لابد أن الجميع يلاحظ التغير الأمريكي في ما يخص أغلب قضايا العالم كالملف النووي الإيراني و العلاقة مع روسيا... الا في ما يخص شئ وحيد لازال على حاله و لم يتغير و يبدو أنه لن يتغير في المنظور القريب و هو طريقة تعامل موظفي الخارجية الأمريكية مع السياسين العرب و خاصة منهم وزراء الخارجية.
فما كانت تقوم به الأنسة "كوندي" واصلت فيه خليفتها السيدة "كلينتون"، نفس اللهجة و نفس الطريقة، تهاتفهم فيلبون النداء على وجه السرعة أو يجتمعون في مكان و ينتظرون "الفرمان" الذي سيتلى عليهم و اثره ستسمع "حضرتها" الكلام الذي يجب أن يقال.
و هو ما سيحصل بعد لقاء البارحة في مراكش المغربية حيث استغلت السيدة كلينتون اجتماع "منتدى المستقبل" و طلبت الإلتقاء ببعض وزراء الخارجية العرب المحسوبين على وزراء دول "الإعتدال العربي" و الذين كانوا في السابق يلبون "استدعاءات" كوندوليزا رايس.
و المطلوب ايه يا فندم؟؟؟؟؟ المطلوب غطاء عربي لسلطة رام الله أو لنقل "تشجيع" عباس، و لو أنه ليس بحاجة لنشجيع، حتى "يلين" مواقفه و يوافق على البدأ في مفاوضات السلام "بدون شروط".
الأكيد أننا نتذكر اللقاء الشهير الذي جمع منذ أقل من سنة الأنسة "كوندي" ببعض وزراء الخارجية العرب في أبوظبي و على اثرها سمعنا شاب صغير اسمه عبد الله بن زايد يقول كلاما على ما يبدو، و الله أعلم، ليس من بنات افكاره عن أن الدول العربية ترفض التدخلات الغير عربية "الغير مرغوب فيها" في قضاياها لأنه كما هو معروف هناك تدخلات غير عربية مرغوب فيها و مرحب بها في كل مكان و زمان و "على الراس و العين" و بالطبع الكلام كان المقصود منه ايران و بدرجة أقل تركيا التي "زودتها حبيتين" في تلك الفترة خاصة على اثر العدوان "الإسرائيلي" على غزة.
فماذا نقول؟؟؟؟ على كل حال الله لا يحرم أولئك الوزراء من آنسات و سيدات أمريكا اللاتي فقط يظهر فعلهن على قضايانا المسكينة، لانه ليس هناك من يدافع عن تلك القضايا و يحمل همها الا رجال بالتاكيد لا تحلم "كلينتون" و من قبلها "كوندي" بأن تنال حتى شرف رؤيتهم لأنهما لن تسمعان منهم ما تريدا أن تسمعا بل ما يجب أن تسمعا.
التعليقات (0)