حتى الآن مرت أربعة أشهر منذ ان اكتشفت خيانة زوجتى الويس لى
مع صديق عمرى فريد
نعم
أربعة أشهر مرت
ولم تكتحل عينى بنوم هادىء خلالها وعلى الأخص الليلة السابقة
ظلت تؤرقنى صورة زوجتى مع صديقى ذو الخامسة والعشرين عاما وهما يمارسان الحب المحرم معا فى سريرى
وعندما تنفس الصبح نهضت من سريرى وكنت ما أزال متعبا و مرهقا من الأرق
ذهبت الى الحمام وغسلت وجهى بالماء البارد
وبعدها تناولت إفطارا خفيفا
ثم جلست أقرأ جريدة الأحد على طاولة المطبخ
(2)
وفى هذه اللحظة ظهر جارى المتطفل فرانك وهو يطرق زجاج نافذة المطبخ بأطراف أصابعه
لم أكن فى حالة مزاجية تسمح لى بالحديث معه ناهيك عن دعوته للدخول والجلوس معى
كنت فى متأهبا للزيارة المرتقبة لزوجتى الويس
وكنت مشغول البال بسبب تلك الزيارة المريبة لذا فقد أبقيت نافذة المطبخ مفتوحة والستارة مرفوعة
والتى أطل منها جارى فرانك قائلا
هل أزعجتك؟ "
سؤال كرره فرانك على مسامعى عدة مرات لدرجة أن صوته استفزنى بشدة"
(3)
عرفت أنه يريد أن يدخل ليقرأ أخبار الرياضة فى الجريدة ويتصفح بقية أبوابها
ويتحدث إلىّ فى أىّ شىء يمر بخاطره الى أن يصل به الحديث عن مأساته مع زوجته لورا, وكيف هجرته
" قلت له أنا فقط أقرأ الجريدة "
ركز فرانك عينه على الجريدة حتى انتهيت من تصفحها
وأصابعه تطرق بخفة على زجاج النافذة
وبما أن فرانك رجل شحيح ولا ينفق ماله على الصحف أو التلفزيون فإنه بادرنى بالسؤال
"هل انهيت قرأت صفحة الرياضة "
عاجلته بجوابى لم أقرأها بعد
فرد فرانك
هل تمانع لو ألقيت عليها نظرة أو استعرتها ثم أعيدها لك مرة اخرى
قلت "أنا متعب، فرانك،". "لا يمكنك البقاء هنا طويلا"
(4)
اختفى فرانك من نافذة المطبخ ومشى بجانب المنزل متجها نحو الباب الأمامى
أغلقت النافذة وذهبت للباب الأمامى وفتحته فوجدت فرانك يصعد السلم وهو يقول لقد كانت ليلة كئيبة علىّ قلت له وأنا أيضا
وكانت حالته تبدو سيئة تماما مثل حالتى
فكما أخبرنى أنه لم تكتحل عينيه بنوم ليلة أمس هو الاخر بسبب العذبات
التى كانت تموج بها حياته منذ أن هجرته زوجته لورا
وتركته وحيدا بلا أنيس ولا جليس
دخل فرانك واصطحبته الى طاولة المطبخ حيث جلسنا
واصلت قرأت المقال الذى بدأته
(5)
أما فرانك فقد فتح مجموعة الجرائد التى لم تمسها يدى بعد
باحثا فيها عن صفحات الرياضة
وعندما وجدها أخرجها من الجريدة ووضعها تحت إبطه الأيسر
ومشى نحو الثلاجة وقبل أن يفتح بابها نظر نحوى يريد استئذانى
فقلت له ساعد نفسك
فتح باب الثلاجة
وأخرج منها زجاجة مملؤة حتى نصفها بالحليب
التعليقات (0)