قراءة موضوعية في خطاب المرجع الصرخي.
الإسلام دين التعقل والتفكر والنظر والتدبر والبحث والتحليل والدليل والأثر العلمي، دين التحرر من الجمود والتحجر والانغلاق، والتحرر من قيود وأسر التبعية العمياء والعكوف على ما عكف عليه السابقون من الآباء والرموز الكهنوتية وان كان مخالفا للدين العقل والمنطق والإنسانية، والشواهد القرآنية والنصوص الشرعية التي تؤكد على ذلك كثيرة ومستفيضة.
بالرغم من ان القرآن الكريم نهى عن ظاهرة "هذا ما وجدنا عليه آباؤنا"، وقضى عليها إلا أنها عاودت للظهور، ولكن بصورة مختلفة عن السابق، والاختلاف في تطبيقاتها أو متعلقاتها، عادت بصورة اخطر، ففي الماضي كانت المجتمعات تعكف على ما عكف عليه آباؤها من الشرك والوثنية دون نظر ولا تفكر ولا تدبر، أما اليوم نجد الكثير من المجتمعات وخصوصا الإسلامية تعكف على ما عكف عليه آباؤها ورموزها وخصوصا الدينية الانتهازية من قضايا عقدية وتاريخية ومواقف وطروحات وثقافات تخالف الضرورات الدينية والعقلية والمنطقية والأخلاقية والإنسانية والحضارية، فالظاهرة هنا اخطر وأقبح لأنها مؤطرة بإطار ديني، ومحاطة بهالة من القداسة والعصمة المزيفة، يحترق كل من يقترب منها أو يحاول النظر والتفكر والتدبر فيها وعرضها تحت مجهر البحث والدراسة والتحقيق والتحليل العلمي الموضوعي الحيادي، وازداد الخطر وتعاظمت المصيبة عندما سادت هذه الظاهرة بين الأوساط العلمية والتخصصية من علماء ورموز ومحدثين ورواة وباحثين ومحللين ومؤرخين، فتوارثت المجتمعات الإسلامية ثقافات وأيديولوجيات وسلوكيات هجينة عن جوهر الإسلام، بل حتى عن ظاهره، وظلت أسيرة لها وقابعة عليها، فكان لها تداعيات وآثار ونتائج كارثية على واقع المسلمين، بل البشرية عموما،وأخطر تلك التداعيات هي عندما تحولت تلك الثقافات من دائرة النظرية إلى دائرة التطبيق وتحولت إلى سلوك وعمل ومواقف أستُبيحت من خلالها الأوطان والدماء والأعراض والمقدسات.
من هنا برزت وتبرز الحاجة الضرورية الملحة إلى إعادة النظر في موروثنا الفكري والثقافي وخصوصا الإسلامي الذي لا يخلو من الدس والتزييف والوضع والكذب، ولكي تكون عملية إعادة النظر مثمرة ومنتجة لابد من التحرر من ظاهرة "هذا ما وجدنا..."وتحطيم صنميتها بواسطة معول التعقل والتفكر والنظر والتدبر واعتماد المنهج العلمي الموضوعي المعتدل في الدراسة والبحث والتدقيق والتحقيق والتنقيب والتحليل والتقييم والتمييز والفرز، وهذا ما تمسك ويتمسك به ويدعو إليه المحقق العراقي العربي الصرخي الحسني في خطاباته وبياناته ومواقفه، وهو واضح وجلي في سلسلة المحاضرات التي ألقاها ويلقيها سماحته والتي تقع تحت عنوان "تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي" والتي شكلت عاصفة علمية فكرية تغييرية بل (إعصار) أطاحت بعروش وبروج من الموروثات السرطانية، والأفكار المسمومة الدخيلة، وأصنام الجهل والتقديس والعصمة المزيفة التي تعبد من دون العلم والفكر والنظر.
محاضرات تجاوز فيها الخطوط الحمراء، فراح سماحته يغوص في أعماق التأريخ وسبر أغوار الماضي ليميز الطيب من الخبيث، والغث من السمين، والصالح من الفاسد، والصحيح من المدسوس والموضوع والمكذوب، كاشفا عن الكثير من الحقائق والقضايا التي تم تغيبها عن جهل لعدم اعتماد المنهج العلمي الموضوعي، أو غُيِّبت عن علم وعمد من قبل تجار الدين ضمانا لبقائهم وتحقيقا لمصالحهم الشخصية وأجنداتهم الشيطانية.
قضايا وحقائق وثقافات وسلوكيات في هذا المذهب أو ذاك، وضعها المحقق الصرخي تحت مجهر التحقيق العلمي، وضع فيها النقاط على الحروف وأزال عنها الغموض، ورفع الغبار الذي نثرته عليها رياح الجهل والطائفية ، فكانت أولى المحطات قضية المختار الثقفي التي يعتاش عليها منتحلو التشيع، ثم محطة الغلو، ومحطة خط التكفير الشيعي والسني، ومحطة مودة أهل البيت وحقيقتها وتطبيقاتها، ومحطة مدعي المهدوية والسفارة والنبوة، ومحطة عدالة الصحابة، ومحطة الطعن بشرف وعرض النبي "أمهات المؤمنين" وسب الصحابة، حيث وقف كالطود الشامخ بوجه هذا النهج المنحرف وكشف عن عورة مرجعيات السب الفاحش والطائفيين.
ومحطة المليشيات والتنظيمات التكفيرية الشعية والسنية، ومحطاته مع شيخ الإسلام ابن تيمية، وغيره من الرموز الدينية السنية والشيعية، والمحطات السياسية والواقع المتدهور الذي يعيشه العراق وشعبه، ومحطة الهوية الوطنية والعروبية، ومحطات الحلول الناجعة والمبادرات الواقعية الصادقة التي طرحها ويطرحها لمعالجة الأزمات ومحطات القراءات الآنية والمستقبلية والتي اثبت الواقع صحتها وتحققها وغيرها من المحطات...
لقد بات المحقق العراقي العربي الصرخي ظاهرة نادرة وضرورة ملحة فرضت وجودها بقوة العلم والأخلاق، والمنهج الوسطي المعتدل، وثبات المواقف المبدئية والإنسانية، وتمامية ما طرحه ويطرحه من رؤى وأفكار وحلول ومبادرات لو أخذت مساحاتها وتم التعاطي معها بايجابية لما وصل الواقع العراقي إلى ما هو عليه ، بل إن ما طرحه المحقق الصرخي يمثل الحل والخلاص لما تعانيه امتنا العربية والإسلامية، ولا نبالغ القول إنها تمثل حلا لما تعانيه البشرية عموما لأنه طرح الحلول للجميع بكل أطيافهم ومشاربهم .
فهل يلتفت العراقيون إلى طريق خلاصهم وإنقاذهم، وهل يلتفت العرب والمسلمون إلى هذه ظاهرة الصرخي النادرة.
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (3)
1 - العراق
حسن ياسر - 2016-09-02 06:55:48
#المرجع الصرخي دعوى تهديم القبور باطلة جزماً \" أتألّم عندما تفجّر وتهدّم مقامات الصالحين والأولياء والسادة ، في صلاح الدين وكركوك ، والمبرر عبارة عن سفسطة وفراغ ولغو ، يقولون إنّك تعبُد القبر وإنّك مُشرك وإنك كافر ، ويقوّلونك ما لم تقل ويتّهمونك بعمل وموقف وعقيدة أنت لم تقلها ولم تصدر منك ولا تعتقد بها !! ، هذه دعوى باطلة جزماً ، هذه تهمة باطلة ، هذا الافتراء باطل ، فإذا بطلت هذه الكبرى تبطل الصغرى \" . مقتبس من المحاضرة الثانية والثلاثين ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي. السيد الصرخي الحسني (دام ظله) 4/ 1/ 2015م http://up.1sw1r.com/upfiles2/4cv37720.jpg
2 - الصرخي مرجع الاعتدال
الاستاذ الحقوقي - 2016-09-02 17:09:00
عند تصدي اهل الجهل والنفاق والفتنه والتحكم في امور العامة من الناس من دون علم ودفعهم نحو الهاويه فليس امام المرجع الناطق بالحق الإ ان يتصدى لهذة الشبهات والظلاله وبكل شجاعة ليكشف المؤامرت التي يقوم بها هؤلاء من ظلم وقبح وفساد ..
3 - مشروع الخلاص
محمد كاظم - 2016-09-02 20:01:49
#المرجعية_العراقية برهنت للجميع بأنها حكيمة وقدوة شماء لنظافة اليد و #الضمير، وقد اثبتت عبر تاريخها بأنها جبلا عراقيا شامخا مثابرا من اجل هذا الشعب المبتلى الذي وجد في سماحتها الأمل المؤمل لمستقبل امثل ولحياة حرة كريمة ولحرية حقيقية لا تشوبها شوائب الادعاء والمتاجرة .