم ووضعونا مع العشرات تحت السلم مقيدين ثم سالونا كم سؤال واخذونا الى السجن في مركز الشرطة ..
جاسم – لماذا ياترى ؟
مسعود- يبحثون عن من زرع القنبلة الموقوته قرب بيت الحاكم ومن اطلق النار على رجال السلطة ليلا ..
جاسم وكيف خرجت ؟


مسعود لولا وساطة ابو ناصر ويبد
و ان الحاكم يحبه لكنت غدا مسفرا الى مديرية الامن في المدينة الكبيرة واصبحت في خبر كان !
جاسم – هل عرفت ما حصل البارحة ؟


مسعود- يقال ان مجموعة ارهابية زرعت عبوة ناسفة قرب بيت الحاكم في مكان وضع النفايات وبعد ان رموا سلاسل حديد على السلك الرئيس للتيار الكهربائي المغذي لمدينة انقطعت الكهرباء فجروا القنبلة ولاذوا بالفرار وانهم اطلقوا النار على رجال السلطة بعدها لكن من مكان بعيد جدا خارج المدينة ولم يصاب أي شخص باذى ..
جاسم – والحاكم واسرته ؟ هل اصابهم اذى ؟


مسعود – ما بالك ياجسم انهم كمن يلعب لعب العيال لم يصب احد باذى بل كانهم تعمدوا عدم اصابت بعضهم البعض مجرد رمي عشوائي من بعيد .. وفي الصباح يلتي رجال الحاكم كي يظهروا مراجلهم وباسهم على البسطاء والفقراء امثالي ..ولولا وساطة اخي ابو ناصر لكنت اليوم اشبع ضربا مبرحا بلا رحمة ولا هوادة .. اعتقد ان هذه المدينة لم تعد تصلح للعيش فيها ابدا وان هذه الحوادث ستتكرر مرار ..كل من كان معي في الحجزاجمعوا على هذا الراي ..


ثم نهض مسعود وقال لجاسم شكرا لسؤالك عني والى اللقاء وتصبح على خير ...

 

 

زيارة للاهل

 

اذن في الغد سوف يعود جاسم الى القرية لكي يعطي امه حصتها من المواد الغذائية المقررة كل شهر ..احس براحة مؤقته لانه ازاح عن كاهله الدراسة واكمال الوجبات البيتية .لانها حسب رايه مزعجة
وضع راسه على الوسادة ..
عادت الافكار تتصارع في راسه مجددا ..


من هي هذه المجوعة الارهابية التي تحدث عنها مسعود ؟؟؟
ومن اين لهم الجراءة والشجاعة كي يضربوا بيت الحاكم وهو في عزه وعزوته وكامل سلطته ؟؟كيف نفذت المجموعة العملية ينجاح دون ان يصاب احد باذى ؟؟؟
ربما كانت خسائر في صفوف رجال السلطة لكنهم تكتموا على الامر وربما كانت خسائرهم جسيمة لان ردة فعلهم كانت قاسية واعتقلوا العشرات من الابرياء ..


ربما لم يصب احد باذى من قبل المجموعة المهاجمة لانهم فعلا رجال الله الذي سوف ينرون لنا طريق النصر كما تحدث لنا طويلا الملا قاسم عنهم ..حتى الحاكم ورجاله ويبدو ان ملا قاسم كان صادقا في كل كلمة قالها عنهم ...اما المشروبات المثلجة والطعام الشهي الذي يقدمه لنا كل يوم عمل بالاظافة الى الاجرة الكبيرة فهي ليست من كده او تعبه انها من اموال المسلمين وابناء الشعب الفقراء التي استولى عليها الحاكم ورجاله ومن فوقهم ويصرفونها كيفا شاؤؤ ..!!والا ماذنب الشباب الابرياء كي يلقون في السجون لامر هم لايعرفون عنه شيء يذكر ..!!! اه حتى مسعود هذا البقال البسيط ارادوه سياسيا وكادوا ان يلقوا به في غياهيب السجون وهم لايعلم أي شيء من امور السلاح والقتال والسياسة حتى وحتى العبارات التي حدثني بها قبل قليل هي سمعها ممن كان معه في السجن !! نعم كان الملا قاسم صادق في كلمة قالها عن الحاكم ورجاله والملا قاسم رجل تقي وورع وهو لديه اخبار اللهية هي من اوحت له بان يوما سيقوم رجال الله بدك عروش الطغا ة والسلطان والظلم الجائر ..

 

ارتاح جاسم لهذه النتيجة الفكرية الليلة ونام مطمئنا مرتاح البال ..


عند الفجر كان في انتظار نفس السيارة المتاهلكة التي اقلته مع مواده الغذائية الى قريته .. امتلئت السيارة بالركاب واداره السائق محركها وصدر ازيز عاليا وانطلقت وكما العادة كانت مجموعة من نقاط التفتيش في الانتظار وعدما خرجوا من المدينة وفي البيوت حولها لاحظ جاسم سيارات تقل رجال السلطة مدججين بالسلاح يقومون بتفتيش البيوت والبساتين خارج القرية ..وكانهم يطاردون سرابا على راي جاسم ..


وصلت السيارة الى محطتها الاخيرة وترجل جاسم منها وحمل امتعته على كتفه وبعد مسيرة نصف ساعة سيرا على الاقدام وصل الى بيته وخرجة امه وحملت الامتعة عنه واجسلته قربها وهي تدعوا له بالنجاح والتوفيق طويلا وتساله عن احوال المدينة واخته وزوجها واهله وهو يجيب بكل سرور ...

وكانت زينب عندهم لاعمال الحياكة ورحبت ايضا بجاسم وكان جاسم هذه المرة اكثر جراءة من ذي قبل ورد عليه التحية دون خجل الا قليلا ..


جاءت ام خليل ودخلت وسلمت ..جاسم دخل الغرفة كي يغير ثيابه وزينب ادارت وجهها عن ام خليل غير مكترثة بوجودها ...اثناء خروج جاسم من الباب قالت له امه ان بدر قال لها ان الملا قاسم يريها لامر مهم متى ما عاد الى القرية .......
كان اليوم هو الخميس وغدا الجمعة اذن عند صلاة الجمعة سوف يلتقي جاسم بملا قاسم اما اليوم فهو للراحة والتجوال في القرية حسب برنامج جاسم الذي اعده ..


حرج جاسم الى المرعى والتقى باصحابه هناك بدروخليل وكل ابناء القرية .. واخبره خليل انه سوف يترك الرعي لاخيه الصغير لانه سوف يذهب للعمل في مطحنة الحاج ابو ياسين في القرية المجاورة ..لان اهله ارادوا له العمل الجديد ..

 


 

ص 11




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات