مواضيع اليوم

قصة أم قويق من المجموعة الثالثة د صديق الحكيم

الدكتور صديق

2011-07-10 14:01:32

0

 

قصة أم قويق
بقلم د صديق الحكيم


حكي لي صديقي معروف وهو بأخبار الطيور شغوف أن البومة الصغيرة المدعوة أم قويق والتي يقترن ذكرها بالشؤم والخراب ’ أثناء تحليقها العالي في سماء القرية لمحت ببصرها الذي يضرب به المثل فى الحدة زوجاً من اليمام يتجاذب أطراف الحديث علي أحد أغصان شجرة الليمون بمزرعة أفندينا المطلة علي الضفة الغربية لنهر النيل ويبوح كل منهما للأخر بأسراره ولوعته واشتياقه للقاء فما كان من أم قويق الشريرة بطبعها الإ أن تسترق السمع حتي تسمع مايقوله اليمام من كلمات في الغزل والعشق التي لم تسمعها أم قويق من قبل من أبي قويق الذي لم يأتي بعد من سفره إلي زحل منذ زمن بعيد وطلقت منه بحكم القانون ولم يتقدم منها أبوقويق آخر


أنهي العاشقان جلسة الوئام و الغرام التي استمرت قرابة الساعة وبعدها طار الحبيب مودعا حبيبته بعدما اتفقا على زمان ومكان اللقاء القادم بقيت أنثى اليمام على الغصن مغمضة عينيها تتنهد تنهيدة ينفطر لقلها القلب من شدة الولع حتى لاتذهب روعة اللقاء ونشوته


اقتربت أم قويق من اليمامة الطيبة التي لا تعرف المكر ولا الخديعة
نادتها بصوت خفيض ظاهره المودة وباطنه الحقد انتبهت اليمامة من حلمها الجميل على وجه أم قويق ففزعت وكاد توازنها أن يختل وتقع من علي غصن شجرة الليمون
اقتربت أم قويق أكثرفأكثر من اليمامة وبثت في أذنها حديث الإفك عن حبيبها ولأن اليمامة مهذبة ومن أصل طيب أنصتت إليها حتي نهاية حديثها ولأنها لاتعرف الكثير عن الخصال السيئة لأم قويق من المكر والحقد والخديعة كاد الشك يتسرب إلى قلب اليمامة وينغص عليها حلمها الوردى مع حبيبها


وإمعانا فى الخديعة حلفت أم قويق بأغلظ الأيمان لليمامة أن حبيبها يخونها مع أخري ...... وسكتت أم قويق ولم تذكر اسم تلك الآخري
فألحت عليها اليمامة الوقورة الطيبة وبعد تمنع مزيف من أم قويق قالت لليمامة حبيبك زير الطيورحاول معي لكني صددته وأغلقت الباب في وجهه وطلب مني موعداً هنا علي هذه الشجرة وعلى هذا الغصن لكنى رفضت لعلمي أنه يريد فقط اللعب والتسلية فهو كل يوم علي غصن


أفلحت أم قويق في أن تزرع بذور الشك فى قلب اليمامة الأبيض وأنبت الشك وأورق وأزهر ثم أثمر إعراضاً من اليمامة عن حبيبها ولم تحضرفى الموعد وأغلقت قلبها على الحزن ونعت حظها العاثر الذي أوقعها فى هذا الحبيب المتهتك زير الطيور
لم يدري حبيبها ما الذي حل بها وما وراء إعراضها وعدم ردها على رسائله وبعد فترة اكتشف السبب إنها أم قويق التي لا يستريح لها جنب ولا يهدأ لها بال و لا يغمض لها جفن عندما تري حبيبين يجتمعان على غصن واحد يتبادلان كلمات الحب ونظرات الهيام وهي الوحيدة الشريدة المنبوذة من الجميع هجرها رفيقها لسوء طبعها - حتي تفرق بينهما مهما كلفها ذلك من كذب ومكر


"ولا يحيق المكر السيئ الإ بأهله"
وعندما حلت ذكرى ميلاد اليمامة بعث لها حبيبها بهدية خاصة تعبر عن حبه لها وأنه مازال علي العهد يرعي الود ويصون الوعد وأن العوازل لا سامحهم الله سعوا للتفريق بينهما وتحقق لهم بعض ما أرادوا


علمت أم قويق بأمر الهدية فسارعت لليمامة لتكمل خطتها لكن اليمامة تنبهت هذه المرة لخبثها ومكرها وتركتها تنفث سمها لكنه لم يفلح لأن اليمامة كانت قد تجرعت الترياق الذي أهداه إليها حبيبها
وثبت لها بالدليل حقد أم قويق وخبثها وسعيها في الوقيعة والخراب
أرسلت لحبيبها برسالة تذكره فيها بالموعد القادم ليبحثا معا خطتهما لبناء عشهما السعيد ولتذهب أم قويق إلى زحل


المسودة الأولي الأحد 10 يوليو 2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !