مواضيع اليوم

قراءة فى وجه مصر الغائب خلف الضباب !

أحمد قيقي

2013-12-03 22:08:48

1

وأخيرا  انتهت لجنة الخمسين من الموافقة على الدستور المصرى الجديد  حيث سيجرى الاستفتاء العام عليه  بعد تصديق رئيس الجمهورية  . وقد أثير  لغط  وجدل كثير  حول هذا الدستور , وكان لب الصراع والخلاف بشأنه  متجها  نحو هوية الدولة المصرية  , وما إذا كانت ستتجه نحو     الهوية  المدنية كما يريد معظم أعضاء لجنة الخمسين  أم نحو الهوية الأسلامية  كما يريد الأزهر  وممثلو التيار السلفى رغم ما قد يكون بينهما  من اختلافات فقهية  و الحقيقة انه كان من الصعب أمام الاغلبية  الليبرالية فى لجنة الخمسين  أن تتجاهل  مطالب التيار الاسلامى  وذلك  لأن نظام الحكم القائم يواجه  مشاكل حادة  مع تنظيم الإخوان الذى يعمل على إرباك الحياة  فى مصر  وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثلاثين من يونيه   ,والمسؤولون يخشون إغضاب التيارات الأخرى التى  اعطت  للثورة على الإخوان غطاء دينيا  أو بالاحرى مشاركة إسلامية  لأن إغضابهم  قد يجعل منهم مددا  وسندا لتيار الإخوان  فى ظروف بالغة  الدقة  والحساسية ,  من هنا  فأنا ارى أن الدستور قد جاء ليرضى جميع الأطراف  فهناك أولا :المواد التى تتحدث عن حرية العقيدة  وحرية الإبداع  وسيأخذ منها العلمانيون سندا  لقيام دولة مدنية , وهناك ثانيا المواد التى تتحدث  عن ان دين الدولة الإسلام وكون مبادئ الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع   وهذه المواد سيأخذ منها الإسلاميون منطلقا لإقامة الدولة الدينية  . وهنا  يخفى الضباب وجه مصر المستقبل   ويُطرح السؤال  الكبير  :  كيف ستكون مصر  بعد اعتماد هذا الدستور  , وما حجم الحريات الفكرية والفنية وحرية المرأة  التى سيكفلها الدستور والأهم  ما هى الحقوق التى سيكفلها  لأصحاب العقائد الأخرى خاصة المسيحيين ؟   .  هنا احب أن أسجل رؤيتى لمستقبل مصر  , ودعونى أزعم أننى ارى وجهها  من خلف الضباب   , لا أدعى فى ذلك رجما بالغيب ولا قدرة على التنبؤ   كل مافى الامر اننى  أقرأ الواقع  وأنقل  من ممارسات الماضى القريب  والحاضر  المٌعاش  ما يؤيد وجهة نظرى   وهى أننى كعلمانى  أشعر بالتشاؤم من المستقبل  وأرى ان مصر  سوف تصبح دولة  دينية أكثر تشددا وتطرفا  وحجرا على الحريات الفكرية والاجتماعية اكثر مما كانت أثناء  حكم مبارك  بل أكثر مما كانت فى ظل حكم المرشد ممثلا فى الدكتور مرسى  , وذلك للاسباب الآتية :  أولا  فى مثل حال شعوبنا  فإن الدساتير والقوانين  ليست هى التى تحدد ثقافة وهوية الشعب  ولكن الذى سيحددها هو الطرف  الأقوى  تأثيرا على الجماهير والأكثر انتشارا فى  الحياة العامة  والأفضل تنظيما   والمدعوم  بتراث  متجذر فى عقول وقلوب  الأغلبية الكاسحة من الجماهير   , وبالطبع هذا ينطبق على التيار الإسلامى فى مصر  . ثانيا  لا توجد فى مصر أحزاب أو قوى سياسية علمانية أو ليبرالية  منظمة وقادرة على مواجهة التيار الإسلامى  أوتحجيمه   ولكنها  مجموعة من الاحزاب التى جرى تهميشها فى عهد مبارك  ومجموعة من الأجزاب الجديدة التى  لم تستطع تكوين  جبهة جماهيرية  عقائدية أو فكرية   ثالثا   : لقد استطاع التيار الإسلامى فى عصر مبارك أن  يؤسلم  وجه المجتمع المصرى وفكره   بالتعاون مع اجهزة مباحث امن الدولة   مقابل أن يترك الإسلاميون   مأدبة السلطة بمشتهياتها  , والآن وقد  تغير الامر كلية  وأصبحت الشرطة ليست على استعداد للدخول فى عداوة مع أى اتجاه أو فصيل  وأعلن نادى ضباط الشرطة انهم لن يكونوا  فى خدمة أى نظام للحكم ولكن فى خدمة القانون  , ورغم   جماليات هذا الطرح  وحسن  مراميه  إلا أنه سيترك التيار الإسلامى  يتحرك بحرية كاملة مستخدما أسلحة لا يملكها  دعاة   حرية العقيدة والرأى  والفكر  والإبداع   , ولن يستطيع  هؤلاء أن يلجئوا لدستور حمال أوجه   وسيكون صوت  الإسلاميين  أكثر دويا  بل وتهديدا لمخالفيهم   لأنهم  سيكونون  متحصنين  بالمقدس  وغير مرتعشين من امن الدولة السابق   ولا من رئيس  يريد البقاء فى السلطة  وتوريثها بأى ثمن  , والاهم من كل ذلك  هو إصرارهم على تصفية حسابهم مع المجتمع  بسبب ما حدث لهم  بعد 30 يونيه  . من هنا  فأنا أرى صورة مصر الدينية قادمة فى الأفق  حتى وإن لم يكن الإخوان فى مقعد سلطة   الحكم إلا انهم سيكونون  فى  موقع السلطة  الأهم  وهى السلطة على عقول الناس وأفكارهم  وأنماط سلوكهم, وبعد ذلك  تأتى سلطة الحكم   متهادية  على مهلها وراحتها  !




التعليقات (1)

1 - دستور الأقلية الفكرية المرتدة عن الاسلام ساقط

ابواسلام pb - 2013-12-12 09:51:53

الدستور اللقيط وضعته اقلية فكرية مرتدة عن الاسلام متحولة عنه اما الى الالحاد او المسيحية مستقوية بالعسكر الذين على شاكلتهم سيسقط المصريون الانقلاب على الشرعية ويرمونهم دستور الأقلية الكافرة المرتدة في المزابل

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !