دعارة التاريخ الإسلامي العباسي البغيض المملوء بالدماء .
انه وبعد وفاة الخليفة العباسي / هارون الرشيد لقد اندلعت الحروب الأهلية مابين أنصار كل من ولديه / الأمين و / المأمون الى ان لحق بذلك تغيّرات هامة في جوهر السلطة السياسية حينها حيث جرى التعامل مع ذلك الخلاف بين الشقيقين بشكل عرقي-قومي ، حيث إنحاز أكثرية العربان لولده الأمين كون أمه من اصل عربي ، اما بالمقابل لقد وقف الفرس مع المأمون كون امه فارسية المنبت .
اما وبعد انتصار المأمون في تلك الحرب فقد تحالف مع الجانب الفارسي، واتخذ له مقرا من مدينة "مرو" بخراسان كعاصمة له حيث مكث فيها لسنوات ، هذا قبل أن يستجيب لضغوط أهله العباسيين ويعود أدراجه إلى عاصمة أجداده في بغداد.
بعد وفاته سنة 833م تحرّكت بوصلة العرقية مرة أخرى ، ولكن تلك المرة كانت باتجاه العنصر التركي ، لأن الخليفة المعتصم بالله والمولود من ام تركية الأصل ، وجّه أنظاره صوب آسيا الوسطى والشعوب التركمانية فاتخذ منهم جيشاً، وعيّن العديد من كبرائهم في مناصب رفيعة داخل بلاط الدولة.
ومع مرور الوقت تسلط القادة الأتراك على الخلافة إلى الحد الذي حدا بهم عام 861م إلى قتل الخليفة المتوكل على الله وتنصيب ابنه محمد المنتصر بالله بدلاً منه.
وفي خلال النصف الأول من القرن العاشر الميلادي بدأ ضعف الخلفاء العباسيين إلى مرحلة غير مسبوقة ، ما اضطرهم إلى الخضوع لسلطة أسرة فارسية الأصل تعرف بالبويهيين الفرس حيث
تقاسم البويهيون السلطة مع العباسيين ، فأصبح لهم الحكم الفعلي لدولة الخلافة واتخذوا لقب السلاطين ، بينما اقتصر دور الخليفة العباسي على السلطة الاسمية ليس أكثر .
امل وفي القرن الحادي عشر الميلادي ، ظهرت قوة السلاجقة الأتراك ، فحلوا محل البويهيين وبقي الخليفة العباسي على حاله داخل قصره في بغداد .
وفي عام 1063 وللمرة الأولى في تاريخ الخلافة السنية ، وافق الخليفة العباسي "القائم بأمر الله" مجبراً على تزويج ابنته من السلطان السلجوقي "طغرلبك" والذي ربما كان يطمح وقتها في تأسيس أسرة حاكمة جديدة ، يختلط فيها العرق التركي بالعرق العربي، ولكن طموحاته آلت إلى الفشل بعد أن توفي دون أن يترك له وريثاً .
وفي 1258 م دخل المغول بغداد فقلوبها على رأسها ، فقتلوا الخليفة "المستعصم بالله" وبعد بضع سنوات استقدم السلطان المملوكي "الظاهر بيبرس" أحد أفراد البيت العباسي إلى القاهرة ، وتم تعيينه خليفة جديداً للمسلمين ولقّب ب : الحاكم بأمر الله.
الخطوة التي قام بها بيبرس في ذلك الوقت كان من الممكن أن نفهمها في سياق محاولة إضفاء الصبغة الشرعية على الحكم المملوكي ، خصوصاً أن المماليك السنّة لم يكن بوسعهم اعتناق الخلافة نظراً لأصولهم العرقية غير العربية اضف الى ذلد كونهم كانوا بالأساس عبيداً للبلاط ومجهولي النسب.
اما الحدث الأهم في جدلية الخلافة والعرق الحاكم وقع عام 1517م عندما استطاع السلطان العثماني "سليم الأول "الانتصار على المماليك في موقعة الزيدانية وأجبر المتوكل على الله الثالث بالتنازل له عن منصب الخلافة ليصير أول خليفة تركي الأصل في التاريخ الإسلامي ككل .
واستمر توارث لقب الخليفة حتى عهد عبد الحميد الثاني وهو آخر الخلفاء العثمانيين.
نبذه عن تاريخ القذارة العباسية حتى الحقبة الحميدية التي أنتهت في اعقاب الحرب العالمية الأولى .
التعليقات (0)