مواضيع اليوم

قريباً... حلف ناتو في فلسطين

حسام الدجني

2010-05-20 06:08:38

0

قالت مصادر فلسطينية مطلعة جداً لصحيفة القدس العربي بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتزم ابلاغ المبعوث الامريكي جورج ميتشل اليوم في لقائهما برام الله موافقة الجانب الفلسطيني على وجود قوات من حلف الاطلسي على اراضي الدولة الفلسطينية المرتقبة.

لم تؤكد ولم تنفي الرئاسة الفلسطينية هذا الخبر، ولكن هذا التسريب يتوافق مع فكر ورؤية السيد محمود عباس لحل الصراع مع اسرائيل، والذي تحدث صراحة في إحدى مقابلاته بما دار بينه وبين رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت فقال: "أولمرت سألني إذا اردنا الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ما هو الضمان الأمني لذلك؟ فكان جواب أبو مازن: يكون هناك طرف ثالث يدربنا ويساعدنا. فرد أولمرت: إن شاء الله لا تأتي لنا بأندونيسيا وماليزيا وتركيا، فرد أبو مازن مباشرة: سأستقدم حلف الناتو، فأجاب أولمرت: لن يقبلوا، فطرح أبو مازن أوروبا، فرد أولمرت، أيضاً لن يقبلوا، فقال أبو مازن لأولمرت: إختر البلد الذي تريده بشرط واحد، هو أن لا يكون هذا البلد هو اسرائيل، ولتمكث قواته المدة التي تريدها، ولما إستقر الرأي على قوات الناتو، قال أولمرت: لا بد أولاً أن يقبل الأمريكيون، بعد ذلك اتصل أبو مازن بالرئيس بوش، الذي قال له إن هذه القوة ستقودها الولايات المتحدة الامريكية، فقلت له أوكي، بيد أنني شددت على أن لا تكون ضمنها قوات اسرائيلية لأن الأمر سيصبح إحتلالاً.

من خلال ما تحدث به السيد محمود عباس في مقابلته، والتي نشرت على موقعه الشخصي، نستطيع القول أن فلسطين على موعد مع قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، في حال نجحت المفاوضات الغير مباشرة والتي تدور حالياً بين السلطة الفلسطينة واسرائيل برعاية أمريكية يقودها السيناتور جورج ميتشل. فهذا يتطلب دراسة مستفيضة لمعرفة خطورة وتداعيات ذلك من الناحية السياسية والعسكرية.
فالعقيدة السياسية والعسكرية والدينية التي يحملها وينظّر اليها حلف ناتو، هي عقيدة تخضع للهيمنة الامريكية، والتي أعلنها الرئيس المنصرف جورج بوش بأنها حرب صليبية، لذا سيكون من أولويات الحلف ضرب فكر ومنهج وثقافة المقاومة في فلسطين، وتعزيز وتنمية قدرات الفلسطيني الجديد، وتفريغ الذاكرة الفلسطينية من الموروث الثقافي والديني والسياسي، وقبول التعايش مع الجانب الاسرائيلي، والذي سيشكل خطوة على الطريق نحو تطبيع أكبر وأشمل، سواء كان ذلك عبر الجزرة الامريكية، أم عبر عصا الناتو المنتشر على حدود الدول العربية، وقواعده العسكرية منتشره في هذا البلد العربي أو تلك.
يشكل أمن اسرائيل أولوية تخدم المصالح الامريكية في المنطقة، لذا لن يقدّم حلف ناتو سوى مزيداً من الأمن والامان لدولة إسرائيل، ومزيداً من التهديد للمصالح القومية العربية، والامن القومي العربي والاسلامي.

في حال تقرر نشر قوات حلف الناتو في فلسطين، فإن ذلك سوف يدفع المنطقة الى الانفجار، وستراق دماء فلسطينية على أيدي قوات الناتو، لأن جميع القوى الوطنية والاسلامية باستثناء حركة فتح سوف ترفض تواجد قوات اجنبية على أراضيها أو حتى على حدودها، وهذا يزيد من الانقسام الفلسطيني والعربي.

إن المنطقة مقبلة على تحديات كبيرة، وحتى لا ينفرد طرف من الأطراف الفلسطينية بتحديد مصير شعب بكامله، أو يخضع المفاوض الفلسطيني لابتزازت سياسية، فإن ذلك يطرح ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتشكل مرجعية وطنية جامعة تستطيع أن تأخذ قرارات مصيرية، تخدم ثوابت القضية الفلسطينية.

Hossam555@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات