مواضيع اليوم

قراءات في كتاب

nasser damaj

2010-11-10 16:00:04

0

قراءات في كتاب

(في دائرة الإبداع: أديبات وأدباء من قطر)

في كتابه "في دائرة الإبداع"
خليل الفزيع.. وأنطلوجيا عن الأدب القطري
محمد ولد الطالب

لا جدال في أن أديبات وأدباء قطر قد صاغوا بإبداعاتهم المختلفة تفاصيل ملامح حركة ثقافية معاصرة، تبوأت مكانة مرموقة في المشهد الثقافي على المستوى الخليجي والعربي.. وعلى مدار عقود من الزمن شكلت عطاءات هؤلاء تراكمات أدبية.. كانت محط اهتمام واسع، من لدن الباحثين والنقاد قراءة وتأصيلا، ونحن اليوم ضيوف بين دفتي كتاب "في دائرة الإبداع.. أديبات وأدباء من قطر" للكاتب خليل إبراهيم الفزيع، يتناول التجربة الأدبية المعاصرة في قطر، في خروج موفق من ربقة مناهج النقد الضيقة، ومن حدود البحوث والدراسات المحكومة بالتخصص.. إلى فضاءات أنطلوجيا واسعة، من شانها أن تقدم صورة أكثر شمولية ووضوحا عن الأدب القطري المعاصر.
يستهل الكاتب خليل إبراهيم الفزيع تقديم كتابه "في دائرة الإبداع" بربط الثقافة القطرية بجذورها التاريخية العربية، عبر امتدادات سحيقة من التأثر والتأثير، ليصل إلى ما شهدته الثقافة المعاصرة في قطر، من نمو سريع أفضت إليه جملة من العوامل، كإصرار الموهوبين من أبناء قطر على دعم التنمية الثقافية، ومشاركة بعض المثقفين العرب البارزين في وضع أسس هذه الحركة الثقافية، إلى جانب اهتمام الدولة بدعم النشاط الثقافي، وإرسال البعثات إلى عواصم العالمين العربي والغربي.. ثم تطرق إلى ذكر بعض الشعراء والكتاب الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في هذا المجال.. ليختم تقديمه بالحديث عن الثقافة القطرية قائلا: (هي ثقافة جديرة بعناية الكتاب والباحثين، بعد أن حققت إنجازات جميلة ورائعة في جانبها الأدبي.. كان لها صداها الواسع في دنيا الأدب).
إن ما يميز هذه الدراسة الأنطلوجية عن غيرها هو عدم رضوخها لأحادية الجنس الأدبي كما تعودنا.. وبالتالي هي لم تتمحض للشعر أو القصة أو الرواية، بل جمعت بينها في تجاوز للأجناس نحو البعد الأدبي الذي يشتمل عليها جميعا.. واستغنت عن السير الذاتية.. وقدمت النصوص من خلال مقاربات قرائية.. فجمعت بذلك بين البعد النقدي من جهة، والمنهج الأنطلوجي من جهة أخرى.
وبأسلوب ممتع وأخاذ يجمع الكاتب خليل إبراهيم الفزيع في دائرة الإبداع عشرة أدباء قطريين، هم على التوالي: مبارك بن سيف آل ثاني في الفجر الآتي، والعطية وذاكرة بلا أبواب، د. كلثم جبر بين الكتابة الصحفية والفن السردي، وسنان المسلماني وسحائب الروح، ود. زكية مال الله ومدى، وجاسم صفر وكأن الأشياء لم تكن، ود. هدى النعيمي بين مكحلة الأنثى وأباطيل الحياة، ود. حسن رشيد وجوانب من إبداعاته، وجمال فايز بين الرحيل والميلاد، ود. ربيعة صباح الكواري والشعر الشعبي في الخليج.
يقع كتاب "في دائرة الإبداع أديبات وأدباء من قطر" في مائة وست وخمسين صفحة، تتيح للقارئ متعة التنقل بين كوكبة من أدباء قطر، شكلت تجاربهم فسيفساء تناغمت فيها الأصوات، وتباينت التجارب، والألوان، لكنها تضافرت دون تنافر، وتداخلت عبر أنساقها وأنماطها، مفضية إلى إمكانية استخلاص صورة كلية عن الحركة الأدبية المعاصرة في قطر، مع الشعور بثقة عارمة عن مصداقية الكاتب والكتاب، في المنهج والأسلوب والطرح، عبر دراسة متأنية تعي أهدافها في سبر أغوار مادة جديرة بالدراسة والقراءة.
                              
(جريدة الشرق القطرية الأربعاء 11/2/2009)

 

 (أديبات وأدباء من قطر في دائرة الإبداع) والإضاءة النقدية
للكاتب والناقد خليل إبراهيم الفزيع

ذات مرة قال ناقد كبير هو مارون عبود للشاعر الكبير نزار قباني "أنت شاعر بكل ما لهذه الكلمة من معنى"، فكان نزار يفخر بذلك ويقول "نحن عشنا في زمن مارون عبود" .. إن الإبداع لا يمكن أن يصل إلى مبتغاه دون النقد حتى لو حقق انتشاراً استثنائياً لدى الجمهور كما في حالة نزار قباني، فما بالك بشعراء أو مبدعين دون شهرته.
إن النقد هو الذي يضع النقاط على الحروف ويبين للجميع، مبدعين ونقاد ومتلقين، لماذا سما هذا المبدع دون ذاك، ولماذا تألق شاعر في هذه القصيدة بينما خبا وهج تلك الروائية في فصل من روايتها؟ وكلما تقدم المستوى النقدي تقدم المستوى الإبداعي، وثمة أمثلة كثيرة لسنا الآن في مجال ذكرها، حسبنا أن نعرض اليوم أحد الكتب النقدية الهامة التي صدرت حديثاً للكاتب الناقد خليل إبراهيم الفزيع وعنوانه: "في دائرة الإبداع .. أديبات وأدباء من قطر"، والذي يتضمن عشر مقالات نقدية تناول فيها الفزيع جانباً أو عدداً من الجوانب لإبداعات عشرة كتاب من قطر، حيث تناول بالنقد المسرحية الشعرية الشهيرة "الفجر الآتي" للشاعر الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني وديوان "ذاكرة بلا أبواب" للشاعر محمد بن خليفة العطية وتجربة الكاتبة القصصية الدكتورة كلثم جبر من زاوية تأرجحها بين الكتابة الصحفية والفن السردي ثم ديوان "مدى" للشاعرة الدكتورة زكية مال الله وترجماته المتعددة، وكتاب جاسم صفر "وكأن الأشياء لم تكن" ثم تجربة كاتبة القصة القطرية الدكتورة هدى النعيمي بين مكحلة الأنثى وأباطيل الحياة وكاتب القصة الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد وجوانب إبداعاته المختلفة وكاتب القصة جمال فايز في مجموعته الأخيرة "الرحيل والميلاد" ثم الدكتور ربيعة صباح الكواري في دراسته البحثية المبدعة "الشعر الشعبي والاتصال الإنساني في الخليج: محمد الفيحاني نموذجاً".
ويقدم الكتاب الذي يقع في 158 صفحة تعريفاً جيداً لعوالم هؤلاء الكتاب والكاتبات بلغة سهلة محببة لا تتعالى على القارئ ولا تستعصي عليه مسلطة الضوء النقدي على تجاربهم ونوعية إبداعاتهم بكثير من الجدية والتكثيف، الأمر الذي يمهد المتلقي لقراءة وتأمل أطول في هذه الإبداعات التي وإن تنوعت وتباينت في مستوياتها، إلا أن قلم الناقد خليل الفزيع جعلها تنسجم وتتآلف بين دفتي كتاب.
يقول الفزيع في تقديمه للكتاب: "ظهرت في سماء الثقافة المعاصرة في قطر نجوم لامعة، منها من كان له فضل الريادة، ومنها من سار على طريق الرواد، ليضيف إلى ما قدموه من إنجازات ثقافية .. إنجازات جديدة، بل ومتميزة في بعض جوانبها، ومنها الصحافة والإذاعة والتلفاز والفنون المسرحية والتشكيلية والأدبية، شعراً وسرداً ونقداً، مضيفاً: ساعد على ذلك وجود بعض المؤسسات الثقافية التي أنيطت بها مهمة رعاية الحركة الثقافية، وكللت هذه الجهود بتأسيس المجلس الوطني للفنون والتراث ليسهم بجهد كبير في دعم التنمية الثقافية ودفعها إلى الأمام لتخطو خطوات واسعة في شتى مجالات الثقافة، وقد تحول المجلس إلى وزارة لتحقيق المزيد من هذا الدعم والخروج بالثقافة والفنون والتراث إلى آفاق أكثر اتساعاً ومجالات أكثر شمولاً.
أخيراً يذكر أن الكتاب صدر عن مطابع الشركة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام في المملكة العربية السعودية
                     
 
              (جريدة الراية القطرية الجمعة 26/12/2008)

 إصدار جديد للمؤلف السعودي خليل الفزيع
أديبات وأدباء من قطر
في «دائرة الإبداع»

الدوحة - سحر ناصر
مبارك بن سيف آل ثاني، العطية، د. كلثم جبر، سنان المسلماني، د. زكية مال الله، جاسم صفر، د. هدى النعيمي، د. حسن رشيد، جمال فايز، د. ربيعة صباح الكواري «نجوم لامعة ظهرت في سماء الثقافة القطرية». هذا ما جاء في مقدمة الكتاب الذي صدر حديثاً للمثقف والصحفي السعودي خليل إبراهيم الفزيع، بعنوان «في دائرة الإبداع- أديبات وأدباء من قطر». وتناول الفزيع بعض أعمال هؤلاء الكتاب، مسلطاً الضوء على إسهاماتهم في تنمية الحركة الثقافية القطرية، ومستعرضاً تجربة الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني في مسرحية «في الفجر الآتي»، وعالم الشعر عند العطية من خلال «ذاكرة بلا أبواب»، وإنجازات د. كلثم جبر «بين الكتابة الصحفية والفن السردي»، منتقلاً بعدها إلى كتاب سنان المسلماني «سحائب الروح» وكيفية تجسير العلاقة بين الفنون والأدب، ليتطرق بعد ذلك لأعمال د. زكية مالله بعنوان «مدى.. والترجمات المتعددة». ثم تناول الفزيع رمزاً آخر من رموز الثقافة القطرية، وهو الكاتب جاسم صفر، من خلال كتابه «كأن الأشياء لم تكن». ولم تكتمل دائرة الإبداع التي يتنقل فيها الفزيع إلا بالحديث عن قصص الدكتورة هدى النعيمي القصيرة «بين مكحلة الأنثى وأباطيل الحياة»، وجوانب من إبداعات د. حسن رشيد في القصة القصيرة والمسرح والنقد، بالإضافة إلى الكاتب جمال فايز وتألقه في الفن القصصي.
وختم الفزيع كتابه الذي جاء في 156 صفحة بالدكتور ربيعة صباح الكواري مبحراً في عالم «الشعر الشعبي في الخليج».

(جريدة العرب القطرية الأثنين 15/ديسمبر/2008)


خليل الفزيع
يطل على المشهد الأدبي القطري عبر عشرة كتّاب

كتب ـ محمد هديب
«في دائرة الإبداع»، عنوان جديد يضيف إلى الساحة الإبداعية كتابة تقرأ المشهد الثقافي المحلي بقلم خليل إبراهيم الفزيع، في إصدار خاص صدرت طبعته الأولى مؤخرا، ويقرأ المؤلف في متنه تجارب عشرة كتاب وكاتبات من قطر، تتوزع مجالات إبداعهم بين القصة والشعر على نحو خاص، ومجالات أخرى مثل النقد والبحث والكتابة الصحفية.
وفي تصدير الكتاب قدم الفزيع عرضا سريعا للحراك الإبداعي قال فيه: «نمت الحركة الثقافية المعاصرة في قطر نموا سريعا، وحققت انجازات كبيرة في مجالاتها المختلفة، ومما ساعد على ذلك إصرار الموهوبين من أبناء قطر على دعم التنمية الثقافية، ومشاركة بعض المثقفين العرب البارزين في وضع أسس هذه الحركة الثقافية، إلى جانب اهتمام الدولة بهذا الجانب الهام من النشاط الإنساني، وكانت البعثات الخارجية إلى عواصم العالم العربي والغربي قد أسهمت ـ اثر عودتها ـ بدور أساس في دعم وتنمية هذه الثقافة، وتقويم مسارها لتساير ما هو قائم في البلدان العربية الأخرى ذات الاهتمام المبكر بالشأن الثقافي باعتباره من أهم ملامح التنمية الشاملة، والمعبر عما وصلت إليه الشعوب من تقدم وازدهار، في مختلف المجالات».
مسرحية «الفجر الآتي» كانت أول ما تطرق إليه الكاتب وهي من تأليف الشاعر الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني، الذي صدر ديوانه الأول عام 1971، وهي فترة مبكرة نسبيا في تاريخ الأدب القطري الحديث، واعتبر الكاتب «الفجر الآتي» ريادية وتكشف تمكن الشاعر وقدرته على الإبداع الشعري والعناية الكبيرة بالتاريخ الإسلامي خاصة في الفترة الممتدة بامتداد زمن المسرحية أي الفترة التي رافقت بدايات ظهور الإسلام حين لاقى المسلمون من المصائب والأهوال ما لا طاقة لأحد على احتماله.
كما تطرق الكاتب إلى ريادة أخرى حققها الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني وهي الشعر الملحمي عندما أصدر «أنشودة الخليج» وهي تجربة لم يسبق لأحد من شعراء قطر أن خاضها.
ذاكرة بلا أبواب
يعلل الكاتب قلة إنتاج الشاعر محمد بن خليفة العطية أو قلة ما ينشره إلى سيادة الشعر الرديء الذي يجد من يسانده فيقبل عليه قراء فسدت ذائقتهم الشعرية وفقدوا حس التلقي السليم، وما تزخر به الساحة ـ يضيف ـ من منثور الكلام أو منظومه المحسوب على الشعر بما يدل على الهوان الذي وصلت إليه القصيدة.
ويأخذ الفزيع ديوان «ذاكرة بلا أبواب» نموذجا قائلا أنه يضع المتلقي أمام خيارات الولوج إلى عالم الشعر الجميل. ويعتبر الكاتب أن العنوان بوصفه مفتاح الديوان يحمل دلالة لا تغيب عن فطنة المتلقي، «فالذاكرة عندما تصبح بلا أبواب فما ذلك سوى انطلاقة حرة في آفاق الماضي الذي ينعش الحاضر ويؤسس للمستقبل بتلك الشاعرية التي لا تعرف أدلجة المشاعر أو تأطيرها في نطاق يضيق عليها الخناق».
أما قصائد الديوان الـ 39، فإنها تقدم ـ كما يرى ـ أجواء مختلفة النكهة والطقوس، متنوعة الإيحاءات والبواعث، وأن القارئ سيكتشف أن ثمة خيطا يجمعها في منظومة لا تخطئها المشاعر، التي ستندفع حتما وراء إغراء هذا البوح الذاتي، وذلك هو الصدق الفني بما يعنيه من إبداع وشاعرية، ومن ثم ينطلق الشاعر إلى تفجير الوعي بالهم الإنساني الأشمل.
بين الكتابة الصحفية والفن السردي
يطالع الكاتب تجربة الدكتورة كلثم جبر لكن ليس في القصة التي تعتبر واحدة من رائداتها في قطر والخليج، ولا القوة الشعرية الدافقة سواء فيما كتبته وبقي محدودا أو الذي تسرب عبر قصصها.
ومع انشغالها في التدريس الأكاديمي بجامعة قطر «لم يعد إبداعها القصصي متواصلا مع المتلقي كما هو في سابق عهدها بالكتابة»، أما وقد عرفنا بعد ذلك كتابتها الصحفية من خلال زاويتها «فيض الخاطر» في جريدة الراية، فإن ذلك هو المدار الذي اختاره الكاتب ليرى خلاله أن كلثم جبر تنطلق على سجيتها في كتابتها الصحفية حيث تطرح الكثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية والفنية.
وقدم الفزيع إسهامات الكاتبة في هذا السياق مثل كتاب «أوراق ثقافية»، الذي يتناول قضايا حول المبدع والانتماء، وعدوانية الحوار، الشعر العربي المعاصر، والتفكير الإبداعي والثقافة العربية والعولمة، وجمالية النص، وسوى ذلك من المقالات المنشورة سابقا والتي اجتمعت بين دفتي الكتاب تسهيلا لتحصيل الفائدة في التعرف على نظرة الكاتبة ونقاشاتها للمفاهيم وقراءة الحال الثقافي وإفرازاتها. والكتاب الصادر عن وزارة الثقافة 2003، يشكل البداية التي ينطلق منها الفزيع للعودة إلى الوراء 30 عاما أي إلى صدور المجموعة المبكرة «أنت وغابة الصمت والتردد»، عام 1978، مرورا بـ «إيقاعات للزمن الآتي» عام 1999 بالمشاركة مع الكاتب، و«وجع امرأة عربية» عام 1993، وهي المجموعة التي حظيت باهتمام كبير من قبل النقاد وفي مقدمتهم رجاء النقاش الذي قال إنها تعبر عن حنين دافئ للانتماء، وإن ليس فيها نهائيا لا حل له ولا حيلة فيها ولكنه اغتراب البحث عن شاطئ ومرفأ وأرض من السلام والتفاهم الإنساني، والعواطف الصادقة، والتفكير القائم على أسس صحيحة».
روح قلقة وحالمة في سحائب الروح
العطش رابط بين عنواني «سحائب الروح» و«مزن»، وهما الإصداران اللذان قدمهما الشاعر سنان المسلماني، ليكتسيا حسب قراءة الفزيع دلالات أبعد مما يدلل عليه عامة الناس.
وقد تفرغ الكاتب إلى قراءة «سحائب الروح» وقال فيها: إنها نصوص جميلة تحمل شفافية الروح، وشفافية التعبير وشفافية الموضوع، لتكتمل الصورة في لوحة مرسومة بالكلمات.
ويجيد الكاتب التقاط ما ينتظم سحائب الروح، حيث يصفها «الروح الطموحة والقلقة والحالمة التي يقدمها المسلماني بأكثر من شكل، أحيانا النثري، وأحيانا التوزيع الشعري الذي تظهر به قصيدة التفعيلة لكنها في الأساس لا تملك مبررات هذا الاختلاف في هذا الشكل أو ذاك، اللهم إن كان ذلك من باب التنويع جلبا للراحة لعيون القراء التي يرهقها التعود على رتابة الصفحات المملوءة بالكتابة».
ويستحضر الكاتب نصا عن الليل مثالا على النصوص التي تحمل في داخلها نواة يمكن أن تستقل بذاتها لتنشطر داخل غلافها مكونة لوحة متناغمة ذات إيحاءات متنوعة، يقول نص الليل: الليل طويل ومتعب كمفازة، وهذا القنديل العابث ما مل قفزاته ولا عثراته فوق جسد الظلمة.
«مدى».. والترجمات المتعددة
يصفها بأنها من أنشط الشاعرات الخليجيات إنتاجا وأكثرهن حضورا ومتابعة لحركة التجديد.
واتخذ خليل الفزيع ديوان «مدى» الذي ترجم إلى الانجليزية والفرنسية والأسبانية والتركية واليونانية والهندية، دفعة واحدة في كتاب واحد ضمن ما يعرف بالمختارات الشعرية.
ويقول في هذا السياق: في ظل محدودية الطبع وصعوبات التوزيع تبرز علامات استفهام عن الهدف من تعدد اللغات في كتاب لا تزيد صفحاته على 168 صفحة.
ويقرأ قصائد المختارات معتبرا أن عنوان قصيدة «أغنية الشوق» ينطبق على معظم ما كتبته الشاعرة حيث ينتظم شعرها هاجس الشوق، وهو هاجس يقض مضجع المرأة، كما يقض مضجع الرجل، ولكن المرأة بعاطفتها الرقيقة ومشاعرها المسفوكة على مذبح الحرمان هي الأكثر إحساسا بهذا الشوق، والأعمق تعبيرا عن لواعجه وأحاسيسه، بل إن الشاعرة بدأت منذ ديوانها الأول تتهجد «في معبد الأشواق» بقصائد توزعت بين دواوينها.
وكأن الأشياء لم تكن
السمة الأساسية التي يخلعها الكاتب على كتابات جاسم صفر هي النفس الوجداني، والمعالجات الاجتماعية، فيقول « يتسم أسلوبه بالشفافية سواء في بوحه الذاتي أو في طرحه لهموم المجتمع والوطن والأمة، وهو يرسم لوحاته بلغة شاعرية جلية لا تلتبس فيها المعاني أو تختفي وراء الضبابية والغموض، وأسلوبه السهل الممتنع يتيح له العبور إلى المتلقي بسهولة في تعبيره عما يختلج في النفس من مشاعر وأحاسيس». وبعد تقديم سيرة ذاتية للكاتب يذهب الفزيع إلى موضوعه الرئيسي المتمثل في 420 صفحة جمعت إلى بعضها تحت عنوان «كأن شيئا لم يكن»، وهي جملة النصوص التي لم تفارق الوصف الأول للكاتب حيث العنوان الأول هو الوجدانية الموغلة في ذاتيتها، المعبرة في جميع النصوص عن الأمل واليأس والحزن والفرح والحضور والغياب.
بين مكحلة الأنثى وأباطيل الحياة
اعتبر خليل الفزيع ظهور الكاتبة هدى النعيمي عام 97 وأعني الظهور من خلال كتاب، مفاجئا للقارئ، حيث اختارت النعيمي أن تخرج بكتاباتها بعد اشتداد عودها، فكانت المجموعة القصصية الأولى «المكحلة»، وتلتها في 1998 «الأنثى»، ثم «أباطيل» في عام 2001.
ويقول الكاتب «رغم أن المكحلة باكورة إنتاج الكاتبة إلا أنها تحمل من التقنية العالية في المعالجة القصصية ما يثبت التمكن والدراية التامة بأسرار الكتابة القصصية مما لا يتيسر لكل من أراد، ما لم يملك من الموهبة والثقافة الشيء الكثير».
ومستعرضا العديد من الشهادات حول تجربة القاصة هدى النعيمي يدعو الكاتب إلى التعرف أكثر على مناخاتها الفكرية حيث قصصها مفعمة بهذه المناخات وبما يدفع للاطلاع على آفاقها المعرفية بالسلوك الإنساني وما يمكن أن توحي به من ملامح توضح الكثير من خفايا الحياة.
حسن رشيد.. جوانب من إبداعاته
لا يرتئي خليل الفزيع الحديث عن حسن رشيد من خلال صيغة تعميمية، فهذا في رأيه لن يحقق المطلوب من حيث أن رشيد يمتلك عبر أربعة عقود ما يلزم تسليط الضوء عليه قاصا ومسرحيا وناقدا، ففي القصة القصيرة رأى الكاتب أن حسن رشيد واحد ممن اخلصوا لكتابة القصة فكان تعاطيه معها جادا فتطورت عبر مراحل حياته وهو تطور شمل الأسلوب وتقنية الكتابة والتجريب الذي قاده إلى القصص القصيرة جدا.
وفي المسرح قال الفزيع أن رشيد من الذين أسهموا بجهد وافر في دعمه وتطويره منذ بداياته عام 1972، عندما تأسست أول فرقة مسرحية تحت اسم «فرقة المسرح القطري».
ومن المعروف أن حسن رشيد ربما الأكثر إسهاما محليا في حقل الدراسات المسرحية.
أما النقد الأدبي فيرصد الكاتب انه في قطر كان نقدا انطباعيا إلى أن قدر لنخبة من المهتمين تطوير هذا الاهتمام بالاتجاه إلى المنحى الأكاديمي للتخصص في النقد الأدبي، ويشير إلى حسن رشيد بوصفه واحدا من الذين قدموا إسهاما نقديا رفيعا مشتملا على نظرة واعية وعميقة ومسؤولة.
بين الرحيل والميلاد
بدأ خليل الفزيع حديثه عن القاص جمال فايز باعتباره واحدا من الجيل الثاني ويضيف «أن المتابعين لإبداعات جمال فايز يلمسون تألقه في الفن القصصي منذ صدور مجموعته الأولى «سارة والجراد»، عام 1991، وعند الحديث عنه نقف أمام موهبة أثبتت وجودها على الساحة العربية بجدارة واقتدار لا يمكن التشكيك فيها». ويرى الكاتب أن هاجس الانتماء محور هام في قصص جمال فايز وهو انتماء لا تفرضه الحاجة بل يفرضه الولاء والحرص على المعاني الجميلة التي تعنيها عوامل هذا الانتماء.
الشعر الشعبي في الخليج
يخصص خليل الفزيع الجزء الأخير من كتابه لقراءة كتاب «الشعر الشعبي والاتصال الإنساني في الخليج: محمد الفيحاني نموذجا»، لمؤلفه الدكتور ربيعة صباح الكواري، وهو الكتاب الذي ينظر إليه الكاتب بوصفه إضافة جادة إلى المكتبة العربية أضاءت هذا الجانب من وسائل الاتصال الإنساني كما أضاءت جوانب من حياة الشاعر محمد الفيحاني.
وبحكم تخصص الكواري في الاتصال الجماهيري فإن كتابه عن الفيحاني أتى نموذجا حيث شغل الشاعر الوسط الشعبي في الخليج العربي بأشعاره وحياته وقصة حبه التي أشعلت لديه كوامن الموهبة.
واستعرض الكاتب محتويات كتاب الفيحاني مؤكدا في نهاية المطاف أن الكتابة عن الشعر الشعبي تحتاج إلى مثل هذا البحث الجاد الذي قام به الكواري عن الشعراء الشعبيين حيث تغلب على معظم ما يكتب عنهم السرعة وعدم الدقة.
                        
          (جريدة الوطن القطرية الجمعة 9/1/2009)

 

في دائرة الإبداع لخليل الفزيع:

الدكتور ربيعة بن صباح الكواري
أستاذ الإعلام المساعد ـ جامعة قـطـر

أهداني الأديب والكاتب السعودي المعروف خليل إبراهيم الفزيع إصداره الأخير وهو بعنوان "في دائرة الإبداع: أديبات وأدباء من قطر" .. والمؤلف يعد بلا شك إضافة جديدة للمكتبة القطرية لكونه يؤرخ ويوثق للأدب والأدباء في دولتنا الحبيبة قطر.
يقول الفزيع في إهداء الكتاب:
" إلى المبدعات والمبدعين أقدم هذه الباقة، وقد جمعت ورودها من حديقة الإبداع التي أينعت في هذا الجزء من عالمنا العربي، كما هي في بقية البلدان العربية الأخرى.. في تألقها وازدهارها ونبضها الأنيق".
ويقول أيضا:
"وقد نمت الحركة الثقافية المعاصرة في قطر نموا سريعا، وحققت إنجازات كبيرة في مجالاتها المختلفة، ومما ساعد على ذلك إصرار الموهوبين من أبناء قطر على دعم التنمية الثقافية ومشاركة بعض المثقفين العرب البارزين في وضع أسس هذه الحركة الثقافية في هذا الجزء العزيز من خليجنا الأغر إلى جانب اهتمام الدولة بهذا الجانب المهم من النشاط الإنساني.. وقد ظهرت في سماء الثقافة المعاصرة في قطر نجوم لامعة منها من كان له فضل الريادة ومنها من سار على طريق الرواد ليضيف إلى ما قدموه من انجازات ثقافية انجازات جديدة بل ومتميزة في بعض جوانبها وفي ميادين الثقافة المتنوعة ومنها الصحافة والإذاعة والتلفاز والفنون المسرحية والتشكيلية والأدبية شعرا وسردا ونقدا..".
وقد احتوى مؤلف الأديب الفزيع على عشرة أسماء من أدباء وأديبات قطر:
- مبارك بن سيف آل ثاني "في الفجر الآتي".
- محمد بن خليفة العطية "وذاكرة بلا أبواب".
- د. كلثم جبر الكواري " بين الكتابة الصحفية والفن السردي".
- سنان المسلماني "وسحائب الروح".
- د. زكية مال الله "مدى : والترجمات المتعددة.
- جاسم صفر "وكأن الأشياء لم تكن".
- د. هدى النعيمي "بين مكحلة الأنثى وأباطيل الحياة".
- د. حسن رشيد "وجوانب من إبداعاته".
- جمال فايز "بين الرحيل والميلاد".
- د. ربيعة صباح الكواري "والشعر الشعبي في الخليج". 
                      
        (جريدة الشرق القطرية الأحد 25 يناير 2009)

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات