مواضيع اليوم

قراءتي الخاصة في ماضي وحاضر ارتريا !

ادريس حسن يعيدي

2012-09-11 18:56:14

0

 قراءتي الخاصة في ماضي وحاضر 
ومستقبل لارتريا
اقدم لكم قراءة تارخية نقدية تحليلية فاحصة ذات الابعاد الاصلاحية والتصحيحية .قراءة التي تقف عند نقاط القوة تثمنها ونقاط الضعف تعالجها. قراءة تقوم علي فهم الماضي كما هو بحيادية وموضوعية وبناء الحاضر علي ارث الماضي ورسم المستقبل من خلال مؤشرات الحاضر هذا النوع من القراءة لا تفسر الحدث علي أنه صدفة محضة ولا تعطي اهمية للاساطير وتقوم بتحليل العناصر لتعرف الاسباب والنتائج لتستخلص الدروس والعبر وما اكثر هذه الدروس في الحياة . اخواني ابناء الوطن اقدم لكم قراءتي الخاصة في ثلاثة مواضيع:
قراءة في الماضي التاريخي.
قراءة في الحاضر المعاش.
قراءة في المستقبل المأمول.
قراءتي الاولي:
ارتريا لم تعش ولا تعرف بحدودها الراهنة الا بعد الاحتلال الايطالي في هذه البقعة من الارض.بينما جاء المستعمر وجد الشعب الارتري علي شكل قوميات متنوعة كل واحدة تعيش تحت سلطته التقليدية .الايطاليون هم الذين رسموا الخريطة الحاليه لارتريا علي حسب مصالحهم واهوائم بما هو عليه الان ثم تمسك الارتريون علي هذه الخريطة واقاموا فيها دولة ارتريا وهي دولة حديثة تأسست وتكونت فوق ارض ذات اهمية استراتيجية بالغة الخطورة بالغة الحساسية وغاية التعقيد كان الشعب الارتري موجوداً وحاضراً علي هذا الارض قبل ان تسمي ارتريا بهذا الاسم .كانوا موجودين بكل اعراقهم وثقافاتهم . كانوا متنوعين يعيشون كمجموعات مستقلة كل مجموعة في منطقتها الخاصة بها و كل مجموعة مختلفة عن الاخري بخصوصيات ثقافية وعادات وتقاليد موروثة .
لكن دخلت هذه المجموعات بكل قومياتها وثقافاتها واعراقها واديانها وانتماءاتها وايدولوجياتها فاصبحوا كلهم بلاستثناء تحت ظل دولة ارتريا.
ومن هذا الفسيفساء المتعدد الالوان والثقافات تكونت ارتريا الحديثة ودخلوا كلهم في اطار دولة واحدة .منذ ميلاد دولتهم الجديدة من اول يوم واجهتهم صعوبات ضخمة وتحديات كبيرة.بسبب موقعهم الاستراتيجي علي خريطة العالم. هذا الموقع دائماً وابداً يسيل لعاب كل طامع يريد السلطة والنفوذ ويريد المال والسيطرة .
اول تحدي واجهتهم احتلال القوي الاجنبية المتمثلة بالاستعمار الاوروبي والقوي الاقليمية المتمثلة بالاحتلال الايثيوبي. سواء كان اجنبياً او اقليمياً كان اختيار الشعب الارتري استرداد ارضهم بالقوة عملا بمقولة ما اُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة اهم سؤال الذي كان يشغل بال قادة الثورة كيف نخرج المحتلين من بلادنا ؟وكيف نواجههم ؟ اختاروا النضال واشعلوا ثورة شعبية عارمة .
بكل فخر واعتزاز نجح الارتريون علي هذا الامتحان وضربوا اروع امثلة علي النضال والثورة والمثابرة والبطولة والانعتاق من نير الظلم والاستعمار وحرروا بلدهم واخرجوا كل الأعداء رغم أنف الاقوياء والكارهين والشامطين وأعلنوا استقلال ارتريا بإستفتاء شعبي وارتسمت في وجوه الارتريين جميعا فرحة عارمة وانفتح أمامهم آمال عريضة هذه هي قراءتي الاولي اخرج من هذه القراءة بمعادلة بسيطة جدا تلخص القراءة الاولي: (مجموعات متعددة وقوميات مختلفة كل واحدة كانت تحكم نفسها بدون تدخل احد + جميع مناطقهم مرتفعات سهول سواحل= ارتريا الحديثة) 
قراءتي الثانية :
أصبح الشعب الارتري من بعد الاستغلال امام واقع جديد وامام عهد جديد يختلف جذريا من العهد السابق هذا الواقع الجديد له متطلباته وتحدياته وافكاره ورجاله وشخصياته 
في هذه المرحلة وقف الارتريون امام تحدي من نوع آخر تحتاج امكانات ومهارات وشخصيات أخرى تعي وتفهم هذه المرحلة بكل اخطارها وفرصها . وخاصة تحتاج الي شخصيات تعرف تدير اللعبة في احلك الظروف وتتخذ اصعب القرارات في اصعب المواقف وتتمتع ببعد النظر وعندها كارزمة ظاهرة وقد تمتلك سيطرة وحنكة وقدرة ومهارة 
هذه التحدي كانت هي بالضبط إشكالية بناء الدولة وأزمة إرساء الحكم وكيفية بناء مؤسسات وطنية وقد برز امامهم اسئلة كثيرة جدا تشكل تحدي بالنسبة لهم وهي كيف نبني دولة جديدة ؟ وكيف نحكم شعب مختلف عرقيا دينيا ثقافيا؟ وما هوالطريق الانسب لبناء مؤسسات فاعلة تلبي احتجاجات كل مواطن بجميع شرائحه ومكوناته ؟
لكن للاسف الشديد قد دخلنا في هذه المرحلة الخطيرة الصعبة التي كانت تحتاج الي حسابات دقيقة وتخطيط سليم لوضع اسس جديدة بنفس الشخصيات التي قادت الثورة ثلاثة عقود وبنفس كوادر فترة إبان النضال الثوري وبنفس الافكار والاليات ولم يختلف شئ حتي طريقة التفكيروالعقلية السائدة هي هي ولم يعطوا الاهتمام بميثاق يجمع المواطنين واعتقدوا بسداجة وعفوية ان المواطنة تكفي لتأسيس دولة . ولذلك دخلوا في هذه المرحلة بدون عقد اجتماعي ملموس وبدون اسس متفق عليها وبدون مواثيق مبرمة فيما بينهم لحفظ حقوقهم الاساسية وخصوصياتهم العرقية والثقافية والدينية ليتم حفظ التوازن الداخلي للمجتمع ليعرف كل مكون ارتري ما عليه من الواجبات تجاه اخوانه وما له من الحقوق.
ولم يكلف علماؤنا وقادتنا السياسين انفسهم عناء البحث عن الاسئلة الكبيرة الاساسية لبناء الدولة وهي كيف نحكم ارتريا ؟ وما هو السبيل الانسب لكيفية حكمها؟ وكيف نبني دولة ذات مؤسسات فاعلة؟ ولم نكلف انفسنا بدراسة مكونات الشعب وثقافاتهم وكيفية دمجهم مع ثقافاتهم في الدولة الحديثة ولم نفتح المسطور ولا دخلنا في خبايا ومغارات المجتمع الارتري ولم نفكر في اجابة هذه الاسئلة والاجابة عليه ضرورية لمن يريد تأسيس دولة جديدة من اعراق مختلفة متباينة وهذه الاسئلة هي:
ما هي الاشياء التي نختلف فيه؟ وما هي اولية كل مكون ارتري؟ وما طموحه؟ و كيف نجد صيغة مثلى للحفاظ علي التوازن والامن الداخلي للمجتمع ؟ وكيف نجعل تنوعنا عامل بناء واستقرار؟ وكيف نجد طريقة يحافظ فيها كل مكون ارتري علي خصوصياته الثقافية والدينية؟ الاجابة علي هذه الاسئلة تسّهل علي المفكرين والساسة ابداع طريقة جديدة للحكم .واسلوب جديد للممارسة
انا في نظري الخاص اشبه الدخول في هذه المرحلة بهذه البساطة والارتجالية كالدخول في محيط متلاطم الامواج بدون امكانيات ومهارات اللازمة للغوص وليس عندنا قدرات كافية للتعامل مع المحيطات وامواجها المتلاطمة وعواصفها العاتية ؟ السؤال الذي اطرحه اين وصلنا الان؟ واين موضع قدمنا في الوقت الراهن؟ جواب هذا السؤال يحكيه الواقع بكل شفافية الان كل شئ عياناً بياناً لا يخفي شئ ظهر المستور وطفح الكيل كل اصبح علي السطح لقد اصبحنا مختلفين في كل شئ ليس عندنا مبادئ متفق عليه ما اراه انا مبادئ وثوابت تحمل عند الاخرين وجهة نظر يحتمل الاخذ والعطاء كل شئ قابل للنقاش فاصبحت الثوابت عندنا كطرق تفكيرقابل للتغيير. 
انظروا ازمة الهوية والنقاشات الحاصلة فيه هل هي عربية ام افريقية؟ وايضا تعرفون في الانتماء جدل طويل وعميق منذ عقود وتعددت دوائر الانتماءات ونرى كل يوم بأم اعيننا صعوبة انسجام الاثنيات بثقافاتها وخصوصياتها مع بعضها البعض.
وايضا تعرفون الاختلاف في اللغة الرسمية في البلد هل هي عربية ام تقرينية؟ وان سؤال اللغة الرسمية دائماً موجود في الاجندة منذ بواكير ميلاد ارتريا .
وكذالك ليس ببعيد عنا ما يجري اليوم من الحوارات في اروقة مؤتمرات المعارضة حول نظام الحكم الامثل الذي يناسب البلد هل هو مركزية ام لا مركزية؟ . 
انظروا حتي اختلفنا في الدستور لمن تكون السيادة للشريعة ام علمانية ؟ ولم نقف الي هذا الحد بل ذهبنا ابعد من ذالك رجعنا الي المربع الاول رجعنا الي عهد القوميات العرقية عهد ما قبل تكوين ارتريا. الان نرى ونسمع احياء النزعات القبلية والطائفية من جديد وايجاد كيانات عرقية ثقافية متناحرة في الساحة الارترية .
للاسف نحن في هذه الحالة نسرّع الخطى نحو التفتيت والتفكيك وتجزئة المجزء الي اجزاء صغيرة وهذا يؤدي الي اضعاف مفهوم الوحدة وانكماش دور الدولة .
لكن انا اريد ان أصنف الواقع الموجود حاليا علي الارض في ثلاثة تيارات مختلفة ومتباينة وان الثقة فيما بين هذه مفقودة هي 
التيار الاول:
الحكومة: وهي حكومة استبدادية جامدة متحجرة تخاطب شعبها بنفس اللغة التي خاطبت بها يوم الاستغلال دولة تتخبط كالاعمي تائهة خرجت عن الخريطة ولا تمتلك بوصلة لتحديد مسارها ولا خريطة لتحدد بها اهدافها تراهن وتعلق آمالهاعلي عوامل لادخل لها لارادة الشعب لا في صنعها ولا تشكيلها ولا حتي تأثيرها وهي في تسابق مع الزمن.
استطيع اشبه الحكومة بكل بساطة علي جواد بلا لجام ولا زاد يجري في صحراء قاحلة لا يرى فيها شجرا ولا حجرا لا يعرف لماذا يجري؟ ولا اين ينتهي به الجري؟ وبمرور الوقت تضعف قوته ليصيرهزيلا ويستمر في الانهيار حتي يموت ويتلاشي.................
فان هذه الحكومة عاجزة عن فعل اي شئ لصالح بلدها وشعبها لا حول لها ولا قوة .
فانها اذا اصبحت فلاتنتظر المساء واذا امست فلا تنتظر الصباح هذا بالقطع وضع حكومة بائسة وما اتعس هذه الحكومة ومن يقودها ................ 
التيار الثاني:
المعارضة : وهي لا تختلف حالها عن حال الحكومة واثخنها وافعدها جراح الصراعات الداخلية في داخل صفوفهم لان في صفوفهم الصالح والطالح وتعددت مشاربهم
فاصبحوا مكبلين عاجزين عن الحركة واعلنوا افلاسهم واسلموا زمامهم للقدر او للصدفة لحل قضاياهم . لاناغلب كوادر المعارضة يلاحظ عليهم وان عمرهم الافتراضي قد انتهي فعلا.وان سلوكياتهم وطريقة تفكيرهم هي رجعية تماما عاجزة عن ابتكار حلول جديدة واخراج الشعب من المعانات بل استطيع اقول للمعارضة انها عالة علي الشعب.
اذن فاصبح شغلهم الشاغل متابعة كل صباح ومساء الشريط الاخباري في القنوات الاخبارية هل الحكومة الارترية سقطت ام لم تسقط ؟
لسان حالهم يقولون ها قد عجزنا يارب ننتظر نصرك العظيم . 
التيار الثالث:
الشعب : هو المسكين الحائر التائه بين الحكومة الاعمي المكبلة بالاغلال تخْبطه خبط عشواء وتداس الصالح والطالح منهم لانها اعمي وبين المعارضة الضعيفة الهزيلة التي لا حول لها ولاقوة .
هذا الشعب الابي الشهم الذي قاد اطول نضال في افريقيا وواجه اعتي قوة وكسرعنقها وداس عليها.
هذا الشعب الذي دفع كلما يملك من الطاقات البشرية والمادية واخرج الحرية بالقوة واعلنها امام مراى ومسمع من العالم.
اخواني الاعزاء : اطرح عليكم هذا ىالسؤال ما هوحال هذا الشعب اليوم ؟
جواب هذا السؤال ان الشعب الارتري اليوم حاله يغني عن السؤال تحول الي لاجئين ومهاجرين في جميع بقاع العالم.
قدرههم الموت في الاسلاك الشائكة في حدود الدول وبطون المحيطات واصبح نسيبهم الموت جوعا في الصحاري والبراري .والادهي والامر تمّلكهم اليأس والاحباط حالهم واضعين ايديهم في خدودهم ونظرهم في السماء .
هذه هي قراءتي الثانية: اخرج من هذه القراءة بمعادلة بسيطة تفسر المرحلة (تأسيس ارتجالي بدون البحث عن كل الخيارات وعدم الاهتمام بسؤال كيف نتعايش مع اختلافنا + ووجود اختلافات ثقافية دينية عرقية بين المكونات + حكومة دكتاتورية تعتمد علي القوة البوليسية = ادي الي الوضع الراهن مع التيارات الثلاثة المشروحة سابقا )
قراءتي الثالثة الاخيرة :
الان نحن عرفنا الواقع وشخصناه بدقة وحللناه بعمق لكن ماوهو المستقبل الذي ينتظرنا؟ وكيف نقرأ ونفهم هذا المستقبل؟ وبأي طريقة نحدد معالمه؟ فان دراسة المستقبل ذات اهمية قصوى وخاصة في حالتنا نحن لان المستقبل لايأتي من فراغ بل هو نتاج الواقع ومجهوداته. والحاضر يعطي المؤشرات لما يكون في المستقبل .
اذا استمر الواقع الراهن الذي صورناه في القراءة الثانية كما هو. في وضعه الحالي ولم يطرأ عليه شئ يغير اتجاهه ويبدل مساره.فانني اتوقع من خلال ملاحظاتي التحليلية وقرآءاتي المستقبلية ان يحدث في المستقبل واحد من ثلاث سيناريوهات وهذه السيناريوهات الثلاثة كلها محتملة وممكنة وهي 
السيناريو الاولي:
هو ان تأتي حكومة قوية او نظام قوي سواء كان هذا النظام من حزب واحد او تكتلات متحالفة او قومية مسيطرة .المهم اتوقع في هذه السيناريو حكومة قوية تحكم الشعب مباشرة دون وضع الاليات الضرورية ودون بحث النظام الامثل الذي يناسب الشعب الارتري ودون فهم التركيبة السكانية المتنوعة ودون فهم الخصوصيات الثقافية . وقد تباشر تطبيق حكمها مباشرة كما حصل في السابق بعد الاستقلال.
واكيد ان مثل هذه الحكومة تصطدم بجدار الواقع الفولاذي الذي لا يرحم وتضطر باستخذام العنف والاستبداد للحفاظ علي سلطانها ودوام بقاء عرشها دائما وابدا وفي هذه الحالة للاسف الشديد سيعيد التاريخ نفسه بطريقة اخرى ربما اعنف وستعود الدكتاتورية بثوب جديد وترجع اقوى مما كانت وهذه المرة ايضا ترجع شابة فتية يافعة وسيعيد دولاب التاريخ نفسه وسيرجع الواقع الذي نعيشه اليوم . هذا الاحتمال وارد ولا يمكن استبعاده ابداً.في ظل الظروف الراهنة . 
السيناريو الثاني:
هو ان تأتي قوى متكافئة في القوة.فقد تشكل الحكومة في البلد سواء كانت هذه القوى من الاحزاب او من التكتلات المتحالفةاي كانت .
كل قوة لا تستطيع ان تلغي ام تغلب قوة اخرى ولا تسطيع تنفرد في الساحة ولا يستطيعون تشكيل حكومة ائتلافية بسبب الخلافات والصراعات البينية وكل واحدة من هذه القوى تفكر في مصلحتها فقط وستدخل في صراعات تافهة لا تسمن ولاتغني من جوع وفي هذه الحالة تسود التوترات والنعرات الطائفية ربما تطور الامور الي ما لاتحمد عقباه.
هذا الاحتمال هو الذي نعيشه حاليا في اوساط المعارضة اذا جاؤوا بديلا للحكومة الحالية في حكم البلد في نظري سيقعون تحت هذا السيناريو مالم يغيروا عقليتهم واسلوبهم في ادارة الامور. بالله عليكم كيف يحكموا دولة بكامل مؤسساتها وبكل مكوناتها و هم لم يستطيعوا حكم انفسهم في المنفي مع انهم قلة قليلة من الشعب ؟وعلي كل حال احتمال وقوع هذا السيناريو كبير .
السيناريو الثالث:
وهي ان يستفيد كل مكونات الشعب الارتري ورموزه السياسية والفكرية عن كل شئ حصل في ارتريا ونأخذ عبر ودروس وان يعكف زبدة مجتمعنا من العلماء والمفكرين والسياسين للبحث والدراسة والتحليل في جميع المجالات نقرأ تاريخنا للاستفادة منه ونقرأ الحاضر بدقة علمية ونفهمه كما هو بدون مبالاغات ونعيد حساباتنا في كل شئ ونضع مصلحة بلدنا قبل كل شئ وفوق كل الاعتبارات ونعيد ترميم البلد علي اسس جديدة.
لكن برؤية استراتيجية بعيدة المدى كل هذا لنتجنب المخاطر المحتملة قبل وقوعها والتهيؤ لمواجهة التحديات بالتخطيط العلمي والحيلولة قبل ان تقع الفأس علي الرأس وابداع حلول مبتكرة ومسارات جديدة تلبي طموحات جميع المواطنين .
اهم شئ في هذه المرحلة وضع مواثيق وقوانين صارمة تحفظ الحقوق وترعى الخصوصيات وتضمن مشاركة كافة شرائح المجتمع حتي نبني مستقبل زاهر ينعم في ظله جميع ابناء الوطن بلا استثناء نؤسس دولة تمتلك بوصلة دقيقة وخريطة واضحة لا تخطؤه العين :::::
نماذدج من تجارب الامم:
يجب علينا ان نستفيد من تجارب الاخرين لان التجارب ملك للبشرية نحن لسنا أول دولة تتكون بهذه الطريقة وبهذا التنوع الكبير وبهذه الاعراق المتباينة وبهذه الاديان المتعددة . نحن دولة مثل دول كثيرة عبر التاريخ . ولا يعجزني ضرب الامثلة لان هذا النوع من الدول كثير منذ الازل الي اليوم فأنا اجد من خلال قراءتي للتاريخ والحضارات من دون عناء دول تكونت من امم واديان مختلفة وقوميات وثقافات متعددة لكن في فترة التاسيس ومرحلة بناء الدولة حكمها رجال عظماء ساسة بارعين يتمتعون ببعد النظر وسعة الافق وقوة التحمل والكفاءة العالية ويمتلكون الجراة الغير عادية وشجاعة محسود عليها لاتخاذ القرارات الصعبة وتجاوز المحن والمطبات وساعدهم علي ذالك العلماء والمفكرين في جميع المجالات لوضع الدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبحوث الميدانية .
هاؤلاء الساسة والعلماء كرسوا حياتهم لنهضة امتهم وبناء دولتهم و استطاعوا تحقيق الامل المنشود وتربعت دولهم في اعلي هرم القوة والسلطان في الارض بل بعضهم حكموا العالم باسره . 
وفي المقابل وجدت دول ذات اعراق وثقافات واديان مختلفة حكمها في بداية التاسيس لسوء حظها رجال ضعفاء طائشين وساسة غير محنكين ينقصهم بعد النظر والقراءة الدقيقة للمستقبل ويفتقرون الجرئة اللازمة للإتخاذ القرارات الصعبة وفي نفس الوقت علماؤهم ومفكريهم ليسوا علي مستوى مسؤولياتهم او لم يجدوا من يسمعهم من الحكام او وجدوا الصدود والاعراض والرفض والاضطهاد من السياسين وجدت مثل هذه الدول دول متخبطة ارتجالية ليس لها بوصلة واضحة وهذه الدول تنتقل من سئ الي اسوأ وتدخل في الاغلب في الصراعات الداخلية و أتون الحروب الاهلية التي تقلل رصيد الوطنية وتضعف وتفكك الهوية وتقلص دائرة الانتماء ويسود فيها التوتر والقلاقل وتظهرفيها اصوات تطالب الانفصال من هنا وهناك وفي النهاية لا محالة تنقسم مثل هذه الدول الي دويلات ضعيفة بدل ما كانت دولة واحدة قوية. هذا المثل اقرب لواقعنا في ارتريا .
وكذلك نجد في التاريخ امثلة اخرى بدون عناء دول حكمتها طوائف متعددة واعراق مختلفة لم يستطيعوا ان يبنوادولتهم بسبب الخلاف والصراع فيمابينهم واغرقوا بلدانهم في الحروب الاهلية تحت مسميات مختلفة والنتيجة واحدة وهي الحروب الاهلية التي تحصد البلاد والعباد اطرح علي قارئ الكريم هذه الاسئلة نحن الارتريون اين من هذه التجارب؟هل نحن اقرب في التجربة الاولي او في الثانية او في الثالثة؟ 
ٍ
ما هي الخطة المستقبلية لاخراج البلاد
من الحالة الراهنة؟
الان عرفنا المستقبل وحددنا معالمه وقرأنا مؤشراته واستنتجنا ثلاثة سيناريوهات المحتملة .
لكن كيف نواجه هذا المستقبل المجهول ؟ وماهي الاسلوب الامثل لمواجهة التحديات القريبة او البعيدة ؟ وكيف نتهيأ ونستجمع قوانا وطاقاتنا لمواجهة المشكلات واكتشافها قبل وقوعها ؟ وكيف نقوم من جديد علي اسس جديدة؟ وكيف نبني دولتنا المنشودة ؟ وماهوالحكم الانسب لنا ولوطننا ؟ وكيف نؤسس الحكم الرشيد في بلدنا ؟ كيف نعيد الثقة والامل في انفسنا؟ وكيف نعيد التوازن الاجتماعي بين مكونات شعبنا ؟وكيف نراعي ونحافظ علي خصوصياتنا الثقافية وموروثنا الاجتماعية؟ كل هذه الاسئلة مطروحة امامنا الامتحان بالنسبة لنا مكشوف ونعرف تماما اسئلة الاختبار. وليس امامنا الا ان نبحث الحلول الصحيحة المناسبة لكل سؤال.حتي نضع الاجابة الصحيحة في المكان الصحيح.
يتوجب علينا من الان ان نفتح عيوننا ونقرأ ونفهم ونعي ونلاحظ كل ما يحيط بنا فلابد ان نتحسب للمستقبل الف الحساب ونعيد حساباتنا بطريقة علمية محضة حتي ننجح كما نجح غيرنا.
يا جماعة نحن بشر لا نختلف ابدا عن الذين نجحوا في هذه الحياة واسسوا دولهم وحكوماتهم من لاشئ وطوروها حتي اوصلوها الي اعلي سلم الهرم علي مستوى العالم وحالهم قبل التاسيس نفس حالنا لا يختلفون عنا ابدا هم بشر مثلنا لكن فكروا وخططوا ثم نجحوا نحن كذالك سننجح ان فكرنا وخططنا مثلهم لان النجاح يصنعه الانسان بالجد والاجتهاد والعمل الدؤوب والتضحية المقرونة بالصبر والمثابرة .
انا عندي يقين لا شك فيه سننجح ونتجاوز هذه المرحلة ان شاء الله لكن حتي نتجاوز فلابد ان نبذل اقصي جهدنا لقراءة فاحصة دقيقة لتاريخنا وواقعنا ونحلل وندرس جميع الاحتمالات ونضع السيناريوهات الممكنة ونقرأ ونشخص كل السيناريوهات المستقبلية والاستعداد التام لاي طارئ في اي وقت من الاوقات ونفترض حل ناجع لكل سيناريو محتملة 
كل هذه الاحتياطات المبنية علي الدراسة العميقة والتخطيط الدقيق والتفكير السليم لكي نجب بلادنا من المخاطر والخسائر المتوقعة حتي تكون امورنا مخططة مدروسة بشكل جيد. لاننا في عصر العلم التخطيط .
اذا اردنا بحق ان نتجاوز هذه المرحلة الحرجة ونتفادي مخاطر المستقبل. فلابد ان يقعد الساسة والمفكرين مع بعضهم ويفكروا معا لمصلحة البلاد بفكر منفتح.
كل هذه الجهود لكي نبحث المستقبل بطريقة علمية انطلاقا من معلومات الماضي ومعطيات الحاضر و من ثم تجميع جميع الافكار التي تساعدنا في حل مشاكلنا 
واعطاء الاولوية للبحث الدقيق و الدراسة العميقة عن مكونات المجتمع وكيفية تعايش الثقافات والاعراق بامن وسلام في ربوع ارتريا دائما وابدا .
و ايضا العكوف علي وضع وثيقة وطنية تحمي وتحافظ علي الوحدة الوطنية ووضع اسس استراتيجية قائمة علي التخطيط الدقيق الذي ياخذ في الحسبان كل المشاكل والعواقب التي واجهتنا في السابق ونضع حلول وعلاجات الناجعة لكل مشكلة بند ببند خطوة بخطوة بدون استعجال لاننا نريد حلول استراتيجية بعيدة المدي لا مجال للاستعجال ابدا.
واقامة حوار وطني بنّاء بمشاركة كل القوى الوطنية السياسية منها والمدنية علي السواء. حتي نؤسس لعقد اجتماعي متفق عليه بين فئات الشعب .
س ويجب علينا اعادة التفكير بنظامنا الحالي ونبحث بنظام انسب واحسن لحكم شعبنا وهذا النظام البديل هو نظام لا مركزي دستوري ياخذ مرجعيته من الدستور حتي الوحدة الوطنية من التصدع في المدي البعيد وحتي نضمن حفظ الخصوصيات الثقافية والعرقية لكل مكون ارتري. وحتي نحمي المجتمع من المشاكل والصراعات الداخلية التي نحن غني عنها.
لان هذا النظام اثبت نجاعته في دول مثل دولتنا ذات الاعراق والثقافات المختلفة.
في هذه المرحلة الخطيرة لا تنفع لغة التهديد والوعيد ولا العنحهيات ولا العنتريات ولا تخوين الاخرين ولا خطابات عرقية. ولا لغة نحنا.
المهم في هذه المرحلة العقل.......والحكمة.... والتخطيط .............والحوار.......والعمل الدؤوب......... الجدية .............المهنية ................التشاركية ..........التصالحية .
شكرا لكم 
بقلم ادريس حسن يعيدي 
yaqiidi@yahoo.com بريد الالكتروني 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !