لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبيا بنص الحديث الذى رواه ابن حبان في صحيحه، عن أبى ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة.
فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش (يانش) فقام بالأمر بعده ، ثم بعده ولده قينن (قاين) ثم من بعده ابنه مهلاييل - وهو الذى يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائن والحصون الكبار.
وأنه هو الذى بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى.
وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقا من مردة الجن والغيلان ، وكان له تاج عظيم ، وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة.
فلما مات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس عليه السلام على المشهور.
هو خنوخ ( أى إدريس عليه السلام ) بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبى البشر عليه السلام.
فإدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية.
وهو في عمود نسب رسول الله ^ .
وكان أول بنى آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام.
واذكر في الكتاب إدريس وهو من أحفاد شيث وجد أبو نوح عليه السلام فإنه نوح بن لامك بن متوشلح بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام واشتقاقه من روى أنه تعالى أنزل عليه ثلاثين صحيفة .
وإنه كان صديقا ملازما للصدق في جميع أحواله نبيا خبر آخر لكان مخصص للأول إذ ليس كل صديق نبيا.
إننا فى زماننا نفتخر بأن العالم الفلانى صعد إلى القمر وهذا فى العصر الحديث مع التقدم الهائل من أحدث المعدات .
ولكننا نقول هذا أول من صعد إلى السماء الرابعة والتى لم يصعد إليها غيره سوى رسولنا محمد ^ على سبيل الزيارة فى رحلة الإسراء والمعراج.
﴿ ورفعناه مكانا عليا ﴾ هو كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء: أن رسول الله ^ مر به وهو في السماء الرابعة وهو فى رحلة الإسراء والمعراج .
وأنه أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب
إن الله أوحى إلي إدريس: إنى أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بنى آدم - لعله من أهل زمانه.
وقد كان للمكانة العظيمة والنبوة التى اختصه بها الله تعالى.
وقد لا حظوا عليه من عايشوه وخالطوه من بنى آدم ..فإنه هدى الناس إلى الله . وعلمهم الكتاب .. وملأ قلوبهم بالحكمة وفتح عيونهم على آثار نعمة الله عز وجل .
وعلمهم كيف يعبدون الله ويعبرون له عن شكرهم وظل الناس بعده يتوارثون حكمته ووصاياه حتى أرسل الله نوحا عليه السلام ـ فحمل اللواء من بعده .
فقد قيل فى موته عليه السلام كثيرا من الأقول ومنها الإسرائليات.
وكل مانقوله أنه عليه السلام رفع إلى السماء الرابعة فى حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم.
فهل قبض فيها أم هل على قيد الحياه حتى الآن فهذا فى علم الله .
التعليقات (0)