هل ما قدمه حسن نصر من صور و معطيات يعتبر دليلا ماديا و قطعيا على ضلوع إسرائيل في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ بالتأكيد لا، هو بنفسه أقر بذلك في آخر حديثه المطول، غير أن الأكيد هو أن قراءة حسن نصر الله للمعطيات و القرائن المعروضة و توليفها و الربط بينها لجهة الاستدلال على تورط إسرائيل تبدو منطقية نوعا ما و مقنعة خاصة لمن لهم القابلية، لكن، هل سيقتنع تيار 14 آذار و خاصة تيار المستقبل بالقرائن المقدمة و هل ستتجه بوصلة الاتهام لإسرائيل بدل سوريا و حزب الله؟ نقلا عن الموقع الكتروني لتيار المستقبل وصف عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش القرائن التي قدمها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرا لله بالضعيفة جداً وغير مقنعة، لافتاً إلى انه كان ينتظر الكثير من المعلومات والوقائع والقرائن الجدية التي يمكن إن تقدم اتهاما جدياً للعدو الإسرائيلي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأن هذا العدو قادر فعلا على القيام بمثل هذه العمليات، قناة المستقبل الإخبارية و في اتصالها لخبير قانوني قال ما مفاده أن كلام نصر الله كلام سياسي أكثر منه قانوني و أن المعطيات لا ترقى إلى قرائن قطعية بقدر ما تساعد هيئة التحقيق ........
بالتالي فأطراف الموالاة كما كان يطلق عليها ستسلك إتجاهبن، الأول عدم الانسياق وراء فرضيات حزب الله من خلال التشكيك في الأدلة التي قدمها نصر الله و تبخسيها، و الاتجاه الثاني هو عدم التصعيد مع حزب الله خاصة مع إمكانية صدور قرار ظني يتهم أفرادا من حزب الله و اتجاه أطراف عربية كسوريا و السعودية للحيلولة دون استصدار القرار لما له من تبعات قد تنسف المشهد السياسي اللبناني و تدخل لبنان في دوامة الصراع السياسي و الطائفي من جديد.
القراءات التحليلية لحديث نصر الله ستتوالى، و سيكون بالتأكيد لقائه الصحفي مادة خصبة للصحف العربية و القنوات الإخبارية، كما أنه من المنتظر أن يعلق الجانب الإسرائيلي على الحديث و أن يفند اتهامات نصر الله، لكن على الجانب الاسرائيلي أن يقنع شعبه الذي قد يذهل من المعطيات و القدرات التقنية التي أبانها حزب الله في كشفه للتحركات الجوية و الاستطلاعية للإسرائيليين و التي تسببت في فشل الكوموندو الاسرائيلي في عملية الانصاري التي قتل فيها 12 من جند العدو ....، قدرات تثبت أن حرب حزب الله ضد اسرائيل ليست ميدانية فقط بل هي أيضا حرب استخبارية و الكترونية ........
التعليقات (0)