قراءة في فنجان الثورة المصرية
رغم تخطي الشعب لحاجز الخوف والسلبية، إلا أن الإخوان سوف يمسكون البلاد بيد من حديد، ولديهم الأجهزة القمعية السيادية بجانب أجهزتهم الشعبية المنظمة والمتغلغة في البلاد.
سوف يتحلى الإخوان مع المجلس العسكري بالمهادنة والصبر الجميل، حتى يتم تسلل قيادات إخوانية إلى الصف الأول من القيادات العسكرية.
لن يكون لمجلس الشعب قيمة سياسية حقيقية، فسوف تكون القيادة الفعلية مركزها اللاعبين الظاهرين أو المستترين في مكتب الإرشاد، الذين يحركون أعضاء المجلس دون حتى إشارة أصبع "أحمد عز".
سيتم إضعاف منظمات المجتمع المدني إلى أقصى حد، بحيث تصير مجرد صورة لا أكثر
سوف يمارس طلبة التيار الإسلامي بالجامعات دوراً ترهيبياً يشل أي نشاط للتيارات الأخرى، ويصاحب ذلك صراع خفي وعلني بين شباب الإخوان والسلفيين، يكون أشبه بالفتنة الطائفية.
سوف يفشل الإخوان فشلاً ذريعاً في إدارة اقتصاد البلاد، ليس لرؤاهم الظلامية، ولكن لإنعدام الكفاءة والتأهيل المطلوب بين كوادرهم، وتعود قضية أهل الثقة وأهل الخبرة في صورة أكثر فجاجة وعمومية.
سوف تهرب رؤوس الأموال المصرية والأجنبية تدريجياً، ويتوقف مجيء بديل.
ستتضاءل حرية الفكر والفن والإعلام إلى حد أدنى لم نشهده سوى في عصر عبد الناصر.
سوف تسود حالة من النفاق والتدين المزيف، وسوف ينضم الملايين من المتسلقين لحزب الحرية والعدالة، ليصبح الحزب كبيراً ومهلهلاً كالحزب الوطني والاتحاد الاشتراكي السابق.
ستتدهور الحالة الاقتصادية رغم المعونات الأمريكية والقطرية.
سوف تتقاسم السيطرة الفعلية على سيناء تنظيم القاعدة ومنظمة حماس، وسنشهد خطوات على الأرض لمخطط إسرائيل لتوطين الفلسطينيين في سيناء، وسوف تتدهور إلى حد الإفلاس المراكز السياحية في جنوب سيناء.
أتوقع تضاؤل أو انعدام أحداث الاعتداءات على الأقباط وكنائسهم، مع تزايد الأحكام القضائية التي يستند فيها القضاة مباشرة للشريعة الإسلامية وفق تصوراتهم الخاصة دون الاستناد للقانون بما يعصف بالأقباط، بجانب تزايد حالات ومجالات حرمان الأقباط من الوظائف القيادية.
نتوقع أن يسود هذا الحال ثلاثة عقود على الأقل، قبل أن تشهد مصر ما يمكن أن يسمى "ثورة الجياع"
التعليقات (0)