عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ...
وصوت إنسان فكدت أطير
إيه يا (تأبط شرا ) إذا كنت وأنت الرجل الجاهلى الذى تأبطت شرا كدت تطير لما سمعت صوت إسان فما أفعل أنا وأنا رجل حضرى لم أتأبط شرا ؟ ولابد لى من سماع أصوات كثيرة من أناس كثيرين لامناص من الحياة بينهم وسماع أصواتهم ؟
والله يا سيد (تأبط شرا) أنا اقدر موقفك وضيقك بتلك الحياة القاسية التى يكون فيها الحيوان الضارى أرحم بالإنسان من أخيه الإنسان ...فنحن لم نسمع عن ذئب افترس ذئبا بينما نرى الكثير من البشر يأكل لحم أخيه حيا وميتا ...وقد يكون لأكلة لحوم البشر بعض المنطق بدعوى أن البشر أولى من الأرض بأكل البشر وأن هذا الأكل يحل مشكلة لدى الجوعى ولكن ماحجة الذى يأكل أخاه وقد يكون أغنى منه وأكثر تخمة ؟ااا
إن الملاحظ أن الذى يعتدى على أخيه ظالم لاحق له وأن القوى هو المعتدى وأن الفقير هو المظلوم ..مع أن شريعة الغاب التى يدين بها السباع تجيز للقوى أن يأكل من الضعاف بقدر حاجته فقط ولذلك لانجد لدى السباع مخازن تدخر فيها جثث ضحاياها وإنما هو قوت يوم بيوم ...أما نحن البشر المتحضرون فمخازننا ملأى بما يكفينا وأولادنا أمدا طويلا ومع ذلك لانقنع ويطلردنا شبح الفقر والجوع وما هذا إلا من سخط الرب لجشع الإنسان
ونحن نقرأ فى سير الصالحين أنهم كانوا يحملون على ظهورهم ليكسبوا مالا يتصدقون به ونقرأ عن أم المؤمنين /عائشة رضى الله عنها أنها كانت تجلو الدرهم والدينار الذى تتصدق به وتقول :(إنه يقع فى يد الله قبل يد السائل ) .اااااا
إنها إذن النفس الإنسانية التى ترفع صاحبها إلى أعلى عليين أو تهبط به أسفل سافلين ...
وإذا كان الإنسان -أى إنسان -لايشك لحظة أنه سيغادر هذه الدنيا إلا أنه يبدو أن الإنسان ينسى ذلك أو يتناساه فيتصرف تصرف الخالدين فضلا عن الجاحدين للخالق الرقيب الحسيب وهؤلاء لايردعهم خوف من حساب لايؤمنون به ولايجدون رقيبا صارما من نظام دنيوى يسهل عليهم خداعه ..لذلك فأبواب القسوة والظلم مفتوحة أمامهم على مصاريعها والضحايا هم الضعاف والضحايا أيضا هؤلاء القساة حين تتعقد نفوسهم ويأخذهم سعار غرائزهم ومظالمهم إلى دنيا جافة من كل ماهو جميل ونبيل ويكونون كما قال الله عنهم "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم " وقد تكون حياتهم الجافة المجدبة دافعا للملل الذلا يودى بهم إلى الانتحار ...
إن (الإنسانية )معنى كبير وعال وغال وهو عنوان النفس الآمنة الودود التلا تألف وتؤلف وتبذل ما تستطيع من خير للناس بل لكل الكائنات ...
وقد يخطىء أصحاب النفوس الإنسانية وقد تكون خطاياهم جسيمة ولكن إنسانيتهم -فى النهاية -تشفع لهم
وتعليهم وقد لفت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظارنا إلى هذه المرأة البغى التى رحمت كلبا من العطش فسقته فشكر الله لها وغفر لها ...وهو صلى الله عليه وسلم الذى واسى طفلا حزينا على موت طيره الذى كان يلاعبه ... وهو صلى الله عليه وسلم الذى ينهى أن تمرالأسيرة على القتلى من قومها
بل هذه الإنسانية الرفيعة تأمر الذى يذبح شاة أن يريحها وألا يذبحها أمام حيوان آخر...
إنها افنسانية التى تبذر الرحمة للعالمين ...
فأين الناس من هذه الإنسانية ؟ااا
التعليقات (0)