مواضيع اليوم

قشور تلمع!

علي جبار عطية

2009-11-19 07:43:20

0

علي جبار عطية

ـــــــــــــــــــــــــــ


الجأني اختفاء اشارة البث الفضائي خلال الاسبوع الماضي الى العودة لستلايت الفقراء ( الهوائي ) وهي فقرة تكررت كثيراً طوال السنوات التي اعقبت ولادة فضاء الحرية اذ كلما وقف عصفور على الصحن اللاقط اختفت الاشارة واذا نزل المطر او هبت ريح غربية او عواصف ترابية او مرت قطة سوداء في ساعة مرح اختفت الاشارة وعدت الى الاريل والمقطوعة الشعرية و ( ردي ردي آنا خلاني الوكت ناعور بس اترس وابدي )! وهي اقدم من اغنية ردي ردي علي ردي لصباح فخري التي اثارت غيظ الصديق سامي كاظم فرج قبل مدة ! أقول وبينما انا سقيم في اثناء تقليبي للمحطات الارضية واذا بي اتوقف عند مسلسلة خليجية ايقاعها بطيء على طريقة ( لها قشور تلمع / مدورات أجمع ) اذ ان مثل هذا النمط من المسلسلات متشابه كالافلام الهندية والحياة اليومية العراقية فالمسلسل يصور في بيوت فخمة جداً وديكورها يذكرنا ببرنامج الحدائق جنة الاحلام وهي واسعة كالقصور الرئاسية التي دخلتها لجان التفتيش زمن السيادة وتجد في المشهد الطويل شخصين سمينين هما رجل منتفخ الاوداج وامرأة ترتدي احدث الازياء وتبدو عليهما مظاهر النعيم والثراء لكنهما يعانيان من الضنك والكآبة وهما عصبيان ويتعاركان لأتفه الاسباب ولاتجد معهما طفلاً الا نادراً ثم يقرر الزوجان الانفصال لانهما لم يعودوا يطيقان العيش مجتمعين !
وسيظن القارىء الكريم انه رأى هذا المشهد من قبل وهو محق في ذلك لان الثيمة التي يبني عليها صناع مثل هذه المسلسلات تكاد تكون واحدة واذا كان المسلسل مرآة للواقع فانها والله لكارثة ان تنحصر المعاناة في مثل هذه القضايا في حين يناضل الانسان في كل مكان من العالم لتحسين وضعه والانتصار لقيمه ومبادئه . والمظنون ان سبب حزن وضجر ابطال هذه المسلسلات مرده الى خلوهم من الهموم الحقيقية وطغيان الحاجات المادية على الحاجات الروحية وربما نعذرهم لان مجتمعاتهم مستقرة ولم تتعرض الى الهزات التي تعرض لها مجتمعنا ومن شدة وطأة البطر الذي وصلني من متابعة هذا المسلسل اضطررت الى الاستعانة بخبير الصحون اللاقطة فاعاد لي الاشارة لاعود الى برامجي الاخبارية المفضلة التي ترفع ضغط الدم وتسبب الصداع لكنها ارحم من المسلسلات التي تتحدث عن واقع افتراضي ليس له لون او طعم او رائحة !!

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !