مواضيع اليوم

قرارات تبتلعها بطون البلاعات !!!

تركي الراشد

2011-02-24 23:06:05

0

نحن أمام ثورات شعبيه طفح بها الكيل نتاج لتراكمات طويلة من القهر , حركات تصحيحيه يقوم بها شباب لم يؤجر عقله بعد . ممن لم يستسلم للقهر والذل , ولم يرضخ للإغراءات ونأى بنفسه لان لا تكون حياته بين النمو والتكاثر والغذاء فحسب , هذا ما يبدو للجميع , أما اعتقادي فقد تكون عقوبة الآهيه نتيجة لتمترس الأنظمة العربية خلف قضبان الباطل عقودا مديدة , فالإمهال لا يعني الإهمال , سنة الله في أرضه , عملية الدمغ والدبغ دائما ما تأتي بعد التمييز والتمحيص التي تتم إبان تسلط الباطل وتمدد جذوره .


هذا العام عام تغيير ,عام انفجار للسدود ,عام ثورة للبركان , أو بركان ثائر, سمه ما شئت وانعته كما أحببت , اقرب ما تكون سيل جارف يتنقل من بلد إلى بلد ليميط اللثام وينزع وشاح الباطل عن الأمة اليعربية التي تقبعت لأمته حقبة من الزمن , عملية تحديث للفكر وإعادة منهجية , تعديل للفهم الظاهر المتمركز بالمقلوب , لعلها بداية لانتهاء حقبة اخفت معالمها عمليات الترميم وغيرت ملامحها عمليات التجميل , لم تعد تجدي نفع , حان وقت النقض والقض وإعادة البناء بطرق حديثه وعقول جديدة .

أحب خادم الحرمين تماما كوالدي ولكني أحب الحق أكثر, ونقدي لا يتعدى صالحه وصالحي وصالح شعبه وإخوتي , من احبك نصحك واخلص في إيقاظك , لا أرى عيبا أن يقول الولد لوالده ما هكذا تؤكل الكتف , ولا أرى ذنبا أن أقول الطريق معتم . كمبدأ الأسرة يخاف عليك من يحبك فينصحك وتتفتت كبده عليك , وعلى النقيض في الجانب الآخر يصفق لك صاحب السوء حتى تقع ليضحك على بكاءك .


عاد خادم الحرمين فلا نقول إلا ( حمدا لله على السلامة ) عاد وهو يلوح بيده لأبناء شعبه وقلبه يرفرف فرحا مترع بالسرور لاستقبال أبنائه من طلاب المدارس والجامعات وطلاب المعاهد العسكرية , ولكن وسط قبضة فولاذيه وحرص شديد وإقامة حواجز بشرية لكي لا تتاحة الفرصة فينقض أصحاب الرأي الآخر باستقباله , واكتناف الخوف من الشعارات التي تظهر له الحقيقة وتبصره بالأمر وخشية من فضح الهامات الفاسدة , وحرص من نزع النقاب عن أفعال ممن أمن على شعبه

انصبت القرارات الاستباقية تسابق مقدمه شفاه الله وعافاه لامتصاص الغضب الشعبي ومحاولة أراها يائسة لاحتواء الاحتقان المجتمعي ظنا ممن قام بدراستها وعرضها أنها تساهم في تخفيف وطء النار الملتهبة , وتستطيع إخماد ثورة البركان المتأججة , خطوة ميكانيكيه وتكريس لنظرة ضيقة لم تكن جديدة , أصابنا الكلل والملل وسئمنا طريقة تفكيرها , لا تستند لعقل سياسي ولا إلى نظرة مستقبلية , اقرب ما يقال عنها أنها وصفات علاجية خاطئة , تنم عن عدم فقه بالواقع وعدم معرفة للداء القابع , خياطون بشهادات أطباء .

لم تكن هذه القرارات الأولى فقد سبقتها قرارات ومكرمات , ولم يكن الدعم المالي الوحيد بل سبقه الدعم الكثير, لم ولن تحل المعضلة ولن تجفف منابع المشكلة , مصيرها كسابقاتها تنصب في كروش البلاعات وبطون الحاشية , فالقرارات بمجملها لا تخدم الا فئة قليلة استثنت شريحة واسعه من المجتمع  , ببساطه لن يقضم من شمله القرار من الجمل سوى أذنه ,

عمليات امتصاص ولكن برؤية ضعيفة لن تطفئ لهيب النار الملتهب في جوف الشباب الطموح وقرارات لا تكاد سوى خطوة عرجاء ستزيد من تخمة البطانة الفاسدة قد يعقبها انفجار, حزمة من القرارات خيبة للآمال وتبديد للاحلام. لم ترتقي لتطلعات الشباب المثقف ولم تلبي طموحاته وتطلعاته  .

كان الأمل في إصلاحات جذرية جوهرية في مقدمتها وعود وإقرار باقتلاع جذور الفساد وتغيير الأسماء والأعيان التي ثبت موتها سريريا و وفناؤها دماغيا , كان الأمل في العفو عن سجناء الرأي والسياسيين , وفتح صفحة جديدة تقوم على قض ونقض الجدار العازل بين الملك وأبنائه وإعطاء الرأي الآخر حقه دون تقزيم وتقليم وفتح لباب النقد دون تهشيم وتهميش , كان الأمل في دعم العقول النيرة بدلا من دعم الانديه الرياضيه , منح الأراضي بدلا من دعم الصندوق العقاري ,

لن يكون هناك إصلاح حقيقي ولن يخمد الفوران والغليان إلا بإصلاحات جذرية في مقدمتها وقبل إصدار أي قرار محو الأسماء وإقالة الأعيان التي تسلقت على أكتاف أسماء الآباء وأفعال الأجداد . ولن يكون هناك إصلاح ما دام السد المنيع مستمر في تشييد اطنابة وترميم بنيانه وتوطيد اركانه بين الملك وشعبه . فلن تأتي القرارات بنتائج حيه وسليمة ولن تترجم إلى واقع ملموس وفعل محسوس و لن تصل إلى مستحقيها ولن ترى طرف شعاع النور ما دامت الأعيان هي الأعيان والحجاب قابع لا يزال ..

قبل الحديث عن أي إصلاح لا بد من القيام بتغيير البطانة برمتها الصالح لصمته والطالح لفساده والحاشية باكلمها التي ما فتئت تتخبط في اخاطئها وتدمدم اغلاطها وإعادة هيكلة لها من جديد , كلي أمل وان كان ضئيل أن تحدث إصلاحات وتغييرات جذرية قبل أن تقع الفأس بالرأس , ونصرخ في الوقت الضائع وقتها لن يبقى سوى ركلات الترجيح ,,,,,,
تمنياتي لوطني بالاستقرار ,,,,,,,,,,,,,,,,

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !