مواضيع اليوم

قراءة في كتاب قصة الخلق للقمني

زين الدين الكعبي

2010-03-09 23:21:12

0

 

وقع تحت يدي كتاب قصة الخلق أو منابع سفر التكوين لسيد القمني ورحت أقبل على هذا الكتاب قراءة وتحليلا ، ذلك أن البحث في مثل هكذا مواضيع يستهوي القارئ الباحث كما يستهوي المتخصص على السواء ، وذلك ليس عائد لطرافة الموضوع مدار البحث بقدر ما يعود الى تلك االحقائق التي كشفها علم الآثار والتي راحت تتقاطع بشكل سافر مع الرواية الدينية بكافة محمولاتها التكوينية سواء عن الوجود وقضية الخلق أو المضامين الأخلاقية والفكرية التي أخذت تشكل الوعي عبر مساراته التاريخية وجدله مع الواقع . 
لقد قرأة هذا الكتاب وأنا أمني النفس بأنني سأجد بالفعل نظرية راح يبشرنا بها القمني في مقدمة الكتاب التي لا تتجاوز صفحة واحدة بقوله : ( وما كشفنا فيه ـ أي في هذا الكتاب ـ إلا نتاج قراءة مقلوبة لأوضاع مقلوبة ورؤيا غير معتادة لرؤى معتادة وربط للأرض بالسماء وتسجيل لأثر القدسي ووحيه الصاعد على معراج حركة المجتمع البشري ) . أنتهت مقدمة القمني في هذه الوريقة بهذه العبارة اليتيمة كما انتهت معها أيضا تدخلات الرجل في مضمون الكتاب بكامله . وإليكم هذه المفاجئة أن هذا( الكتاب قصة الخلق أو منابع سفر التكوين ) هو في الواقع أعادة تحرير بتصرف سيء لكتابي صموئيل كرومر ( الأسطورة . وكتاب من ألواح سومر ) لقد قام سيد القمني هذا المفكر العظيم والباحث النحرير الذي ملئ الدنيا وشغل الناس . بسرقة محتوى هذين الكتابين في أوضع عملية سطو ممكن أن يقوم بها كاتب يحترم نفسه .
إن القمني في كتابه هذا كما في غيره من كتبه وأبحاثه لا يعرفّ بمصادره إطلاقا وهذا يأتي عادة من وعيه الذكي بأن التعريف بالمصدر الذي يرتد إليه أو يعود إليه سيكشف سرقاته ، اذ هو في الواقع يشير الى المصدر بعد أن يقوم بنقل النص بشكل كامل موهما القارئ بأن هذه العبارة أو هذه الفقرة ، يمكن أن يستأنس بها في المصدر المذكور الذي أشار إليه ثم يأتي بفقرة أخرى موهما القارئ بأن هذا رأيه أو تحليله أو استنتاجه أو قراءته ثم نكتشف ان هذه الفقرة تعود الى المصدر نفسه ثم يعود الى الإحالة الى رقم صفحة جديد في المصدر وهكذا على امتداد كتابه في أكبر عملية تضليل يمارسها هذا الكاتب للأسف . ولمزيد من تضليل القارئ فهو يعمد الى آلية أخرى أكثر بشاعة اذ يقوم بالاحالة الى مصادر أخرى لا تمت للموضوع الذي يناقشه بصله مباشرة ، قد يناقش المصدر الثانوي ذات الموضوع ولكن من زاوية أخرى ، كما في كتابنا هذا يستحضر فراس السواح وحسن ابراهيم وعبد العزيز الصالح ونجيب ميخائيل وفاضل عبد الواحد وديورانت صاحب قصة الحضارة فيحيل اليهم علما أنني عندما عدت الى مصادره لم أجد رابطا بين النص وموضوع المصدر وهذا أمر خطير جدا ، إنه فن في التمويه والتعمية المقصودة فكتاب جميس هنري انتصار الحضارة هو بلا شك يتحدث عن ميلاد الحضارة وهو يشير في كثير من أبوابه الى البدايات الأولى لقصة انطلاق الحضارة منذ البدء وهو ذات الموضوع الذي له صلة بموضوع بحث القمني .
أردت في هذه القراءة الموجزة أن أوضح الآلية التي اتبعها القمني في هذا الكتاب الذي شكل لي صدمة لأنني في الواقع كنت احترم هذا الكاتب وقرأت له العديد من كتبه، وكانت تراودني شكوكا كثيرة حيال ما يكتب لكن لم يتوفر لدي الوقت لمراجعتها بغرض التحقق من مصادرها كنت قد عزمت على ذلك خصوصا مع كتابه موسى وآخر أيام تل العمارنة في أجزاءه الأربعة بعد صدوره مباشرة . ولو حدث ذلك لكن فضح هذا الرجل قبل أن يعم خطره وتتناثر كتبه في أربع زوايا الأرض .
لكن قبل الرحيل مع القمني في هذا البحث المثير حول كتابه منابع سفر التكوين ، نريد أن نطل اطلالة سريعة على تلك الإشكالية التي راحت تضغط على وعيه فيما يخص دراساته الاسلامية ونقده الذي يبدو لغير المختصين على شيء من الجدة ، 
إن ما كتبة القمني في الاسلاميات لا يخرج بتصوري عن هذه الآلية التي اتبعها في 
كتابه سالف الذكر إذ لم نجد ثمة إضافات جديرة بالتوقف في كافة نقوله أو شروحه على هذه النقول، التي عادة ما تكون أقرب الى الثرثرات الفجة التي لا ترقى الى روح البحث المغرق في المعرفة في تقصي الحقيقة التاريخية او الصرامة العلمية المطلوبة في مثل هكذا ابحاث . فهو يعمد الى الكتابة السهلة والتي هي أشبه ما تكون بالكتابة الصحافية لا تحمل مضمونا معرفيا يعتد به . إذ هو لا يتفحص مصادره التي يمتح منها ، وكأن هذه المصادر تقول الحقيقة الكاملة ، لذلك تراه ينساق وراء الأكاذيب والافتراءات والتهويمات الاستلابية دون أن يتحقق من مصداقية الخبر أو الرواية ودون أن يعرض بالرواية تلك على المصادر المضادة أو تلك المشككة بصدقية الرواية أو الاضطرابات التي حفت بالرواية من حيث درجة الصحة في بناءها السردي أو من حيث مضمونها النصي أو ما تحيل اليه من واقع سجالي الذي عمقّته حدت الخلافات المعرفية والمذهبية والسياسية . مما أوقع القمني بمراهقة فكرية بشكل موجع وتبسيط فج فيما يخص دراسته الاسلامية تلك .التي ما هي إلا ثرثرات فارغة من المحتوى العلمي الرصين المتبحر الساعي وراء كشف الحقيقة وفلق المعنى وتأسيس الوعي بهما على نحو مغاير لما ساد في الدراسات التاريخية الاسلامية . (أنظر على سبيل المثال دراساته حول حروب دولة الرسول ) ،( وتأسيس الحزب الهاشمي) إن القمني لم يتعرّف على المنهجية الحديثة في الدراسات الاسلامية ، وأزعم أنه لا يستطيع أن يتعرّف عليها لأنه لا يستطيع أن يطيق عليها صبرا فعدته المنهجية والعلمية هي ذات العدة السطحية التي تنظر للتاريخ على أنه خطي التواصل ,ان تاريخ الفكر يسير وفقا لهذا الخط التجريدي الصوري برأيه. ومن هنا هوسه العجيب الذي راح يسيطر على طريقة تفكيره بأصول الأشياء وأصول الأفكار واعتبار تلك الأصول جواهر مؤسسة تنتقل من حضارة الى أخرى كما هي دون أن يطرأ عليها تغير أو تبدل ، لأن أي تغّير هو تشويه للأصل وتحريفا له . وتناسى دائما تلك المشروطية المتبادلة والمعقدة التي تحكم العلاقات القائمة بين الفكر والمجتمع وبين الثقافة والواقع . 

إن مفهوم النقد الحديث يتجاوز تلك الأسس القديمة التي ظلت تنظر من الخارج الى النصوص التاريخية او الى المعرفة التي تم صياغتها وتدوينها دون الدخول الى البنية العامة والتشكيلات الخطابية التي تصوغ المعاني على انماط محددة ووفق اطر معينة تماما ، والتي تكشف عن الأبعاد الذهنية الخيالية التي تشكل اسس التصورات وآفاق ضلال المعاني وعلى ضوءها يتشكل المعنى في حدود المعرفة الممكنة. 
وليس المقصود بالنقد، كما يمارسه نقاد العقل والتاريخ الإسلامي اليوم على شاكلة القمني، أي لا يقوم على نقد المذاهب والمدارس والرؤى على أساس التفريق بين الصحيح والفاسد ، أو بين الصادق والكاذب، أو بين العلمي والخرافي او الاسطوري والواقعي، وإنما المقصود بالنقد معناه الحديث، كما مورس ابتداءً من كانط، وكما تطور واغتنى بعده بخاصة لدى الفلاسفة المعاصرين بدءاً من نيتشه وانتهاءً بآخر المدارس النقدية مع رولان بارت وفوكو وغيرهما . والنقد بهذا المعنى لا يقوم على فحص المعارف والأفكار بقدر ما هو بحث في قبليات المعرفة وشروط إمكان الفكر المتحقق والتاريخ بمنحنياته المتعرجة . إنه لا يرمي إلى إظهار كتب الروايات والمقالات أو إلى تبيان تهافت المذاهب والنظريات، بل يرمي إلى البحث في المؤسسات والأبنية والممارسات التي تتيح للخطابات أن تتشكل وتنتشر افقيا ورأسيا ، ولأنظمة المعارف أن تنشأ وتسيطر، وللصروح العلمية الاستدلالية أن تشاد وتتسق. باختصار إن النقد بالمعنى الحديث، بل الأحدث، هو قراءة في النصوص والتجارب لسبر إمكاناتها واستنطاقها عن مجهولاتها، وهذا هو النقد بالمعنى الأنطولوجي .إنه لا يكتفي بقراءة المعلوم لفضحه والحكم عليه، وإنما يستقصي المجهول والمغيب والمستبعد، متعاملاً مع النص بوصفه امكاناً للبحث والكشف, وبالفعل فالذي يقرأ اليوم نصاً رائعاً فذاً، أكان قصيدة أم رواية أم عملاً فلسفياً لا يقرأه بقصد دحضه والغائه، ولايقرأه لمجرد قيمته التاريخية أو لدلالته على الواقع والعصر. وإنما يقرأه قراءة فعالة منتجة، فيسعى إلى سبر امكانته بالحفر في طبقاته أو استنطاق محمولاته أوالكشف عن بداهاته. 
لا ليس هذا هو النقد المقصود. ولربما كان العكس هو المطلوب، أعني أن النقد هو عبارة عن قراءة للنص تقرأ فيه ما لم يقرأ، وتعيد أكتشافه والتعرف إليه. وهذه القراءة تفترض ما يشتمل عليه النص ، وتقوم على التعامل معه بوصفه حقلاً لا ينضب وكلاهما ينفتح على احتمالات المعنى ومراتب الدلالة وهذا هو شأن القراءة الفعالة. إنها تستثمر أمكانات النص وتعيد إنتاجه، فتحوله من معرفة جامدة إلى معرفة ممكنة، بالتعامل معه كرأسمال ثقافي يمكن تحويله وصرفه، أوكحقل دلالي. ثمة حاجة إلى نبشه وإعادة الحرث فيه، أو كبنية لا معقولة ينبغي تفكيكها وجعلها معقولة. أما القراءة الايديولوجية فإنها تحيل النص إلى معرفة ميتة، إذ هي تقوم باختزاله وقولبته أو مسخه، بتحويله إلى إطار فكري جامد أوإلى منظومة عقائدية مقفلة أو إلى نسق فقهي محكم.
كيف لنا أن نحاكم من خلال هذا الرؤية أحادية الجانب التي يمارسها القمني في نقده تراثا أنتج حضارة أمتدت لقرون طويلة وما تزال تغذي الخيال والوجدان لمليار مسلم ؟ 

إذا كان من الصعب حصر العصر الأفتتاحي يا سيادة القمني في فضاء اجتماعي وتاريخي دقيق ومعرفته بشكل تام، فإن من الممكن وصفه وتحديده بمثابة عملية خلق جماعية وظفت فيها أجيال المؤمنين حتى القرن العاشر على الأقل آمالها في الكمال الإنساني والنظام المثالي والعدالة المطلقة ، حصل كل ذلك عن طريق اسقاط كل هذه القيم المثالية على الصورة الرمزية لمحمد ومناخ الدلالات والمعاني الخاصة بكلام الله ، إن الشهادات التأويلية والروايات التي نقلتها الأمة المؤمنة جيلا بعد جيل، قد ضخمت الى أبعد حد المضامين المعنوية والدلالية لاعمال النبي وحركته البشرية ورسالته.

إنه فيما يخص كل فضاء سياسي واجتماعي اقتصادي موصوف عموما بالاسلامي يوجد مستويان متمايزان جدا ولكن متداخلان من التنظيم والتعبير الخاصين بكل فئة اجتماعية ، فهناك المستوى الأولي أو الأرضية التحتية الثقافية القديمة جدا ذات الأصل البيئوي والمحورة عن طريق الاستخدام المستمر لقانون رمزي محدد ، وهناك المستوى الأكثر ظهورا لأنه الأحدث من الناحية الزمنية ، وهذا هو الذي فرضته الدولة الإسلامية المركزية على النظام الأول منذ العصر الأفتتاحي . هذا يعني أنه يوجد في كل مكان من المجتمعات العربية والاسلامية تراثان مختلفان من حيث مكانتهما التاريخية، هناك التراث الأولي الذي احتقره الإسلام بشدة ودعاه الجاهلية: أي بالمعنى الحرفي زمن الجهل. في الواقع أن هذا التراث هو عباره عن الفكر المتوحش ـ ـ والثقافة المتوحشة والممارسة المتوحشة للمجتمع العربي وخصوصا المجتمع البدوي الذي لا يعرف الكتابة ولا السلطة المركزية ولا القانون المشترك ولا اللغة الموحدة، أما التراث الاسلامي الذي افتتحه القرآن ودولة المدينة التي أسسها محمد فهو يستند على الكتابة بالمعنى المزدوج للكلمة: أي أولا الكتابة بمعنى الكتابات المقدسة وثانيا الكتابة بمعنى التثبت الخطي والحرفي للكلام المنطوق، هذا التثبيت الذي يؤدي الى تشكيل الأرشيف وانتصار ( العقل الخطي الكتابي ) إنه يستند أيضا على القانون الكوني المجموع في المصحف وعلى اللغة العربية الرسمية والثقافة الحضرية العالمة التي تنتجها وتسيطر عليها النخبة المرتبطة باستراتيجيات سلطة الدولة، من هنا نفهم كيف أن كلا التراثين كانا في حالة تنافس في كل مكان ولا يزالان حتى الآن.... أين القمني من كل هذا الحفر المعرفي الذي يهدم تصوراته الوصفية في تأسيس الوعي الديني في تجربة المدينة على سبيل المثال ، وفي حروب الرسول الأولى . 

كان المؤرخ الوضعي المستشرق هنري كوربان قد قرأ السيرة النبوية بعد أن حذف منها بشكل منتظم كل ما يدعوه بالخرافات ضمن تحديداته ، وهكذا كتب سيرة علمية لمحمد، اي سيرة ضمن نطاق أو سياق المعاش في التاريخ أي كما حدثت بالفعل دون أي تسام أو تصعيد ، ولكن التسامي لا يزال مستمراحتى يومنا هذا في الهاب الخيال الاسلامي الجماعي ، في الواقع أن الجزء الخرافي من سيرة النبي هو الأكثر اضاءة وأهمية وحضورا إذا ما أردنا القيام بدراسة النشأة التاريخية للوعي الاسلامي ، وبدلا من الاكتفاء باحداث التضاد العقيم بين التاريخ الوضعي والاختزالي من جهة ، و العقائد الشعبية و التهويلات والمبالاغات المفرغة من حقيقتها من جهة أخرى ، فإنه أصبح ممكنا توحيد حقل المعرفة عن طريق اعادة قراءة سيرة محمد أو علي أو المهدي ضمن التوجهات التالية :
المنشأ التاريخي والاجتماعي والثقافي للخيال والمخيال الاسلامي الشائع ثم وظائف هذا الخيال والمخيال وإنتاجيتهما ، أقصد بالانتاجية القوة المجيشة والمحركة للتصورات الجماعية داخل الحركات التاريخة الكبرى.
فن القص أو اسلوب السرد مأخوذا كوسيلة لانتاج كل دلالة تغذي الخيال بشكل خاص ، أقصد بذلك سيميائية القص والاخراج المسرحي للحكاية المحمدية ونسج الحبكة من الأحداث الواقعية من أجل تشكيل رؤيا معينة أو تقوية بعض العقائد أو اعلاء قيم معينة أو تحوير الماضي من اجل دمجه في نطام جديد للعقائد والممارسات البشرية التاريخية ، وهذا ما فعلته السيرة النبوية بعد القرآن بالنسبة للجاهلية.
الشروط التاريخية والثقافية لتحول خيال جماعي محدد وتغيره، أقصد بذلك عملية المرور من مرحلة الخرافة أو الأسطورة أو الشعائر والطقوس الى مرحلة التاريخ ومعنى هذا المرور وشرعيته ، وأقصد المرور من مرحلة الخرافة المعاشة بمثابة تاريخ حقيقي الى مرحلة التاريخ الحقيقي المعاش والمفهوم وكأنه إيديولوجيا .


المفكر النقدي أو الفكر النقدي يرى الحقيقة بشكل مختلف . إن الحقيقة هنا بالنسبة له هي مجموع آثار المعنى التي يسمح بها لكل ذات فردية، أو جماعية، نظام الدلالات الإيجابية المستخدمة في لغته . إنها مجمل التصورات المختزنة من قبل التراث الحي للجماعة القبلية ، أو للطائفة الدينية ، أو للأمة . فكل أمة أو طائفة تعتبر تراثها بمثابة الحقيقة المطلقة . إن الحقيقة ليست جوهرا أو شيئا معطى بشكل جاهز ونهائي ، وإنما هي تركيب أو أثر ناتج عن تركيب لفظي أو معنوي قد ينهار لاحقا لكي يحل محله تركيب جديد ، أي حقيقة جديدة . فالحقائق تنهار وتموت بحسب التصور الابستمولوجي الحديث ، وليست أبدية أو خالدة كما كان يتصور اللاهوت القديم أو الميتافيزيقا المثالية . هكذا نجد أننا مدعوون لتغيير تصورنا التقليدي عن مفهوم الحقيقة ، وهذا ليس بالأمر اليسير لأن هذا التصور التقليدي مرسخ في أذهاننا منذ الطفولة . 

إن هذين التحديدين ، التقليدي والحديث لمفهوم الحقيقة ، يقيمان حدا عقليا فاصلا بين موقفين للعقل : موقف ميتافيزيقي كلاسيكي ، وموقف ابستمولوجي حديث . أما الأول فطالما وصف من قبل مؤرخي الفلسفة . وهو لا يزال يقاوم صعود الموقف الابستمولوجي الجديد الذي تفرضه الآن العلوم البيولوجية والمعلوماتية والاجتماعية . كل العلم الحديث ينحو الآن باتجاه تشكيل مفهوم جديد للعقل والحقيقة . بعضهم أصبح يدعوه بعقل ما بعد الحداثة ، أي الذي يتجاوز عقل الحداثة لأنه أكبر منه وأكثر اتساعا ورحابة .

منقول عن الرابط التالي

www.alwah.net/Post.asp




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات