قرارات حماس الثورية
موفق مطر
على قيادات حماس إغلاق مختبر التجارب , فدماء الشعب ليست ماءا , وعظام الفلسطينيين ليست أملاحا . والتقدم الآن .. الآن وليس غدا للمصالحة , فالوقت كالسيف إن لم تقطعة قطعك , فحماس التي تبينت ضرر الصواريخ متأخرة عليها تبين فوائد المصالحة مبكرة . فوحدها الديوك الحالمة تصيح عند الزوال .يمنع الحياء الوطني المواطنين الفلسطينين في غزة الخروج إلى الشارع للصراخ بصوت عال : كفى للمتاجرين بدمائنا , كفى للحرب بأبنائنا , كفى لصواريخ وسلاح أحرقت صورة حاضرنا ومستقبلنا , كفى لصواريخ دمرت فوق رؤوس أطفالنا البيوت , لكنها لم تدمر مزرعة بقر في اسديروت . لكن الضمير الوطني للفلسطينيين يحثهم في كل لحظة على الجهر : لا للحرب والموت في غزة , نعم للسلام والعزة . أن يعقد مؤتمرا صحفيا في بيته بدمشق والى جواره احمد جبريل ورمضان شلح ويقرر أن الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات فهذا مناقض تماما لتصريحات أيمن طه الناطق باسم حماس , فرئيس سياسة حماس المتنعم بماء بردى العذب , القائم على موائد الكافيار الإيراني لا يجيز له موقعه إغماض عينية وصم آذانه عما يجري في جنوب فلسطين , فصرخات الضحايا الأحياء والشهداء لو سمعها الصخر لبكى على حال الإنسان الفلسطيني في غزة . لو طبق رئيس سياسة حماس : وأمرهم شورى بينهم لكان استمع وأصغى وفكر إلى تصريحات واقعية ايجابية تبثها فضائية يحبها وتحبه ’ لماذا يعد مشعل وجبريل وشلح العصي المنضبة باليورانيوم , والفوسفورية , وقنابل الارتجاجية , الخارقة للملاجئ والأنفاق المدمرة للمصانع والأحياء , الحارقة لأكباد الأمهات والآباء , المقطعة أجساد الآدميين, ولا يستمعون لصرخات أطفال البلد الباقين على قيد المستقبل قبل أن تتحول لأشلاء ؟!! ولماذا لا يستمعون لأقوال وتصريحات علنية عقلانية حمساوية – نعرف أنهم لا يستمعون لنصيحة من أحد من غير جماعتهم – لماذا لم يستمع للناطق باسم حماس بغزة أيمن طه , ولماذا لم يقرأ كل حرف وكل سطر في رسالته عبر البي بي سي , أم أن لمشعل وجماعته رسالتهم الخاصة التي يحبون أن تسمعها طهران عبر دمشق ؟!مواقف وقرارات ثورية , هكذا يمكن وصف الوجه الجديد لحماس في غزة بعد جهرها بأن الوضع الفلسطيني لا يحتمل إطلاق الصواريخ من غزة – تصريح أيمن طه – وأن مطلقيها مشبوهون ويخدمون إسرائيل – تصريح الدكتور الزهار - فهي ثورية ايجابية بمعيار إدراك المصلحة العامة للمواطنين في غزة ولو جزئيا , وثورية بالاتجاه السلبي كونها خونت مطلقي الصواريخ وحشرتهم في قفص الشبهة والاتهام , وهذا مالا يقبله وطني عاقل !! بإمكاننا اختلاق الأعذار لقيادات حماس والتفسيرات للتبديلات الثورية في الاتجاهين , فهم لم يعايشوا تراكم التجارب كالتي عاشتها القيادة الفلسطينية في الأردن ولبنان في مرحلة الكفاح المسلح , لكن النصيحة بجمل كما يقولون في المثل الشعبي .. وقد نعذرهم فيما نحن نستمع بتجرد لمواقفهم ووجهات نظر القيادات حول قضية إطلاق الصواريخ واشكالياتها , والتي نراها بالمحصلة - حسب فهمنا المتواضع - خلاصة حتمية لتقديرات وحسابات حماس باعتبارها الآن سلطة الأمر الواقع بغزة , وباعتبارها حزب حاكم يسعى للحفاظ على مصالحه بأي ثمن حتى ولو على حساب تغيير الميثاق ونبذ الجهاد العنفي وكذلك اعتبار الصواريخ ضارة , فالواقع الآن يختلف كليا عما كان , عن الأيام التي كان فيها الجهاد مشروعا لإسقاط مشروع السلطة الوطنية الذي تقوده حركة فتح ..لن تتمكن عقلية انتقامية ثأرية بناء كوخ , لكن العقلانية تبني وطنا , فالمراجعة والتقييم ودراسة التجارب واستخلاص العبر شروط لابد منها لانتصار أي حركة تحرر .فهل قررت حماس ان تكون فعلا جزءا من حركة التحرر الفلسطينية , فمشعل قال لعمرو اديب أن حماس حركة تحرر لتمويه العلاقة العضوية لحماس في جماعة الإخوان , ولكن هل يعرف قادة حماس إن العلاقة العضوية الطبيعية لحماس هي مع الشعب الفلسطيني وقضيته ومصيره وآماله وطموحاته وأهدافه الوطنية وثقافته وعروبته , فهذه العلاقة امتن من خيط الحرير واصلب من الماس , ولا يضاهيها الذهب لمعانا وتمددا وتشكيلا.
التعليقات (0)