قراءة في : " مخططات تيارات فاسدة في وزارة الصحة " ..!

مخططات ، تيارات ، فاسدة ، صحة .. مفردات لم أتي بها من عندي ، بل هي مما نص عليه تصريح الدكتور عبد العزيز الشهري مدير الشؤون الصحية في محافظة بيشة المشرف العام على مستشفى الملك عبدالله ، المنشور بصحيفة بيشة الاكترونية 6/ 6 / 2010 م نقلا عن صحيفة عكاظ .

فكيف نقرأ ما تعنيه هذه المفردات واقعا في مستشفى الملك عبد الله بمحافظة بيشة ؟ :

كنا نسمع عن مدى الفساد المستشري في أوصال مستشفى الملك عبد الله ، ذلك الصرح الطبي العملاق ولكنه عملاق فقط باسمه ولولى اقترانه باسم الملك عبد الله أيده الله لتطابق المظهر مع الجوهر والمخبر !

كنا نسمع عن تحول مستشفى الملك عبد الله إلى " مجزرة بشرية "
فكثيرة هي الحكايات التي تروي موت المرضى على أيدي السباكين – كما يشاع – المتعاقدين مع شركات النظافة على أساس أنها شركات تشغيل ، وأن سبّاكيها أطباء متخصصون - وهذا أيضا كما كنا نسمع ويشاع - ! كل ذلك حكايات يتداولها الناس في مجالسهم وبعضا مما ينشر على استحياء في الصحف ! إلا أن من المؤكد أن تلك الروايات والعبارات لم تتولد من فراغ ، وبما أنه ليس كل ما يشاع صحيحا فليس بالضرورة كل ما يقال غير صحيح !!

لكننا كنا نعلم – علم اليقين – ما تخلفه ورائها حوادث السيارات على شبكة طرق بيشة من قتلى ومصابين فكنا – وما زلنا - ندعو بالرحمة ( مقدما ) لكل من ينقل لمستشفى الملك عبد الله في بيشة أو مستشفى الملك فهد بالباحة من موقع الحادث حتى لو كانت إصابته متوسطة فهو أن لم يمت خرج من المستشفى معاقا إعاقة مستديمة لذلك يدعو الكل متضرعا إلى الله بهذا الدعاء :
( اللهم أرحمه في الدنيا أن خرج معاقا وأرحمه في الآخرة أن خرج ميتا وأحشره مع الشهداء والصديقين ) !

وربما ما لا تراه " أعين كاميرات وسائل الإعلام وأعين الرقابة لسبب أو لآخر هو ذلك الزحام في أقسام الطوارئ !، وهو ضرب المواعيد لمراجعة أطباء العيادات الخارجية وأقسام التنويم بالأشهر والأسابيع !، وهو الوصفات الطبية التي يحملها الفقراء لشراء الدواء من الصيدليات الخاصة !، وهو المعدات القديمة والقليلة وغير الملائمة المتوافرة في قسم العلاج الطبيعي !.
وكل ذلك مما تنفق عليه الدولة من مبالغ يمكنها تشغيل مستشفيات بمئات الأسرة لتخدم عشرات الآلاف من المواطنين !

لكل ذلك حق لنا أن نثق أن معالي وزير الصحة سوف يسأل المسؤولين عن مستشفى الملك عبد الله عن سبب هذا الواقع فضلا عن كل ما ألمح إليه مدير الشؤون الصحية والمشرف على مستشفى الملك عبد الله في محافظة بيشة من مظاهر للفساد في تصريحه المشار إليه أعلاه الذي كنا نعتقد قبله أن مصطلحات " مخططات وتيارات ومصالح مشتركة " لا تستخدم إلا للإشارة إلى مخططات الجريمة والإرهاب ، والتيارات الفكرية ، ومصالح الدول السياسية المشتركة ، فإذا " بشاهد من أهلها " يغير مفاهيمنا هذه المرة لأنه أراد أن يكون صادقا مع نفسه فيقول لكم : هذه المصطلحات يمكن أيضا أن تكون جزءا من واقع الفساد المالي والإداري في كثير من الأجهزة الحكومية .

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com