أفرزت نتائج الأنتخابات مفاجأة غير متوقعة لمنافسي الرئيس الإيراني احمد نژاد , حيث كان متوقعا ان تجرى مرحلة ثانية للأنتخابت و لم يكن بحسبان المرشح مير حسين موسوي الذي كان يظن انه الأوفر حظا في خوض المرحلة الثانية امام احمد نژاد .
خلاف المرجعية الإيرانية المتمثلة بالسيد خامنئي و من معه من المتشددين ضد توجهات الأصلاحيين الذي بدا بتحالف كل من رئيس تشخيص مصلحة النظام هاشم رفسنجاني و السيد محمد خاتمي الرئيس السابق للجمهورية الأسلامية الإيرانية و بعض الرديكاليين لا يخلتف بالمضمون إنما يختلف بالأسلوب , إذ يعتقد السيد خامنئي ان ما وصلت إليه سياسة إيران الخارجية و القوة الإقليمية التي حصلت عليها لا يمكن ان تتوقف عند حد المخاوف التي سببها التشدد الذي مارسه الرئيس احمد نژاد , بل لابد من مواصلة نفس النهج في عملية استباقية مع الولايات المتحدة الأمريكية و دول الغرب من خلال استغلال عدم استتباب الأوضاع الأقتصادية في العالم و عدم حسم الوضع الأمني في منطقة الدول المجاورة لإيران و عدم توازن مصالح سياسة القوى العظمى في المنطقة كلها عوامل تصب في مصلحة استمرار إيران في سياساتها الحالية و التي يقودها الرئيس أحمد نژاد. فيما يرى الطرف الأخر الذي لا يختلف في منهجية سياسة إيرانحول اهدافها الأستتراتيجية, ان تبديل الوجوه و تاخير المواجهه المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية يعطي عمرا اطول للنظام الإيراني و يحفظ المكتسبات التي حصلوا عليها و يبعد شبح ضرب إسرئيل لأنجازاتهم النووية التي حققوها لغاية الأن , حيث إيران بحاجة ماسة لأعادة تقييم البنية التحية لمكونات استمرارية الجمهورية الأسلامية من خلال تقوية الأقتصاد الداخلي و بناء الجبهة الداخلية في توحيد القواسم المشتركة بين مؤيدي التيار الديني و معارضيه لسد الثغرات ضد اعداء النظام من الداخل و الخارج.
و ما حصل في الأنتخابات التي جرت و حسمت للرئيس احمد نژاد بعد ان دخلت الميليشيا المسماة بالبسيج او البازدار كعامل حسم في نتيجة التصويت حيث يقارن عدد المشتركين في التصويت من الأنتخابات السابقة كان بحدود الـ 28 مليون ناخب مقابل الأنتخابات الحالية و التي شارك بها قرابة الـ 40 مليون ناخب و كان معلوما لدى الجميع ان الأنتخابات ستجري على مرحلتين و المرحلة الثانية لن تكون في صالح الرئيس الحالي , لذا اصدرت التوجيهات لمشاركة كاملة لكل ادوات الثورة الإيرانية للمساهمة في الأنتخابات لصالح الرئيس احمد نژاد لتفويت الفرصة على معارضي المرجعية الدينية من الأستفادة من الأنتقال للمرحلة الثانية للأنتخابات.
و كرد فعل لأثبات صحة وجهة نظر الطرف الأخرافتعلت المظاهرات التي نشهدها اليوم ليست كما نتصورها بسبب إنه هناك عملية تزوير أو فرض اصوات لترجيح هذا المرشح ضد المرشح الأخر و انما لأثبات ضعف الجبهة الداخلية حيث نسبة الـ 30% من الأصوات و التي شكلت قرابة 14 مليون ناخبا صوتوا ضد الرئيس الحالي احمد نژاد هي تمثل ان شرائح كبيرة و مختلفة لا تنتمي لخط الجمهورية الأسلامية الحالي و هو عدد لا يستهان به كي تفهم المرجعية الإيرانية وجوب التغيير لأستيعاب هذه الجموع التي تشكل عصب مهم من مقومات استمرارية نهج السياسة الإيرانية تحت راية ولاية الفقية, خصوصا ان مكونات الشعوب الإيرانية من قوميات عربية و كوردية و بلوشية و ازربيجانية و غيرها هم قنبلة موقوتة يمكن لها ان تتفجر في أي وقت أذا ما تحالفت مع معارضة العاصمة طهران.
ترى هل يكون ما تقدم دافع لأحداث تغيير معين في الهيكل السياسي الإيراني على المستقبل القريب؟...
التعليقات (0)