مواضيع اليوم

قصة " سبوبة كاسحات الثلوج " للكاتب يحيي البوليني الجزء الأول

أخبار ترقوميا

2011-10-05 02:53:35

0

 سبوبة كاسحات الثلوج
منذ نعومة أظفار إبراهيم ابن عم احمد أبو القاسم وهو ناقم على وضع أسرته المالي ويتمنى الخلاص منه بأية طريقة , فقد سئم الفقر والجهل المحيطين به , كم كان يتطلع إلى أبناء الأغنياء وهو ينعمون بالكثير من متع ومباهج الحياة في كافة الاحتياجات الإنسانية , فينظر حوله فلا يرى إلا آثار الفقر بكل تداعياته , مل من هذه الحياة وكرهها وأصبح على أتم الاستعداد ليفعل أي شيئ في سبيل الخلاص من واقعه التعس الذي كان يمقته .
رفض هذا الواقع وأراد التخلص منه , ووضع كل همه في مذاكرته ليخرج بها من واقعه , وكان دائم النظر للأغنياء وأبنائهم مصطحبا معه العديد من مشاكله النفسية , فبداخله براكين من الحسد والحقد على أبناء هذه الطبقة وان بدا عند لقاء بعضهم في غاية التلطف معهم لينال منهم كل ما يمكنه أن يناله من صحبة أو سهرة أو دعوة على طعام , وكان يحاول دائما أن يبدو في مظهر لائق لا يشي بطبقته ويحاول أن يبدو عليه أثر الثقافة وحلو الحديث لعله يجذب انتباه واحدة منهم فينجو بها من القاع الذي يقبع فيه .
وكان أول يوم له في كلية الحقوق يوما مشهودا بالنسبة له لا يمكنه أن ينساه , فقد خطط له طويلا ورتب له واعد له عدته , واعتبر أن الأربع سنوات في الكلية فرصة تاريخية له لكي يقفز من عالمه إلى العالم الجديد الذي يتمنى الالتحاق به .
ألقى بأصحابه القدامى أصحاب الفقر والصغار في سلة المهملات , لم يعد يأبه بأحدهم إذا لقيه ولا يسأل عن أحدهم إذا غاب , بل وضع نصب عينيه كيفية الصعود بأي ثمن وأية وسيلة , فعرف عنه أصحابه القدامى تلك الصفة ووعوها جيدا فلم يعد أحد منهم يحاول التقرب منه أو السؤال عنه مهما غاب أو انشغل .
بدأ في التعرف على أبناء الطبقات الراقية مستغلا بعض الجمل التي اجتهد في حفظها مروجا لبعض الكلمات المحفوظة لكبار الكتاب والمنظرين والعلماء .
وكان يتعمد ألا يذكر معلومة أو كلمة حتى يسبقها انه قرأ تلك الكلمة أو المعلومة في كتاب كذا – حتى وإن لم تكن الحقيقة كذلك - مستغلا جهل بعضهم وعدم استيثاقهم من كلماته لعدم أهميتها أو خطورتها مستسلمين للطغيان الذي يحاول ممارسته عليهم في النقاش والحجة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !