بعد أيام قليلة ، يحتفل أردنيون بمناسبة غالية ، وذكرى عزيزة على قلوبهم ، هي ذكرى ميلاد قائد البلاد الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وهو الملك الذي إستطاع قيادة المملكة في مرحلة حاسمة من تاريخها شهدت إيجاد العديد من الأزمات التي تمكن الوطن بقيادة جلالته من إدارتها والتعايش معها.
الملك عبد الله عمل على إستدامة الأمل لدى المواطنين ، فمنذ توليه سلطاته الدستورية وهو لا يدع مناسبة دون تقديم الوعود والتأكيد على الاصلاح ومحاربة الفساد ، مما يبرز حكمته العظيمة ومعرفته بتطلعات الشعب الاردني والقدرة على مخاطبة تلك التطلعات.وعود الملك تهون على المواطنين وطأة اليأس وهم يرون مسار البلاد التي تشهد تضخم المديونية والعجز وارتفاع مستويات البطالة وتراجع مستوى المعيشة.
خصائص الملك العظيمة لا تقتصر على الحكمة ومعرفة امال وتطلعات شعبه ، بل تتضمن أيضا الثقة العظيمة بالنفس والاقدام والشجاعة ، ويبرز تلك الخصائص تكليفه لمعروف البخيت بتشكيل حكومة في ذروة الربيع العربي .
كما تبرز الخصائص السابقة المشار اليها في العديد من مواقف الملك ومقترحاته ،فهل يجرؤ حاكم عربي أو مسلم ، وخصوصا في ظل انتفاضة الشعوب العربية ، على التصريح بمقترح كالمقترح التالي الذي قدمه الملك في كتابه (فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن خطر( حيث قال : نفكر في عالم تضافرت فيه بفاعلية الخبرة الإدارية لدى الإسرائيليين، مع الكفاءة المهنية لدى الأردنيين، وريادة اللبنانيين، والمستويات العلمية لدى الفلسطينيين. إنني أرى في تضافر القوى بين هؤلاء الشركاء المحتملين نواة تجمع اقتصادي أشبه ما يكون بتجمع دول «بينيلوكس» بين بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ في الشرق الأوسط. كل هذا يمكن تحقيقه.!
كما تمكن النظام السياسي بقيادة الملك من إيجاد إنطباع لدى قيادات الدول العالمية بأن الاردن يمضي بخطى واثقة في مسار الاصلاح ، وذلك إنجاز عظيم في ظل ما يشهده الواقع الحقيقي في البلاد.
و أخيرا ، نتمنى في هذه المناسبة السعيدة التي تحل ذكراها بعد أيام قليلة ، أن يتم الاعلان عن مبادرة وطنية تتمثل بتقديم قرص أسبرين، وهو العقار المعروف بأثره في تخفيف الإصابة بالجلطات، وقرص بروزاك (أو أي من الانواع الاخرى من مضادات الاكتئاب) يوميا لكل مواطن بحيث يتم تمويل تلك المبادرة عبر فرض ضريبة جديدة على المواطنين ، ويتم تقديم تلك الأصناف الدوائية على شكل مكرمة ملكية يستفيد منها كافة أبناء الوطن. بحيث تضاف هذه المكرمة الى الوعود بالإصلاح التي تؤدي دورها بإستدامة الأمل لدى المواطن والتخفيف من وطأة اليأس وتجنب اثاره الخطيرة.
التعليقات (0)