مواضيع اليوم

قراءة في خلفيات وأبعاد إضراب مسخدمي الترامواي بالرباط

شريف هزاع

2012-04-02 13:00:31

0

 قراءة في خلفيات وأبعاد إضراب مسخدمي الترامواي بالرباط

كشف المتتبعون عن جملة من خلفيات إضراب مستخدمي الترامواي الذي دعت إليه نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب التابعة لحزب العدالة والتنمية قبل أن تعلقه بعد التوصل إلى اتفاق مع إدارة شركة “ترانس ديف طرامواي الرباط - سلا”. وفي هذا الإطار اعتبر المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحـي أن الإضراب لا يعدو أن يكون جزءا من عملية تبادل الرسائل بين عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والمغاري الصاقل، مدير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق. وذلك على بعد أيام من انعقاد المجلس الإداري للوكالة.

وحول طبيعة هذه المناورات أضاف الفاتحـي أن إضراب مستخدمي الطرامواي يجسد إحدى تكتيكات المرتبطة بمناقشة الميزانية الفرعية لقانون المالية، حيث استبقها الصاقل برسالة من خلال حواره مع جريدة الأسبوع الصحفي توصي بضرورة الرفع من ميزانية الوكالة لاستكمال مشاريعها، إضافة إلى إعادة ترتيب طبيعة العلاقة بين رئيس الحكومة بالوكالة، فإذا كان مدير الوكالة يحصرها في أن تبقى على ما كانت عليه في حكومة عباس الفاسي رئاسة "شرفية"، فإن رئيس الحكومة يريدها رئاسة فعلية تشرف على الوكالة، وهو ما قد يرى فيه الأخير تهديد لصلاحيته التي اكتسبها منذ إحداث الوكالة.

وشدد المتحدث أن مسوغات الإضراب الذي دعت إليه النقابة التابعة لحزب العدالة والتنمية يعتبر بمثابة رسالة من عبد الإله بنكيران إلى مدير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق تستوجب تدخلا وإشرافا قويا لرئيس الحكومة على الوكالة لأهميتها في تدبير عملية النقل من جهة وتدخلا عمليا في عملية استكمال باقي المشاريع المزمع تنفيذها.

وأوضح الفاتحـي أن هذه القراءة تلتقي مع طبيعة الخروج الإعلامي الأخير للمغاري الصاقل في حوار مع جريدة الأسبوع الصحفي لهذا الأسبوع، حملت رسائل تستبق انعقاد المجلس الإداري للوكالة، حيث تضمن الحوار شبه احتجاج على عدم جعل رئيس الحكومة الوكالة من أولوياته، حينما نفى الصاقل وجود أي لقاء له مع رئيس الحكومة.

كما بعث الصاقل برسالة إلى بنكيران عشية تواصل مناقشة اللجن القطاعية لقانون المالية بضخ المزيد من الأموال العمومية لاستكمال مشاريع الوكالة، وفي ذلك أيضا دعوة باستعجال ترأس رئيس الحكومة للدورة الأولى للمجلس الإداري للوكالة لمناقشة ميزانيتها لسنة2012 وبرنامجها الاستثماري خلال الخمس سنوات 2012 ــ2016.

وهو يعطي الانطباع بوجود نقط خلافية وفق ما يفسره الفاتحـي بإصرار نقابة عبد الإله بنكيران إلا أن تجيب الصاقل بالدعوة إلى خوض مستخدمي الترامواي إضرابا رمزيا بتعليق المستخدمين لشارة حمراء، وتلته بالدعوة إلى إضراب عن العمل لمدة ثلاثة أيام قابلة للتجديد.

ويشير المحلل السياسي إلى أنه وإن تكن المطالب النقابية تبدو أمرا طبيعيا إلا أنها لا تخفي دلالات الصراع لتدبير نسق الإشراف الجديد لرئيس الحكومة على وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، في إطار ممارسة ما يعتبره صلاحياته الدستورية الجديدة الذي منحها له الدستور.

وبحسب الفاتحـي لا توجد أسباب موضوعية للدخول في تصعيد نقابة مستخدمي الترامواي التابعة لبنكيران للإضراب عن العمل بعد مرور بضعة شهور على انطلاق خدمات الترام، فيما لا يزال العديد من المستخدمين لم تُسَو بعد أوضاعهم المهنية من الناحية القانونية فبالأحرى المطالبة بالزيادة في الأجور، وتحسين الوضعية داخل مركبات هي الأجود على مستوى العالم على الأقل في الوقت الراهن.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات