قراءة تحليلية على منهجية المدرسة المثالية
في قصيدة"أخاف عليك" للشاعر احمد الهلالي
قراءة..سلطان الصبحي
أيا ندم اللحظة المقفره
ويا حسرة أقبلت مدبره
تشابك في خاطري ألف غصن
فصرت لآهاتها مقبره
قسوتُ كأني احتدام اللظى
على بسمة الليلة المقمره
تحولتُ في غضبتي جمرة
يواقدني صخب الثرثره
أخاف عليكَ وما خفتني
ووجه الزمان له زمجره
أخاف عليكَ انبجاس الظنون
وصدر يكابد ما أضمره
أخاف وقبلكَ خوفي ضرير
فصرتَ له عينه المبصره
أتكبر خوفا ، وتصغر حلما
وما الحلم إن خوفنا عبّره؟
أأسقيك شهد السنين العجاف
وتحرمني لذة السكره ؟
وأسكب في راحتيك السحاب
فتنثر في مهجتي مجمره؟
أنا قلم الأمنيات لديك
وأنذر عمري لك المحبره
أنا جسر حلمك ياعابري
أطأطئ رأسي لكي تعبره
فهل حق جسرك نسيانه ؟
وحق المداد بأن تنكره ؟!
ندمتُ ، ندمت وهل غير قلبي
إذا شاه فعلك صار الكُرَه !!
وليدة الجمعة 8 / مارس / 2013م
قراءة تحليلية لهذه القصيدة الجميلة بقلم شاعر مرهف متقد النفس يتقلب في ملكوت الشعر كيفماء شاء
قصيدة عمودية وكنت اتمنى ان يكتب بحرها للفائدة علما أن المدرسة المثالية لاتؤمن بالاشكال والقوالب
التي تحصر الابداع في نماذح محددة فهي تقبل كل الاشكال والنصوص التي تنبض بالعاطفة
وتنبعث منها صور جديدة بتراكيب جديدة فضلا عن باقي شروط النص
ولعل مثل هذا النص الشفيف الصادق في عباراته الذي يعزف على وتر الاحساس بأجمل وأرق عباره
يجعله يدخل ضمن دائرة المدرسة المثالية وبالتالي التحليل الفني على منهجية المدرسة المثالية
لنبدا بعنوان النص..
"أخاف عليك"
حينما ننظر الى عنوان القصيدة للشاعر الدكتور احمد الهلالي بنظرة سريعة وعادية
من خلال دلالة الفعل الظاهرية أخاف عليك ولكن حينما نحاول أن نبحر في عنوان النص
نجد قمة الابداع والعفوية في اختيار هذه العبارة..فلو نظرنا الى استخدامه الفعل المضارع"أخاف"
لعرفنا بعضا من حقيقة وأنّ خوفه مستمر معه يرهق نفسيته ويشغل تفكيره ..وهو يصل بنا في هذا العنوان
لحقيقة لاتقبل الشك وهو أنّه يخاف عليه" رغم كل التفاصيل والوجع الا أنّه يختصر النتيجة وما لهذا الفعل
من عمق نفسي وتأثير في الشخص الذي يوجه له هذا الكلام..ما أعمق تاثيرها في نفس المتلقي حينما يسمع منك كلمة مثلها
ولعلنا نلاحظ في العنوان عدم تشكيل الحروف وهذا يجعلنا أن نستوضح من القصيدة بعض معانيها وهل يقصد أنثى أم رجل
وربما كان يقصدهما جميعا وربما هي رسالة لكل من له علاقة به فما أجمل من أن يخاف الواحد منا على كل شخص بادله الحروف وبنت الروح جسرا بينهما
ولو جعلنا فتحة على كاف المخاطب لأصبح الخطاب الأساسي لرجل ولو كسر الكاف لكانت لأنثى والكسرة تحمل أن الأنثى مكسورة الجناح هي من تحتاج لهذا
بخلاف الفتحة والتي تعطي دلالة اخرى
أعود فأقول أن الشاعر أحمد الهلالي ربما أراد التمويه في عنوانه لأنّ القصيدة تحمل في طياتها العمق الذي يجعلها تحمل مفردات العشق
وتضعها في موضع يعطي دلالات متعددة لتكاثف المعاني التي يحملها هذا العنوان مع البساطة والعفوية وملامس النفس الداخلية
ولو نظرنا الى العنوان من زاوية مختلفة فالفعل أخاف معلوم الدلالة ولكن هناك أركان أساسية لمسرح هذه المفردة تحتاج الى توضيح وتفصيل واجابة تزيل من القارئ الكثير من التسأؤلات ..يخاف على من؟ وماهو سبب الخوف؟ ومدى علاقة الشاعر بالكيان الذي يوجه له الخطاب.وهل الخوف معنوي أم مادي..هذه التساؤلات وغيرها تجعلنا نشتاق لقراءة النص ومعرفة المزيد من فكر الشاعر والغوص في ابيات القصيدة وخاصة وأنّ هذه القصيدة لأحد الرموز الأدبية من خلال الموهبة الشعرية الاصيلة والمعرفة الثقافية الواسعة التي يمتلكها الشاعر وهذا ماسيتضح لنا عند القراءة
أعود فأقول إنّ الشاعر احمد الهلالي أبدع في اختيار عنوان قصيدته وفي رأي أنّها جاءت عفوية فرضت نفسها لتكون علامة لقصيدة مثقلة بالمعاني والصور والتراكيب
هذا العنوان يدفعنا لقراءة القصيدة والاجابة على تساؤلات عديدة أثارها هذا العنوان
نظرة تمهيدية سريعة على القصيدة
أيا ندم اللحظة المقفره
ويا حسرة أقبلت مدبره
تشابك في خاطري ألف غصن
فصرت لآهاتها مقبره
قسوتُ كأني احتدام اللظى
على بسمة الليلة المقمره
تحولتُ في غضبتي جمرة
يواقدني صخب الثرثره
أخاف عليكَ وما خفتني
ووجه الزمان له زمجره
أخاف عليكَ انبجاس الظنون
وصدر يكابد ما أضمره
أخاف وقبلكَ خوفي ضرير
فصرتَ له عينه المبصره
أتكبر خوفا ، وتصغر حلما
وما الحلم إن خوفنا عبّره؟
أأسقيك شهد السنين العجاف
وتحرمني لذة السكره ؟
وأسكب في راحتيك السحاب
فتنثر في مهجتي مجمره؟
أنا قلم الأمنيات لديك
وأنذر عمري لك المحبره
أنا جسر حلمك ياعابري
أطأطئ رأسي لكي تعبره
فهل حق جسرك نسيانه ؟
وحق المداد بأن تنكره ؟!
ندمتُ ، ندمت وهل غير قلبي
إذا شاه فعلك صار الكُرَه !!
إذا حاولنا أن نلقي نظرة عامة على القصيدة أول مايشدنا فيها لغتها الاهثة وكأنّها تخرج زفرة واحدة فهي تنبض بمختلف التيارات الداخلية لشاعر ينزف لحظة تنوير يشعر بالنزف يقذف الحروف قذفا لتصبح نابضة بروح شاعرها نسمع لهيثه وزفراته وخاصة بنى قصيدته على تفعيلة نابضة سريعة ولكن شاعرنا أبى الا أن يجعل للقصيدة قرقعة وصوت باستخدامه مفردات حروفها إذا اجتمعت تعطي صلصلة وفخامة للنص..ولنلاحظ مفردات القافية كمقفرة وزمجرة ومقبرة فلنحاول معرفة بعض الحروف التي اذا اجتمعت تعطي صوتا وايقاعا شديدا للنص فضلا عن الحركة الاسترجاعية التي خاصية حرف الراء
كما نجد ببساطة بعض الصور الجميلة التي تحمل معاني سامية وحكم صيغت باسلوب مختلف ..نجد في النص الشموخ والتواضع ..ونجد فيه البساطة والعفوية..وهناك كلمة " أخاف عليك وما خفتني وخفتني تحمل دلالات متعددة وأحد دلالالتها خفت مني بحذف الميم لتختلف وتصبح العبارة صحيحة وجديدة من النواحي النحوية
وأكثر ابداعا نراه قدرة الشاعر على امتلاك زمام النص دون أن يطرأ اي ضعف على نسيجه العام
بل كانت أبياته تخدم بعضها وتقوي بعضها رغم أنّ هناك الكثير من المفردات لم يضبط شاعرها الصوت لنعرف معنى المفردة بل تركها لنستخرج معاني جديدة من كل صوت يبتعد عن مايقصده الشاعر وما يميز لغتنا عن باقي اللغات أنّ الاصوات لاتتجاوز الستة اصوات اذا اعتبرنا التنوين صوتا مختلفا بينما تتجاوز بعض اللغات الاربع وعشرون صوتا ولذا نجد حصر المعاني في دلالة الكلمة حسب الضبط الحركي لكل قارئ
اللغة حزينة والنفس يشوبها توجس وبعض اضطراب ..ونجد أن الشاعر لم ينسى الزمن والمكان والكثير من الاساليب الفنية التي يعج بها هذا النص الشامخ
الرمز في القصيدة يتنقل من كيان ملموس الى كيانات أخرى تصب جميعها في رموز متعددة يجمعها ليخاطبها في قصيدة واحدة
قراءة تحليلية في القصيدة
حينما نتحدث عن هذا النص النابض بالعاطفة نحتار كيف نمسك بزمامه ؟
وكيف نتوغل في مقاصده ومعانيه فهي وان كانت الالفاظ سهلة لكن الشاعر
استطاع بموهبته الشعرية أن يجعل من القصيدة كائن ينبض بمعاني مختلفة
وبلغة سهلة بسيطة عفوية رغم الاحتراق النفسي التي تشوب النص وهذا ما يجعلنا نتفاعل معه
أيا ندم اللحظة المقفره
ويا حسرة أقبلت مدبره
تشابك في خاطري ألف غصن
فصرت لآهاتها مقبره
بدأ الشاعر احمد الهلالي القصيدة بالمنادى القريب وكأنّه يشير الزمن الذي نزف فيه القصيدة وقد أوضح ذلك من خلال كلمة "اللحظة"
فهو في هذه اللحظات يسجل شاعرها المبدع الدكتور احمد الهلالي مايعترية من الم ينظر الى حوله فلا يجد سوى
الندم على الفراغ الذي يكابده ولحظات خاوية خالية من كل ما يشرح النفس ويعيد اليها بهجتها
وهو لم يقف عند هذه اللحظات بل يرى من بعيد حسرات أقبلت عليه من خلال استخدام يا المنادى
ولكن نجد أن كلمة أقبلت ثم كلمة مدبرة كلمتان متضادتان فماذا يقصد شاعرها هل يقصد ما ذكره امرئ القيس من "مقبل مدبر"
أم يقصد مدبرة المكان الذي تعيش فيه الدبابير عطفا على الشطر الاول أو أنّه يقصد التدبر وعلى كل حال فالحسرة شئ معنوي
وحينما تقبل من بعيد يقف الشاعر عاجزا أن يفكر كيف له أن يفتت المها وأن يجعلها خفيفة في نتائجها ولكن الشاعر يقذف
بالمه ومعانات اللحظة التي يشعر فيها بالمرارة والحسرة وتشابك الأفكار هو ما يوضح المعنى فلفظة مدبرة تعني أنّه يفكر في الامر
ولكن الافكار المختلطه والهموم التي تشابكت كما تتشابك أغصان الشجر يجعل من كل هذا نزيفا لآهات كالموج تعصف بشاعرنا
وهي بداية قوية لقصيدة عميقة من الصعب تفكيك معانيها الداخلية ولكن كل قارئ يأخذ منها حسب نظرته للنص
وكأنّه يقول الان أشعر بكل نبض في كياني بالندم على تلك الايام والليالي عندما رأى الحقيقية التي بعثرت كيانه
وتسببت في توهان فكره واضطراب أحاسيسه يفكر في تلك الحسرات المقبلات فلا يجد لها حلا لكثرة أغصانها وامتداد جذورها
هذه الافكار تخرج آهات تجعل كل ما رسمه وما نظر اليه بتفاءل مكان حسرة لن تتوقف الا أن يبحث لها عن مقبرة ومكان لايصل اليه أحد
يدفنها ويدفن كل الم قد يسببه له وهل شاعرنا قادر على تفعيل هذا القرار إنّه أشبه بمن يتمنى ولكنه يعجز عن ذلك
ولكن علينا أن نتابع النص ونلقي بعض المعاني التي نجدها ونحن هنا نعطي بعض مفاتيح لمن أراد التفصيل في جزئية معينة
قسوتُ كأني احتدام اللظى
على بسمة الليلة المقمره
تحولتُ في غضبتي جمرة
يواقدني صخب الثرثره
هنا يحاول شاعرنا أن يقرب بالمعنى ويوضح لنا الحالة النفسية التي يعيشها في لحظات ثائرة
قسوت..على من قسى وكيف كانت هذه القسوة هل بالحروف وهل هناك أقسى من الحرف
واستخدم الفعل الماضي وتاء الفاعل ليخبرنا بأن الفعل صدر منه ولكن المعنى هنا واضح
ولكن فقط نشير الى الابداع في استخدام "كأنّي" وهو يشبه حاله بأنّه وصل لحالة شديدة في توهج المشاعر
وكأنّها احتدام معركة داخلية نفسية فهو يعبر عن حالته النفسية التي اصبحت تشتعل حرارة وتوهجا كالنار تستعر في جوفه
والقسوة كانت على بسمة الليلة المقمرة وكأنّه يقول أن تلك البسمة التي كانت على وجه القمر في ليالي جميلة قضيتها معها
تحولت تلك البسمات الى غضب وصل لحد أنني أشعر بجمرة في كياني ورغم اشارته للزمن ودلالة ذلك المعنوية
فمن هي تلك الانسانة التي أثارت شاعرنا وجعلته يندم ويتحسر على الايام الخوالي التي قضاها معها
حتى ليصبح غضبه جمرة يتقد في جوانحة ويعكر عليه صفو حياته ونرى مشهدا جديدا وهو يوضح بأن
ما يوقد جمرة الغضب في نفسه تلك الثرثرة العمياء والغيرة التي تستهلك الحياة والكلام الذي تجاوز الحوار
ليصبح المكان خاليا من كل حب مقفر من كل حنان ليس به سوى كلمات وصراخ تهيج النفس لتحتدم حرارة داخلية
وهو يعبر بصدق عن لحظات فيها صخب الكلام دون نتيجة ولكن هذا الاحتدام والمناقشة تزيد غضبه وتطرد كل جميل رسمه في حياته
أخاف عليكَ وما خفتني
ووجه الزمان له زمجره
وهنا وفي خضم هذا الصخب الكلامي الذي ربطه بكلمة "زمجرة" وكأنّه يريد
أن يوضح لنا المشهد السابق أكثر حينما تجاوز الصراخ الحد المعقول
الا الصوت اللغليظ الذي يخرج متدفقا من عمق الشخص بل أنّ هذا الصوت
يشبه صوت الاسد حينما يرفع رأسه ويصرخ صراخا لامعنى له سوى التخويف
فهنا يريد أن يقول له" نعم أنا أخاف عليك وعلى مستقبل مظلم يلوح في أفقك
رغم التبجح بالكلام ورغم كل الصبر الذي بدأ ينفذ من داخلي
الاّ أنني فعلا أخاف عليك لأسباب كثيرة رغم أنك لم تخافني ولم تهابني
وكما قيل لايكتمل الحب الا عندما يهابك ونجد أنّ الشاعر يريد أن يعبر عن بعض ما يختلج في صدرة
ويرسم لنا مشهدا حواريا نكاد أن نراه ونستمع اليه وما يحتوية من مواقف لاتتجاوز الصخب والحوار الثائر
وحينما ننظر الى الشطر" ووجه الزمان له زمجرة" ماذا يقصد بالزمان إنّه الكيان الذي يخاطبه
وكأنّه يريد أن يقول" أنّ هذا الوجه الذي كنت أرى فيه الزمان المرتبط بي الذي أحببته ذات يوم
وكان بسمة مقمرة في حياتي يداعبني بكلماته وهمساته كليلة مقمرة جميلة
يصبح هذا الوجه الجميل يزمجر ويرعد ويثرثر تاركا المكان صاخبا لايلوي على شئ
سوى أن يثير في نفسي اللهب والنار التي تجعل قلبي جمرة غيضا وتحسرا عليه
أخاف عليكَ انبجاس الظنون
وصدر يكابد ما أضمره
وهنا بدأ الشاعر المبدع احمد الهلالي يوجه له الحديث بعدما هدأت نفسه ويوضح لنا بعض أسباب خوفه
يخاف عليه من انبجاس الظنون والانبجاس ورد ذكره في القران وهو الماء حينما يخرج بقلة من شئ ما
وهو هنا يستخدم بعض الاساليب البيانية والتشبيه فهو يعرف أنّ من يخاطبه يثق فيه وفي تصرفاته
ولكن مع هذا الصخب يخاف عليه من الاثم "إن بعض الظن اثم" ويخاف أن يؤدي هذا الفتق الى فتق اكبر منه
فالظن بداية الريبة وبداية المشاكل فما أجمل هذه العبارة التي تترك مدلولات عميقة لو تحدثنا عنها لاخذت منا وقتا
ولكن لنلاحظ الربط العجيب بين المعاني في كل بيت مما يجعل بناء القصيدة قويا من خلال الصدق الفني فيها
والاضمار الاخفاء وكأنّه يعترف بوجود بعض الظنون التي تشابكت ورست في صدر يخفي بعض ظنونه
وكأنّه يريد أن يقول له أنّ ماتخفيه وتظمرة في صدرك سببه بداية ظنون واوهام تعيشها
فأنا أخاف عليك من هذا الموج الذي سيجعل حياتنا شبه مستحيلة حياة ليس فيها الا الهموم والمكابدة والاحتراق
أخاف وقبلكَ خوفي ضرير
فصرتَ له عينه المبصره
ويستمر الشاعر المبدع احمد الهلالي بتقريب المعاني وربطها ببعض لنكتشف بعض معاناته
وهو ينزف بالوجع النفسي ولأهمية هذا الكيان يخاطبه بكلمة تنفذ الى الوجدان "أخاف" وكلمة ضرير لها معاني متعددة
وتستعمل ظاهريا لشخص لايرى وايضا تستخدم لغيرة الانثى حينما يحتدم الظن فيها وهو يشير الى أنّه كان أعمى لايرى هذه الغيرة
الغيرة التي تقتل صاحبها وتحمل معها بقايا ظنون متسربة الى النفس لم أكن أؤمن بها لثقتي في تلك البسمة الواثقة ولكن الان أصبحتِ
أنت العين التي أرى فيها الصراع الداخلي في نفسك التي تجاوزت بغيرتها كل الاماني التي رسمناها والاحلام التي بنيناها
هذه الحقيقة الماثلة أمام عيني والصراخ اللغليظ والصخب والثرثرة بما تحمله النفس جعلتني أبصر الحقيقة المرة التي كانت مظمرة في صدرك
أتكبر خوفا ، وتصغر حلما
وما الحلم إن خوفنا عبّره؟
وهنا يحاول أن يذكر لها بعض نتائج هذا الصراخ والظنون التي تجلت حقيقة ماثلة
أن الخوف يكبر معها والظنون تزيد احتداما في حياتهما والحلم يصغر فهنا استخدم كلمة "يكبر..يصغر"
ولها دلالات واضحة يخاطبها بعفوية وعقلانية فما قيمة الحياة حينما يكبر الخوف ويزيد ويصغر الحلم الذي وضعناه ذات يوم
وحينما نعكس يصغر الخوف ويكبر الحلم هذا الشئ الطبيعي المفترض أن يكون الاساس لتقدم الحياة
وما الحلم وكانه يسالها بتعجب ماقيمة الحلم أن إن كان الخوف يعبره ويعيقه وماقيمة الحياة ان مات حلمنا
ماقيمة الحب والواداد والحياة السعيدة إذا كان الخوف مصدره والمؤثر فيه
إنّه الاكسيد الذي ينحر كل أمنية ويقضي على كل ابتسامة جميلة ونجد أنّ النفس بدأت تهدأ
بعد ثورة كلمات كانت ترتعد بالنص استطاع الشاعر أن يقتنص بداية رائعة تجعلنا نتابع النص لنتعرف عليه
ثم رسم لنا بعض المشاهد الصاخبة والثرثرة القاتلة ثم انتقل بنا الى الحديث بعقلانية رغم الاضمار الداخلي لمن يخاطبه
ولكن راي شاعرنا أن يذكر لنا بعض المواقف التي تشير الى رغبته في توضيح مدى حبه وخوفه على من يخاطبه
وسنجد ذلك في الابيات القادمة التي استطاع الشاعر احمد الهلالي بمهارة أن يربطها بالابيات التي قبلها
مع قدرته على تجسيد النواحي النفسية والاخلاقية والطهر والبياض في قلبه لهذا الكيان عله يعرف ويعود لرشده
القصيدة تحمل مدلولات رائعة ولكن نحاول أن نشير اليها اشارات خفيفة لمن أراد أنيتوغل في نفسية الشاعر
أو يتحدث عن الزمن في هذه القصيدة التي جاء فيها بمعاني مختلفة والفاظ عديدة
كتبت كلمات عن المقطع الاول عامة تميهدا لدخول سريع على المقطع الثاني لكنّها ضاعت واختفت
وقد أوضحت فيها أنا البيت الاول جاء عبارة عن صورة لنهاية المشاهد حينما بدأ يذكر لنا النتيجة الحتمية
وجاءت عباراتها قوية بلغة فصيحة وانفعال يحرك النبض وكأنّ الابيات صبت صبا واحدا
ولو عدنا لكلمة خفتني استخدم الفعل الماضي لدلالة معينة ولم يحكم على المستقبل
استطعنا من خلال حروفه أن نرى مشهدا حواريا ساخنا والشاعر قد يكون هناك من يشعل فتيل
حروفه ويستخرج ما يعترك بداخله في حالة تنوير مما وجدنا عمق المعاني والقدرة على وضع كل مفردة في مكانها
بعد هذا المشهد والصراخ يهدأ الجو ويعبر بصدق شاعرنا عن بعض مكنونات نفسه
ويطلع الاخر على أفعال استرقها من الماضي لعله يقتنع بشعوره ومحبته وتكرار كلمة أخاف لها دلالات أخرى جميلة
هنا يقف شاعرنا ينظر ويخاطب بصدق وعفوية وتساءل يثير الحزن في نفسه
أأسقيك شهد السنين العجاف
وتحرمني لذة السكره ؟
يتسأل موجها خطابه الى ذلك الرمز مستنكرا مستغربا موضحا لها ومخبرا بما مضى
وكيف كان يبحث في تلك السنين العجاف عن قطرة شهد يحرم نفسه ليعطيها بكل حب وصدق
وهنا نتسأل هل هناك قطرات شهد في سنين عجاف واستخدم كلمة سنين لشدة القحط بها ومرارة ايامها
وهذه العبارة جميلة فمهما كان لابد أن يتخلل هذه السنين بعض رخاء يقطف شهد هذه الايام المسروقة
ارضاء لها يكفي أن يرى الابتسامة الجميلة التي تتورد على صفحة البسمة المقمرة..ولكن شاعرنا
رغم ذلك لايجد سوى الحرمان والصد من سكاكر الحب ولغة المحبين لم يجد الرضا الذي كان ينشده
وأسكب في راحتيك السحاب
فتنثر في مهجتي مجمره؟
بل تجاوز ذلك بسكبه الحنان والطهر والصدق والخير والاعتراف سكبا بدون منة
ونجد استخدام كلمة راحتيك لإعطاء معاني الدفء والحنان واستعاض بلفظة السحاب لتعطي دلالات الخير
وهي لغة شعرية رائعة ومع ذلك لم يجد شاعرنا أمام هذا الامر سوى نثر جمر ورماد المجمرة
وهو يريد أن يقول سكبت لك كل حب ولكن مازلت تنثرين الجمر على تفاصيل حياتي لتحرق مهجتي
وتشعل ايامي لهبا تصرفني عن كل أحلامي وأمالي..
أنا قلم الأمنيات لديك
وأنذر عمري لك المحبره
ونجد في هذا البيت الشموخ لدى شاعرنا فالامنيات هو من يكتبها وقادر على تحقيقها
فمهما كان الامر كل احلامك وامانيك أنا من يحققها لك وتسطع بوجودي معك
لأنني رسمت طريقا جميلا يحتاج فقط الى صبر حتى لاتنتحر الامنيات لديك
بل يزيد شاعرنا بأنّه نذر عمره وحياته لهدف يتغلغل في شعوره عشقه للحرف
الذي رمز له بالمحبرة فهو لايمكن أن يجد نفسه بعيدا عن عالم امتزج بروحه
ومن هنا أشعر بأن الشاعر استغرق في عالمه واخذ ينزف ما بداخله من احاسيس جميلة
وما هو الشعر إنّه شعور يحمل بعض ما يعتلج بعواطفنا الشفيفة التي تتأثر بكل همسة تحيا بالحب وتموت باختفائه
وأسكب في راحتيك السحاب
فتنثر في مهجتي مجمره؟
بل تجاوز ذلك بسكبه الحنان والطهر والصدق والخير والاعتراف سكبا بدون منة
ونجد استخدام كلمة راحتيك لإعطاء معاني الدفء والحنان واستعاض بلفظة السحاب لتعطي دلالات الخير
وهي لغة شعرية رائعة ومع ذلك لم يجد شاعرنا أمام هذا الامر سوى نثر جمر ورماد المجمرة
وهو يريد أن يقول سكبت لك كل حب ولكن مازلت تنثرين الجمر على تفاصيل حياتي لتحرق مهجتي
وتشعل ايامي لهبا تصرفني عن كل أحلامي وأمالي..
أنا قلم الأمنيات لديك
وأنذر عمري لك المحبره
ونجد في هذا البيت الشموخ لدى شاعرنا فالامنيات هو من يكتبها وقادر على تحقيقها
فمهما كان الامر كل احلامك وامانيك أنا من يحققها لك وتسطع بوجودي معك
لأنني رسمت طريقا جميلا يحتاج فقط الى صبر حتى لاتنتحر الامنيات لديك
بل يزيد شاعرنا بأنّه نذر عمره وحياته لهدف يتغلغل في شعوره عشقه للحرف
الذي رمز له بالمحبرة فهو لايمكن أن يجد نفسه بعيدا عن عالم امتزج بروحه
ومن هنا أشعر بأن الشاعر استغرق في عالمه واخذ ينزف ما بداخله من احاسيس جميلة
وما هو الشعر إنّه شعور يحمل بعض ما يعتلج بعواطفنا الشفيفة التي تتأثر بكل همسة تحيا بالحب وتموت باختفائه
ويستمر شاعرنا في قصيدته ولكنه هنا عاد ليفصح لنا عن حقيقة نفسه الجميلة يده التي تمتد بالحب والتعاون
رسالة عامة نستشف منها جمال روح الشاعر وصدق نفسه وحبه للخير فنجد ذلك جليا في البيت التالي
أنا جسر حلمك ياعابري
أطأطئ رأسي لكي تعبره
يتحدث هنا بكل ثقة ويشبه نفسه بالجسر ويقصد بأنّه يضع كل ما يملك ماديا ومعنويا أمام كل شخص
ليصبح جسرا يعبر عليه الاخرون وهو لايجد اية غضاضة بأن يحني رأسه تواضعا أمام كل موهبة صاعدة
وهنا نرى مدى تواضع الشاعر وطيب نفسه وتعامله الجميل بعيدا عن الأنا
وقد استخدم يا المنادى لعابر فقد بعض مقومات العبور ينادية ليعبر عن طريق الجسر الذي نصبه
فهل حق جسرك نسيانه ؟
وحق المداد بأن تنكره ؟!
ويستمر شاعرنا في ربط المعاني مع هدوء النفس واسترخائها ويخاطب هذا الذي عبر بأنه لايمكن
أن ينسى هذا الجسر الذي كان الطريق نحو بستان جميل ويؤكد بأنّ ذلك حق لايمكن أن يتجاهله وكيف لأديب
أن ينسى تلك الايادي الحانية التي امتدت اليه في سنوات عجاف وانتشلته من مكان مظلم كله جفاف
وهو يرشدنا الى معالي الامور وحكمة يجب أن يتحلى بها أصحاب القلوب النقية
ندمتُ ، ندمت وهل غير قلبي
إذا شاه فعلك صار الكُرَه !!
وفي نهاية القصيدة يخبرنا ببعض ما تسرب اليه من ندم وما ينتج عن الحوار الصاخب والصراخ
سوى الكره الذي يتولد في النفس والندم على تلك الليالي الضائعة ونجد أن الشاعر قد أفرغ ما في جوفه
وانتهت القصيدة بهدوء بعدما كان الانفعال سمتها ولكن كانت النهاية موفقة ولها دلالات على نتائج مثل هذه المواقف
حقيقة القصيدة تحمل الكثير من الابداع في نواحيها المختلفة ولغتها ومشاهدها..
الخاتمة
هذه القصيدة والتي كتبها الشاعر احمد الهلالي بعنوان "أخاف عليك" كانت تتميز بقوة الانفعال ومتانة العبارة
مع سهولة المفردات واستخدام الاساليب البيانية والصور الجديدة وان جاءت لغتها بالفاظ سهلة عفوية
البناء الفني كان قويا الابيات مترابطة والانفعال بدأ ثائرا واخذ في الهدوء في المقاطع الاخيرة للنص
قصيدة تلامس الوجدان وتنفذ للعاطفة بصدقها الفني وجمال مفرداتها التي جاءت كل لفظة في مكانها لتعطي المعاني دقة
القصيدة جاءت متوافقة مع قواعد المدرسة المثالية وهي تعبر بصدق عن مكنونات الشاعر ومؤشر لمدى شاعريته
حيث تتداخل بعض دلائل الكلمات ولكننا حاولنا أن نستعرض بعض المعاني التي لمسناها وقد تكون هناك أوجه مختلفة
نتمنى لشاعرها الرائع احمد الهلالي كل حب وسعادة وتوفيق
التعليقات (0)