بسم الله الرحمن الرحيم
قذيفة تلد طفلا(قصه)
قذيفة واحدة كانت كافيه لان تحيل المنزل البسيط للعائلة ألمكونه من سبعه أفراد إلى ركام لا يكاد يبين أي من مقتنيات المنزل وحــتى نوافذه وأخشابه توارت بين الركام الذي اعتلاه سحابه مــــن الغبار راحت في السماء تتصاعد إلى أعلا الأفق .
كان البيت مكون من غرفتين صغيره وصاله ذات بهــــــــو جميل اصطفت كنبه إلى الجهة اليسرى وكرسيان مقابلان لها, مـــنضده حوت في رفها الأسفل مقتنيات قديمه ومــــزهرية فارغة تزينها خطوط طوليه متعرجة ورسم لطائر الطاووس الجميل .
كانت المنضدة إلى جدار تتكئ وفوقها في الرف الأعلى وضـــــع التلفاز ذي الواحد والعشرون بوصه وقد ارتبطت علاقة حميمة معه وأفراد ألعائله الهادئة في طباعها وانسجامها يلتفون مشاهدين برامج التلفزيون وتلك المشادات التي تحدث أحيانا جـــراء سيطرة رب الأسرة علـــــى الكنترول الخاص بالتنقل بين القنوات ورغبته في مطالعة القنوات الإخبارية التي لاسيما تنقل أخبار الوطن وحوادث الاستعداء على المواطنين ومناظر قتل الأبرياء وكم دارت نقاشات حادة بينه وبين أولاده حول طلبه منهم الاهتمام بما يدور حـــولهم واكتفاء الابن الأكبر بقوله أن ألمشاركه في التظاهرات تكفي لأجل صقل النفس وتعويدها على الإحساس للألم والمعاناة للآخرين .
تجمهر العشرات وسط الدخان الكثيف المتصاعد وآخرون ذهبوا للبحث عن سيارات إنقاذ وإحضار أدوات لرفع المخلفات للكشف عن الأسرة التي غطاء الأنقاض كل تفاصيلها ولم يظهر شي منها ولم تعرف أهي في أعداد الأموات أم بقي منهم ناج .
لم يتواجد رافعات أليه او جرار وكان المواطنون يحاولون التخفيف من الأنقاض بواسطة أدوات بدائية واستخدام الأيدي للتفتيش عــن ملامح نفس بشريه لازالت على قيد الحياة .
كانت الأم أول ما ظهر جسدها وتم انتشاله حيث كانت الصــــخر والخرسانة الأسمنتية تقسمه إلى جزئيين ويكادان ينشطر من وطئت الثقل الكبير, سحبت بصعوبة ولم يكن عرق واحد ينبض فيها ثم تلاها ابنها الأكبر وقد تغيرت ملامح شخصيته جثه هامدة والبنتان الأخريان أيضا مفارقتان الحياة .
تعمق البحث إلى الزوايا الأخرى مـــــن البيت التي رفعت بعض أنقاضه كانت ألطفله هيام ألصغيره محشورة فـــــي سرير غرفة المعيشة متكورة ويداها تلف رأسها والدم يملا جسدها كاملا وعثر على البقية في ألغرفه ألمجاوره موتا.
كان الجيران يتحدثون عن طفل لم يتجاوز العام لـــــــم يروه بين الأنقاض يهتفون في المنقضين أين الطفل ؟أين الطفل؟ ربما كانت ألجلبه والضوضاء أنستهم تفقد أجزاء أخرى من البيت وكان آخر الواصلين سيارات الإسعاف التي أخرتها النقاط المنتشرة على طول الخط وحجزتها معرقله آدا مهامها وفور وصولها شرعت في أفراد أبوابها لتحميل جثث الضحايا .
فجاءه صوت يزعق من تحت ركام جــدار مائل بزاوية حادة يتفقد احد المنقضين مصدر الصوت ويقترب مـــنه فإذا به صوت يصدر من أسفل حيث كانت ألطفله مضطجعة الى اليسار منها ,ينادي على زميل له ليساعده في رفع الجدر ,يسائله ماذا ؟فيرد لقد سمــــعت صوت طفل لم يكمل جملته حتى سمع الصوت مـــرة أخرى يتهلل وجهه رغم الأسى ٌقائلا..الحمد لله الحمد لله !!فرحا بوجود ناج من الأسرة ,يسارع آخرون لنجدتهم ومــا أن رفعت ألقطعه الإسمنتية حتى لاحت قطعه قماش تلف حولها طفل انه علـــي الابن الأصغر للأسرة .
بسام فاضل 18-1-2014م
التعليقات (0)