محمد أبو علان:
http://blog.amin.org/yafa1948
لست رياضياً، ولم أكن يوماً من الأيام مغرماً بالرياضة، لكن بالأمس أثار فضولي كثرة حديث طفلي ابن العشر سنوات(مشجع الريال) عن مباراة ريال مدريد وبرشلونة ضمن مباريات الدوري الإسباني.
ما أن شارفت الساعة على الثامنة مساءَ موعد المباراة الموعودة حتى خلت الشوارع من المارة ومن المركبات، والمحلات التجارية خالية إلا من أصحابها، ووجدت نفسي وحيداً في شوارع المدينة.
عندها حسمت أمري وقررت الذهاب لمتابعة المباراة عند أحد الأصدقاء المغرمين بالرياضة حتى الثمالة، ما أن دخلت الحي حتى أثار استغرابي العدد الكبير من المركبات فيه، والتجمعات الشبابية في بيوت الحي، والكل محدق بشاشة التلفاز، والصرخات تتعالى بين الفينة الأخرى وفق باروميتر الهجمات الخطرة على المرمى، أو أيٍ من الهجمات المرتدة أو الفرص الضائعة، حضوري كان نذير شؤم لمشجعي الريال، حيث صادف دخولي لحظة إحراز البرشا لهدفها الأول والوحيد في المباراة.
مشجعي برشلونه كانوا يطمحون بالفوز ليتصدر فريق برشلونه (اسم الدلع برشا) الدوري الإسباني، أما مشجعي ريال مدريد كان التعادل أقل ما يمكن أن يرضيهم لكي يبقى فريقهم المحبوب في صدارة الدوري ولو بنقطة واحدة، الغلبة كانت "للبرشا" وفاز على "الريال" الذي تراجع للمكان الثاني في لائحة الدوري الإسباني.
الحضور تبادلوا التعليقات على حكم المباراة، فهناك من كان يحتج على الكثير من قرارات الحكم لدرجة اعتبارهم لهدف البرشا بأنه غير شرعي كون من أحز الهدف كان في حالة تسلل على حد قولهم، انتهت المباراة وفاز البرشا وتصدر الدوري.
بعدها عادت الحياة لشوارع المدينة، وعلت حناجر مؤيدي البرشا بالصراخ والهتاف بهجةً في الفوز، أما مؤيدي الريال فانسلوا من تجمعاتهم بهدوء محملين السبب لعدم عدالة الحكم، منتظرين المباراة القادمة لعلها تعيديهم للصدارة.
بعد هذه المباراة قررت متابعة الدوري الإسباني، وقررت كذلك أن أكون من مشجعي فريق البرشا، والمفاجئة لي بعد هذا القرار أنني وجدت نفسي من الأقلية في ظل التأييد الواسع للريال والذي يسمونه مشجعيه (بالنادي الملكي)، وحتى في البيت وجدت نفسي الوحيد المؤيد للبرشا، عندها اقتنعت بأن قدري أن أكون دائماً من مؤيدي الأقلية سواء كان ذلك في الرياضة أم في السياسية، وقررت عدم التراجع في قراري انتظاراً للمباراة القادمة للبرشا.
التعليقات (0)