عبد الهادي فنجان الساعدي
الاثنين 13-02-2012
"أن الأفكار التي تؤسس لقيام أية حضارة فاعلة وقوية لابد لها من مجاز وتأويل، حتى وأن اشتطت، لتستطيع أن تجدد روحها كلما تحولت إلى الرتابة والسلفية"( ).
دارت الرسالة المعنونة "الجذور التأريخية للتراث العمراني في البصرة منذ العصور القديمة وحتى الحقبة العثمانية / دراسة تأريخية مقارنة"، حول البيوت التراثية وقد ركزت الباحثة "زينب عبد الله هلال" على البيوت التراثية في مدينة البصرة ، فضلاً عن البيوت التراثية البغدادية وبيتين من كركوك والموصل.
بدأت المناقشة من قبل الدكتورة فريال داود الأسدي (رئيس اللجنة) التي أثنت على الرسالة بشكل جميل يعكس روح الأمومة والحنان المختلط بالرصانة العلمية التي لم تفقدها طيلة فترة التقديم والمناقشة التي أغنت الجلسة بما لديها من خبرة ثرة، كما طلبت أن يضاف بيت تراثي شعبي واحد لبيوت الأغنياء أو السياسيين المتمكنين لأغناء الدراسة بنماذج متنوعة.
أثنى الدكتور إسماعيل محمود السامرائي بشكل مباشر على الرسالة لكونها كبيرة وغزيرة بمعلوماتها ومليئة بالصور والمخططات التي تدل على جهد مضنٍ شديد، كما أثنى على شخصية الباحثة كموظفة، وقد أعترض على العنوان لأنه طويل وبالامكان اختصاره بشكل تقني فضلاً عن تحديد اتجاه المخططات، كما أعترض على التداخل في الجمل الوصفية إذ كانت الباحثة تبدأ الكلام عن وصف المكان ثم تنتقل إلى وصف التفاصيل الأخرى قبل أن تنتهي من وصف المكان الذي بدأت به.
بدأ الدكتور زين العابدين موسى بتقويم الدراسة بشكل علمي، وقسَّم ملاحظاته إلى ملاحظات عامة وملاحظات تفصيلية. أعترض في العامة على العنوان أما في التفصيلية فقد أضاف الكثير من المعلومات التي كان ملماً ببعضها ومطَّلعا على بعضها الآخر لكونه من سكان الجنوب، واخيراً أشار إلى أن الدراسة هي دراسة توثيقية مهمة سوف تحفظ لنا منجزات بنائية تراثية مهمة.
عادت الدكتورة فريال إلى المنافشة وأضافت بعض الملاحظات المهمة، وخصوصاً تاكيدها على الصور والنقوش والزخارف التي اجادت فيها لأنها من اختصاصها الدقيق وقد أكدت في نهاية المناقشة على أن الرسالة وثيقة مهمة بالأمكان الاستفادة منها من قبل الدارسين والباحثين وكل المهتمين بالجانب التراثي.
أخيراً جاء دور الدكتورة فوزية المالكي التي اجابت عن كل التساؤلات التي طرحت من كل اعضاء اللجنة ومناقشاتهم بشكل مختصر إلا أنه اتصف بالمهنية العالية لأنه طرح ضمن اختصاصها واطّلاعها على ظروف عمل الدراسة الصعبة.
لقد كانت توقعاتي في مكانها إذ أن اللجنة لم تستطع أن تجد ثغرة لغوية على الرسالة لأني أطلعت عليها قبل تقديمها إلى لجنة المناقشة كما لم تجد ثغرة تقنية مهمة لأن الدراسة أضنت الباحثة وأتعبتها بشكل تستحقه لكي تخرج الى العالم وهي تضم بين دفتيها ما يحتاج إليه الباحث.
التعليقات (0)