قصة أربعة لواحد
من مجموعة الذاكرة المقلوبة
بقلم صديق الحكيم
(1)
أنهت عزة (بكسر العين) دراستها الجامعية حيث تخرجت في كلية التمريض بجامعة الأسكندرية وجاءها التعيين الحكومي علي عجل في مستشفي كبير بالإضافة لعملها بمستشفي السلامة الجديدة بالشلالات
مرت سنة والثانية ثم الثالثة غيرت عملها الحكومي من التمريض للتدريس في مدرسة تمريض بمستشفي المعمورة
وفي كل سنة تمر كانت إحدي صديقتها تختفي لسبب اجتماعي معلوم منهن من تركت عملها من أجل أسرتها الجديدة ومنهن من سافرت مع زوجهاإلي حيث يعمل بالخليج العربي ومنهن من غيرت محل عملها حتي يتناسب مع سكنها الأسري الجديد
(2)
ومرت السنة الرابع منذ تخرجت عزة وفي نهايته احتفلت بدون صديقاتها المقربات بعيد ميلادها الفضي (الخامس والعشرين) فقط برقيات وكروت صغيرة من تلميذاتها في مدرسة التمريض بالمعمورة
وفي صبيحة اليوم التالي تلقت مكالمة هاتفية من منال أعز صديقاتها في الإمارات حيث تعمل مع زوجها وزفت إليها أنها تنتظر مولودها الأول
خبر سعيد لاشك لكنه قلب المواجع علي قلبها المغلق الذي لم يطرق أحدا بابه
(3)
ومرت السنة الخامسة والسادسة ثم السابعة وفي نهايتها جاءها صوت منال عبر الهاتف حيث وضعت طفلها الثاني
اعتمل في نفسها صراع عن علة الوجود والحياة والمقارنات التي لاتنتهي بينها وبين صديقاتها اللآئي انتقلن من مرحلة الآنسات إلي مرحلة الأمهات إنها الغريزة الإنسانية والحاجة إلي الحب والأمومة
لكن هل لها يد في ذلك ؟ وماذا عساها أن تفعل وهي الجميلة الأنيقة المترفعة عن الصغائر والتفاهات؟ لقد حرمتها تربيتها المحافظة من أن تمر بفترة المراهقة بل عبرت مباشرة من الطفولة إلي النضج والرزانة والتعقل ولم يجدي معها عمل الخطبة واجتهاد الأمهات والصالونات
(4)
لقد قررت عزة أن تشغل نفسها بشئ آخر غير التفكير في بيت العدل لتكن الدراسات العليا الماجستير ثم الدكتوراه لعلها تجد فيها السلوي عن هذه الأفكار الكئيبة التي تنغص عليها حياتها
أوكلما زفت صديقة لها إلي عريسها أو وضعت أخري مولودا جديدا أحست بهذا الشعور المرير هل الاحترام والاحتشام ذنب أعاقب عليه
(5)
ومن حسن الحظ أنها وجدت بين زميلاتها الجدد في الماجستير آنسات حول الثلاثين وهذه ميزة نسبية في صالحها فهي مازالت تبتعد عن الثلاثين بأكثر من ألف يوم لعلها تجد في أي يوم منها فارسها المنتظر
(6)
ومرت السنة الثامنة والتاسعة وفي السنة العاشرة حصلت علي درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف ولم يعكر صفو فرحتها بهذا اليوم إلا مكالمة أعز صديقاتها منال المعتادة من الإمارات لقد وضعت مولودها الثالث لكن عزة في هذه المرة حاولت أن تتماسك وتغلبت علي هذة المرارة وقالت لنفسها هذه أرزاق ولعل نصيبها لم يأتي بعد سأواصل مشواري في الدكتوراة وأتحصن بالصبر والصوم
(7)
مرت الألف يوم وأتمت عقدها الثالث ولم يطرق بعد بابها الفارس
الذي يخطفها علي حصانه الأبيض ويأخذها إلي عش وردي بعيدا عن أنظار الجيران والأقارب وألسنتهم التي ليس لها حديث سواها هكذا تعتقد علي الأقل
(8)
وفي ليلة من الليالي الباردة في شهر نوفمبر وحين كانت عزة تزجي وقتها بالتواصل مع الأصدقاء علي الفيسبوك طرق حسابها الخاص الفارس المنتظر يطلب الإضافة فرحت به ورحبت به ضيفا عزيزا علي صفحتها وتطورت المعرفة علي مدارليال الشتاء الطويلة من ضيف افتراضي علي صفحتها إلي ضيف حقيقي جاء إلي البيت طالبا إضافته لأسرتها وإضافتها لأسرته وكتب الكتاب بمسجد النور علي مرأ ومسمع من الجيران
(9)
وبذلك انتهت رحلة المعاناة التي استمرت عشرة الآف يوم ( نحوثلاثين سنة) حتي ظنت عزة أن الحياة ستنتهي بها بدون فارس وتعيش رهبانية إجبارية تزجيها في طلب العلم
(10)
ومع نهاية العام الأول من الزواج السعيد أجرت عزة مكالمة كانت تنتظر أن تجريها منذ سنين طويلة وتعتبرها مكالمة حياة أوموت ولو خيرت بين أن تجريها وتموت لما ترددت لحظة من عزة إلي أعز صديقاتها منال الحمد لله وضعت مولودي الأول ردت عليها منال
( أربعة لواحد) وأنا وضعت مولودي الرابع
ضحكت عزة ومعها زوجها أحمد وهو يقول إن شاء الله سنتعادل ونفوز
الخبر الشمالية - السعودية
المسودة الأولي
21/11/2011
التعليقات (0)