ماهر حسين.
سيكون يوما" أخر للفرح ...يوم اللقاء بين الأخ الرئيس أبو مازن وبين شعبنا في غزة ...سيكون يوما" للاحتفاء بفلسطينيتنا من جديد ...يوم يتجاوز فيه الشعب محنة الخلاف والانقسام والانقلاب لننطلق جميعا" في اكبر ورشة عمل نفسية واجتماعية للتعامل مع مخلفات الانقســـام النفسية والحياتية.
كنا قد حذرنا من عقبات رأينا بعضها يوم التوقيع ومنها ما هو متوقع كالخلاف على رئيس الوزراء ومنها ما لم نكن نتوقعه وهو المرتبط بمكان جلوس هذا القائد أو ذاك .
بغض النظر عن التفاصيل انتهت الخلافات مؤقتا " وتم التوقيع على المصالحة بمصر الثورة والعروبة وتميز شعبنا بالوفاء وتحدث الجميع عن حقيقة أن التوقيع لم يأتي بلحظة بل هو نتيجة جهود سابقه قادهـــا بشكل خاص السيد عمر سليمـــان بكل إخلاص وهذا تعبير حقيقي عن إخلاص شعبنا وقيادتنا لكل من يساهم بدعم القضية بصدق وإخلاص وهذا الموقف لم يكن مرتبط بفتح وإنما بأغلب الفصائل الحاضرة .
بعد التوقيع يأتي التطبيق على طريقة (بعد ألسكره تيجي ألفكره) وهناك في الحقيقة عقبات كبرى و يجب أن يكون هناك وعي جماهيري للتعامل مع العقبات وبشكل خاص في غزة حيث هناك موظفين يخشون على وظائفهم التي نالوها بظل حكومة حمـــاس وهناك موظفين يرغبوا بالعودة للعمل وهناك شرطة سابقه وشرطة حالية وهناك أشخاص اكتسبوا عداوات عائليه وشخصية بفعل ممارستهم للقمع وهناك أراضي تم السيطرة عليها وأخرى تم بيعها وهناك متضررين من الحصار وهناك مستفيدين من الحصار وهناك من يرغب بالفوضى وهناك من يرغب بالحرية وهناك وللأسف رغبات كامنة للجميع وعلينا التعامل بحذر مع كل ما سبق فعلى القيادات السياسية أن تكون متواجدة بلجان إصلاح لتجاوز الدم ولتجاوز الخلافات وعلينا أن نقوم بالتنسيق حول كل ما يضمن احترام الدم الذي أريق لكي لا يكون مقدمة لخلاف جديد ومن المهم التعامل مع متطلبات الصلح العشائري والشخصي وعلينا أن نظهر معا" ونصلي معا" وعلى شعبنا أن يمتلك القدرة على قول الحق للدفاع عن الوحدة ولطرد كل من يسيء لها وعلينا أن ندافع عن الوحدة بالكلمة والوقفة والعمل الدائم لتدعيمها ولغرسها في عقول الكبار والصغار وكل من سيعل ضد الوحدة علينا أن نعزله.
هناك صعوبات يومية سيتم التعامل معها وأغلبها شخصي ولكن التعامل معها يجب أن يكون على خلفية وطنية فلا يعقل أن يكون لخلاف شخصي أو للانتقام الشخصي محل الآن في عقولنا وقلوبنا بظل ما عانيناه من الانقســـام فلنمارس ضبط النفس ولنتعالى عن الجراح ولنتقدم بوحدتنا إلى الأمام ولنمنح المختصين من لجان الإصلاح وبدعم القانون والسلطة فرصتهم لحل كل الخلافات وبشكل خاص الخلافات الناتجة عن الانقلاب وما حدث به وبالمقابل على السلطة الوطنية بفتحها وحمـــاسها أن تراعي ما سبق من خلاف وان تتعامل معه ولا تتجاهله وتتجاهل تأثيره على كوارد الحركتين فمنهم من أعدم ومنهم من عذب ومنهم من
اعتقل في صراع الأخوة وللأسف و حتى يكون الاتفاق على قاعدة صلبة ومدعوم من جماهير شعبنا العظيم يجب علينا أن لا ننسى أحد أو فئة من المتضررين من الانقلاب أما المتضررين من الوحدة فعلينا معالجة أمرهم ومراقبتهم لنتفادى شرورهم كل ما سبق هو عقبات يومية وهناك عقبات سياسية تتعلق بالتشكيلات والأسماء والإعداد للانتخابات وإعادة هيكلة منظمة التحرير وهناك ما يتجاوز العامل الفلسطيني حيث أن إسرائيل تحاول وضع عقبات ومعها بعض الدول التي لا تعي حقيقة الاتفاق وبشكل خـــاص ما جاء بكلمة الأخ الرئيس أبو مازن خلال التوقيع وأشير كذلك بكل اهتمام إلى أن الأخ خالد مشعل تحدث بشكل سياسي مميز عندما أعلن رغبة حمـــاس بقيام دولة فلسطينية على أراضي الضفة وغزة والقدس وهذا الموقف هو إعلان هام ومميز لموقف حمـــاس الجديد القديم هذا الموقف الذي يأتي تعبيرا" عن تقارب كبير بين الموقفين الفتحاوي والحمساوي سياسيا" فها نحن نوافق جميعا" ونعلن عن رغبتنا بقيام دولتنا على الأراضي المحتلة عام 1967 ولا خلاف حول ذلك بين الأخ الرئيس والشرعية الوطنية وبين الأخ خالد مشعل وكل حمـــاس من خلفه فلا مجال للمزا وده الآن بأحاديث عن ارض الوقف وغيره من حجج وذرائع سابقه لحمـــاس بظل رغبتهم الواقعية بتحقيق انجاز تاريخي لشعبنا بقيام دولته وهذا موقف محترم ومميز ونحي حركة حماس عليه وقائدها خالد مشعل الذي نجح بنقل الموقف السياسي لحماس وتطويره ليصبح يتناسب مع الواقع السياسي والدولي والشرعية الدولية وأنا هنا احيي شجاعة خالد مشعل وأقول بان هذا الموقف سيكون له ما يليه بالحوار مع الرباعية والعالم اجمع ....أما إسرائيل فأنها لن تجد أرضية أفضل من الأرضية الحالية للوصول إلى السلام فالآن هناك توافق فلسطيني تام على أن الهدف الفلسطيني هو قيام دولة مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 فلا يوجد من يرغب بإلقاء إسرائيل إلى البحر ولا يوجد من يريد ضرب هذه المدينة أو تلك بصواريخ أو غيره نريد لنا دولة ولكم دولة ولنعيش بسلام واطمئنان معا" ونأمل أن يكون صوت العقلاء من إسرائيل مسموعا" فهم نخبة من السياسيين والعلماء والمفكرين ورجال السياسة والاقتصاد والعلم بإسرائيل ممن تدافعوا للتوقيع على مبادرة السلام الاسرائيليه الجديدة للحل السياسي .
إن العقبات أمام اتفاق المصالحة كثر وتحتاج إلى إرادة لتجاوزها وتحتاج إلى وعي جماهيري لحماية الوحدة وللإصرار على تجاوز الانقســـــام وكلنا أمل بشعبنا وبشبابنا بان يقفوا بشده مع هذا الاتفاق وأن يحموه سواء في فتح أو حماس أو من الآخرين ولهم كل الاحترام .
يجب أن نمتلك القناعة والصدق وان نتذكر بان الانقســام كان وصمة عار بجبين كل من تسبب به وشارك به ونحن الآن نطوي صفحة الانقسام الأسود كما قال الأخ الرئيس أبو مازن وكلنا معه وكلنا مع خطواته الرائدة لتجاوز الخلاف وعلينا أن نشير إلى ضرورة التعامل الذكي والسياسي مع المرحلة القادمة لنسحب المبررات من الاحتلال الذي يسعى لضرب وحدتنا ...نحن نريد السلام وكلنا نريد لنا دولة حسب القانون وهذا يجعل عملية السلام أقوى لو أرادتها إسرائيل وهنا من جديد نخاطب كل من يعي المتغيرات في إسرائيل بان تطور موقف حماس وتناغمه مع موقف فتح فرصه لتعزيز فرصة التسوية الحقيقية فلا تضيعوها كما أضعتم فرصة السلام مع القائد التاريخي أبو عمـــار .
السلام يصنعه الأقوياء والآن الرئيس أبو مازن أقوى بموقف حماس وفتح لتوقيع اتفاقية سلام فلا تضيعوا فرصتنا للعيش بكرامة وسلام واطمئنان على أرض السلام...فلسطين .
التعليقات (0)