قرار سياسي

..... يعرض المصريون في وسائل الإعلام مشاريع تبدو مقنعة ومبشرة ومدروسة اقتصاديا بشكل جيد ودراسة الجدوى تبين إمكانية تنفيذها دون تكلفة مرتفعة وتعتمد على جهود المواطنين وعلى استثماراتهم الخاصة ...ويمنع تنفيذ هذه المشاريع عدم أخذ القرار سياسي!!! فمن أين نحصل على هذا القرار السياسي الذي يعطل (عجلة الإنتاج) ...لقد صدعنا المسؤولون بهذه العجلة الوهمية التي (بنشرت) أو (فست أو نامت) باللغتين الخليجية والمصرية...هل أثرت الثورة المضادة على سير الإنتاج بخلق أزمة البنزين والسولار ومشاكل الاستيراد والأجور (الحد الأدنى و الحد الأقصى) والمطالبات الفئوية وغلو الأسعار وإطلاق البلطجية وانسحاب قوات الأمن من الشارع وبطء المحاكمات وإصدار القوانين في غيبة مجلس شعب وتقييد حركة الوزراء وإلغاء دور رئيس الوزراء وشغل الشعب بشكل الانتخابات وإغراقهم في مشاكل الدستور ....إلخ...هل أثر كل هذا على القرار السياسي الغائب عن الوعى؟ هل نخرج من هذه الأزمة التي أعقبت الثورة؟ هل أخطأنا في تأييد الثورة ضد مبارك؟ هل كان الفساد أرحم من غياب القرار السياسي؟ الشعب يئن من وطأة الديون ومصاريف الكهرباء والماء والتليفون وأسعار الخضار وغياب المدرسين وإضراب العمال وشح الدواء وفساد المصالح وتوقف المصانع...هل يجد أصحاب الثورة حلا لمشاكل ما بعد الثورة أم نقضي سنوات أخرى قد نموت أثناءها قبل أن يأتي الحل؟ هل يستمر عذاب المصريين بعد الثورة كما كان قبل الثورة؟ ....أتركوا المصريين يديرون عجلة الإنتاج ما دمتم يا حكومة الثورة لا تستطيعون إدارتها ولا تحريكها.....أعطوا المصريين أرضا في الصحراء بدون تكلفة وهم يزرعونها وأعطوهم فرصة العمل بدون أعباء الضرائب الفاحشة والرسوم الجائرة...أطلقوا أيدي المواطنين كي تبني وابقوا في وزاراتكم واحصلوا على مرتباتكم الخيالية واتركونا نعمل ونأكل ونشرب ونصنع وفكوا رقابنا من مشانق الروتين أثابكم الله ....يا ساتر....الله المستعان