قرأت لك
مختصر وتحليل وتعليق ونقد للكتاب
في سبيل موسوعة معرفية مختصرة
(2)
القسم الثاني:
الموقف من الشيعة:
وفي رؤيته لانتصار حزب الله في لبنان على اسرائيل عام2000م يتطابق رأي بن لادن والقاعدة وطالبان مع راي احمد زيدان مؤلف الكتاب!في حساسية موقفهم من الشيعة،وهو استخدام لبق لكلمة في غير محلها بدلا من استخدام كلمات الحقيقة المرة المتمثلة بالحقد الطائفي البشع والاعمى الناتج من قرون عديدة من الشحن الفكري الجاهل والمعتقد بان الحق والحقيقة فقط لهم دون غيرهم،مع ابتعادهم الدائم عن الجدل الفكري والمناقشات المنطقية التي تثبت بطلان افكارهم الفاسدة وكدليل لانغلاق عقولهم وقلوبهم،وفي اللقاء يحاول بن لادن الابتعاد عن اثارة ذلك ولكن بدون جدوى من ان حزب الله يحظى بدعم محلي واقليمي بينما لا يوجد من يدعم حركات السنة في لبنان وهو في الحقيقة كذب مغلف فساحة الحرب الداخلية في لبنان سمحت للجميع بحمل السلاح وبالحصول على دعم محلي واقليمي،الا ان وجود السنة في الغالب في مناطق بعيدة عن الحدود مع فلسطين واقتصار حربهم مع المسيحيين هو الذي اتاح للشيعة خوض الحرب مع اسرائيل،ثم ان توفر القوة البشرية والمادية لا يحد من مشاركة السنة في قتال اسرائيل الا ان الحقد الاعمى الذي يجمع خوارج العصر مع الامكانات المادية والبشرية الهائلة هو الذي يجعلهم بارزين في الساحة اليوم،ولو تركوا همجيتهم الفكرية والجسدية لانتهوا في غياهب التأريخ.وفي رأي المؤلف ان الشيعة الفاطميين من اتباع المذهب الاسماعيلي فشلوا في تشييع احد من مصر بعد قرون من حكمهم وهو كذب مفضوح،حيث كان حكمهم منفتحا وتواجد في ممالكهم مختلف الطوائف،لكن تغلب الهمجية والوحشية المتمثلة بالايوبيين وعلى راسهم صلاح الدين الذي غطى على افعاله الوحشية في ابادة الشيعة وكل ما يتصل بهم من تراث،عمله في تحرير القدس،وكأن قتل البشر بالجملة لا قيمة له اذا كانت هناك اعمالا اخرى سواء عسكرية او مدنية ينظر لها باعجاب،ففي ذلك يمكن تبرير جرائم غالبية الطواغيت بحجة ان الغاية تبرر الوسيلة!.
ويذكر المؤلف في مكان آخركيف ان التفاوض بين الطرفين الافغاني تحت حكم الطالبان والامم المتحدة في داخل سفارة باكستان ،لم يراعوا فيه مشاعر الباكستانيين رغم دعمهم لهم في كل شيء وهو ناتج من التعصب والهمجية المعروفة عن هؤلاء الاجلاف،في رفض التفاوض وصورة مؤسس دولة باكستان الحديثة محمد علي جناح الشيعي رغم انه متوفي منذ زمن بعيد معلقة في سفارتهم وهي ارض باكستانية ويحق لهم عمل مايروق لهم ايضا،وكيف تم حل المشكلة في تنازل مهين بوضع قطعة قماش على الصورة،في ذلك المستوى الوضيع كان يحكم هؤلاء ولم يبقى منهم الان سوى بعض الزبانية في الاعلام يدافعون عنهم،بعد ان تطهرت ارض افغانستان منهم التي ارتوت بدماء مئات الالاف من الشيعة وغيرهم من السنة المخالفين لتوجهاتهم الفكرية الضيقة.
ويكفي للدلالة على همجية ووحشية هؤلاء الرعاع من قتلهم لزعيم حزب الوحدة الشيعي مزاري عام 1995م والذي جاء مفاوضا لهم ولم يكن مقاتلا لهم في بداية تاسيس الحركة،حيث قاموا بقتله بأكثر من 150طلقة في جسمه الشريف ثم رموا به من الطائرة في غدر وخيانة واضحتين كذلك اعمالهم الوحشية في العراق وما قاموا به من مجازر طالت في النهاية من قاموا بدعمهم من السنة مما سبب طردهم بمهانة وذلة من مناطقهم.
وفي رأي المؤلف الجاهل والمتعصب ان الشيعة غير مؤهلين لحكم العالم الاسلامي بسبب قلة عددهم ونسب ذلك الرأي للغرب وفي النهاية يقول صدق كلامي في ذلك،وهو يتناسى ان اليهود بقلة عددهم(15مليون)لهم من النفوذ في العالم مايفوق لدى الشيعة(500مليون) مما يؤيد ان العدد لا يكون عائقا امام القيادة،وهو في الحقيقة ينطلق من موقف طائفي متعصب لا يرقى الى البحث العلمي المحايد الذي قد يوصله الى نتائج لا تتلائم مع توجهاته!.
التجربة الصومالية الفريدة:
وفي عنوان بارز ورئيسي يبدي بن لادن اعجابه بالتجربة الصومالية وكيف انها تستحوذ على تفكيره،ويشاركه المؤلف ذلك في رغبته الملحة للحديث عن تلك التجربة وكيف ان الظروف لم تسمح بالحديث عنها معه،انه منتهى السخف والتفاهة في الحديث عن تجربة صومالية وكأن الصومال احد النمور الاسيوية في النمو الاقتصادي او التطور العلمي والتكنولوجي ولكن موقعه في افريقيا!!وبالتالي ضرورة الاخذ بالتجربة العظيمة لانها تنطوي على فوائد جمة للتطور الحضاري البشري!هكذا مستوى التفكير لدى هؤلاء،بلد ممزق منذ عشرين عاما ومكانته في ادنى المستويات العالمية للقياس وفي شتى المجالات،ولا يجد شعبه غير الهروب من جنة بلادهم المزعومة الى الدول المجاورة مجازفين بحياتهم التعيسة في البحار الخطرة،تعيث في ارضه العصابات الاجرامية بمختلف الاوصاف والحجج ويمارس القتل المجاني بالجملة ويحتاج البلد الى عشرات السنين من الدعم الدولي الكبير للوصول الى ادنى مستوى ممكن من المعيشة الكريمة هذا في حالة حدوث معجزة توقف الارهاب ونزيف الدم المستمر! هذا ومن حسن حظ الصومال ان البلد يخلو من الشيعة وبقية الاديان الاخرى ولو وجدت لكانت الابادة اكبر مما هو موجود الان! يتحدثون عن تجربة فريدة من القتال لتحويل افغانستان الى حالة مشابه للصومال،والان بعد مرور ست سنوات على سقوط طالبان لم تتحول افغانستان الى صومال ثانية،ومازال الصومال يئن من جراء تجربته الفريدة ولو استمر الحال على ماهو عليه لبقى عدد سكانه مساويا لعدده قبل ثلاثين عاما رغم عدد المواليد المرتفع الذي يعوض قتلاه ومهاجريه.
يتحدث بعدها عن لقاءه الفريد عام 1995م مع الملا عمر زعيم طالبان،وهو اكثر انغلاقا من بن لادن،ويصفه بأنه بسيط ورجلا عاديا ولايفقه شيئا مما يدور في العالم،فقط جمعت شخصيته المنغلقة تشددا من الطراز الاول وثقافته منحصرة في الكتب القديمة في وسط مدرسة دينية لم يكملها حتى،هذا رأيه في تلك الشخصية التي مارست التعصب والهمجية بأقصى صورها قسوة وتخلفا ومن حسن حظ الافغان ان أزيل من السلطة هو وعصابته المتخلفة،التي دمرت ما تبقى من بلد مزقته الحروب ومازالت لمدة تزيد عن ثلاثين عاما.اعترف بعد ذلك بأنه سار في شوارع كابل المغبرة التي لم يغسلها لا البشر ولا المطرمنذ فترة طويله،وبدت وجوه القوم شاحبة بينما المتسولات في الشوارع منتشرات بشكل لافت للنظر والكل يجمع ان عجلة التأريخ توقفت من جراء سيطرة حركة طالبان،وفر الجميع من اثرياء الى مثقفين خارج البلاد،هذه الحياة في ظل تلك الحركة الارهابية المتخلفة وبوصف مؤيد لها،فليقرأ الجاهلون واللذين يطبلون لتلك الحركة وأمثالها،وليتعظوا من التأريخ الذي لا يرحم.
من الاعترافات المنشورة في الكتاب كره الافغان للعرب المنتمين للقاعدة،ولولا سطوة طالبان وقسوتهم لتحول الكره الى حرب شعواء بين الطرفين،وهو نفس ماحدث في العراق بعد الرعاية التي تلقوها من السنة العرب،مارست القاعدة وخاصة اتباعها العرب،ابشع الجرائم تجاه الجميع مما سبب نفور الجميع منهم خاصة ما يحملونه من ثقافة تكفيرية وفكر منغلق لا مجال للمحاورة معه بتاتا.
يصف في المقابلة الثانية دعوته لحضور عرس ابن اسامة بن لادن،ويصفه بالبسيط وتحدثه بعد ذلك عن بعض افكاره سواء عن العالم الاسلامي وكيفية توحيده وكذلك كرهه الدائم للامريكان ونشر تلك الكراهية ثم يتحول بعدها الى علاقته بالاعلام العربي وخاصة الفضائي منه ثم تلميحاته عن امتلاك اسلحة غير تقليدية تبين بطلانها بعد ذلك.
في الفصل الرابع ينتقل للحديث عن القاعدة وطالبان والتوقعات المستقبلية حسب وجهة نظره طبعا،يصف في البداية كيف تأسست الحركة عام 1994م والتي تلقت الكثير من الدعم الخارجي وبخاصة من باكستان والسعودية والغرب،ويصف الاوضاع الصعبة التي كانت قبل ظهورها،وفي الحقيقة ان سيطرة تلك الحركة على 90%من اراضي افغانستان بالاضافة الى الدعم الخارجي يعود الى الوحشية الملفتة للنظر في قتالها او في تعاملها مع الخصوم او في ادارة المناطق الخاضعة لها،مما حول الخوف منها الى سلاح بيد الحركة وهذا مايذكرنا بسيطرة المغول على البلاد الممتدة من بحر كوريا الى شرق البحر الابيض المتوسط بنفس الطريقة!ولكن طالبان لم تستطع العبور خارج الحدود،فبقت ضمن حدود افغانستان.
يصف حكومة طالبان بانها حكومة المعوقين وان ذلك يلفت الانظار،فزعيم الحركة الملا عمر كان اعور بسبب فقدانه لاحدى عينيه بالجهاد مع السوفييت،وغالبية قادة ووزراء وحكام الولايات من المعوقين من جراء الحرب الطويلة مع السوفييت او فيما بينهم،مما يجعل اشكالهم بشعة للناظر وتزداد بشاعة مع اعمالهم،ثم ينتقل بالحديث عن انجازات الحركة على الصعيد الاقتصادي والتي يعدد بعضا منها،وفي الحقيقة ان تلك (الانجازات) من التفاهة الحديث عنها والتي يدافع المؤلف عن الحركة وانجازاتها التي لا تساوي بلدة صغيرة في الغرب!مثل توقيع عقد مع شركة صينية لتركيب الفي خط هاتف في قندهار وثمانين خط فقط في كابل!وللمقارنة في امريكا اكثر من 250مليون خط! او معمل لانتاج 1200 زوج حذاء يومي في كابل وليس لانتاج الطاقة الذرية!يسميه المؤلف المغرم بحركة الطالبان معمل وليس ورشه،يكفي حرمان المرأة من التعليم وصمة عار بجبين هؤلاء الرعاع التي يذكرها المؤلف بأستحياء في بضعة كلمات وينقل تبرير احد الافغان عن ان تقارير الامم المتحدة اثبتت ان تعليم المرأة ازداد في عهد طالبان من سابقه! مسألة عويصة كيف يمنعون تعليم المراة في المدارس ولا وجود لنشاط الامم المتحدة في افغانستان ثم يزداد التعليم !!ارجو من المؤلف الولهان بحركة طالبان حلها!! امثال هذه المنجزات تحت حكومة العوران والعرجان!.
بعد ذلك يتحدث عن محاولة طالبان تصدير نموذجها الفكري الى خارج البلاد،وهو الحديث الهام في تقديري كون ان البلاد المترشحة هي باكستان التي تعاني اليوم من جراء ذلك الفكر التكفيري الارهابي المتخلف الذي رعته في افغانستان فترة طويلة ويعود السبب الرئيسي للتأثر الى التشابه على جانبي الحدود الطويلة في اللغة والعرق والمذهب والتقاليد،وقد ادى ذلك الى انتشار الممارسات والسلوكيات الطالبانية في المنطقة التي من ابرزها المحاكم الشرعية وتاسيس جيش الصحابة الارهابي،والنتيجة اليوم هي العمليات الارهابية المنتشرة والقتال المستمر على الحدود،والفوضى المنتشرة في البلاد التي تحتاج الى السلم الاهلي اكثر من حاجتها الى العمليات الانتحارية ضد المصلين او المعارضين،وهذا الفكر التكفيري الارهابي منتشر هناك بسبب الفقر والفساد وانتشار المدارس الدينية المتعصبة المدعومة من الخليج ماديا والتي تخرج افواج من هؤلاء المغسولين دماغيا،بينما لا تستطيع الهيئات والمدارس المعتدلة تحقيق ذلك بسبب اعتمادها على قواها الذاتية وجنوحها للاعتدال.
النقطة الثالثة تدور حول كون طالبان ضحية صراع الشركات الكبرى على انابيب الغاز،ويشرح ذلك لتاييد وجهة نظره،والحقيقة ان ذلك تهويلا لتلك المسألة فضرائب مرور الغاز من تركمنستان لا تزيد على 100 مليون دولار حسب قول المؤلف وهو مبلغ قليل جدا لا يقارن بعائدات دول الخليج او بلاد اسيا الوسطى التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات،كذلك ان لدول اسيا طرق اخرى لتصدير الغاز لا يذكرها المؤلف سواء الى ايران او روسيا او الصين او تركيا،لذلك الحديث عن كون الحركة ضحية شركات النفط والغاز الكبرى فيه غير واقعي او فيه مبالغة شديدة خاصة بعد مرور عدة سنوات على سقوط الحركة تبين عدم صدقيتها ولم نرى اي انابيب او حتى تنقيبا عن النفط في افغانستان لكونها فقيرة بالموارد الطبيعية بالاضافة الى وعورة طبيعتها الجغرافية وانعدام الامن الكامل.
في النقطة السادسة اجاب المؤلف عن لماذا انهارت طالبان بسرعة،وكانت الاجابة بثمان نقاط وجيهة ولكن اهمها كانت الاخيرة وهي الاستخفاف بقدرة الولايات المتحدة والجهل الفاضح بالسياسة الدولية بالاضافة الى ضعف شعبية الحركة وسهولة شراء اتباعها وغيرها والاعتماد الكبير على باكستان حليفة امريكا بسبب انعدام وجود دولة حليفة لنظام طالبان المتخلف والهمجي.ثم تسائل في النقطة السابعة هل تنبأ بن لادن بسقوط طالبان،فكانت اجابة الكاتب ضعيفة وبدون دليل.وفي النقطة التالية تحدث المؤلف عن اسباب اعتقال بعض الافغان العرب عن طريق بعض القبائل الافغانية والباكستانية على جانبي الحدود وهي قبائل سنية وفي التفاتة تنم عن حقد من المؤلف اراد الصاق التهمة بالشيعة الذين لا يسكنون المناطق الحدودية الا باعداد قليلة جدا،حيث يقول ان قبيلة شيعية تعارض طالبان بسبب عداء الاخيرة للشيعة هي التي سلمتهم الى باكستان التي بدورها سلمتهم الى امريكا،وهي ان صحت فمن حقهم قتلهم بعد ان ابادوا الشيعة في افغانستان واضاف كذبا اخر ولكن بطريقة مكشوفة بكون تلك القبيلة كانت تسبب مشاكل لمرور قوافل المجاهدين خلال حربهم مع القوات السوفيتية ،ولكن الحقد الطائفي الاعمى فوق كل شيء حتى لو كان صدقا.
وفي ختام كتابه تحدث المؤلف عن ستراتيجية طالبان والقاعدة العسكرية والاعلامية ولكن بدون شرح تفصيلي،وعموما الحوادث التي تلت الكتاب اثبتت ان الحركتين تعتمدان اكثر الوسائل وحشية ودون ادنى اكتراث لحياة المواطنين اثناء العمليات العسكرية كذلك اعتماد الاساليب الانتحارية في الهجمات والتي انتقلت لاحقا الى باكستان الحليف السابق للحركة،بالاضافة الى اسلوب ارغام الناس على التعاون بالقهر وفرض الاتاوة وهي اساليب ميئوس منها لحركات تريد اثبات وجودها على الساحة السياسية،لان طريق الانتخاب الديمقراطي سوف يكون وبالا على تلك الحركات العنيفة والمتطرفة التي تعرف مسبقا انها خاسرة فيه لامحالة.
في الختام كتاب عادي فيه افكار المؤلف وارائه اكثر مما هو تحليل لواقع شخص يقود منظمة متطرفة تضم بضعة الاف من المقاتلين المتعصبين من مختلف بلدان العالم،وفيه يظهر تأييده المغلف لتلك المنظمات وتظهر نظرته الطائفية الضيقة والمقيتة بشكل واضح لا لبس فيه لصحفي يفترض فيه الحيادية والواقعية والانفتاح في نقل الوقائع مما يشير الى الحذر كثيرا من امثاله وكذلك لبعض القنوات الفضائية التي توظف امثال هؤلاء والتي تدعي الواقعية والحيادية.
التعليقات (0)